التهب الصيف العراقي بارتفاع درجات التعاطي مع مصطلح “الجنَنْدَر ” وهو تسمية يونانية للتحرر الجنسي، او ما يسمى بالنوع الاجتماعي، وازدادت سخونة الأجواء مع الرفض والقبول.
حيث أن اغلب العامة من المجتمع العربي والعراقي، لا تعرف معناه ولا تبالي لخطورته، ولا تسأل عن مغزى اطلاقه في الوقت الحالي! وما هي منافعه للعدو، ومضاره على الصديق، وهل هو حدث عادي كسابقاته من دعوات الانحلال الأخلاقي، وهذه اللامبالاة من كوارث الحواضر الإسلامية، التي بدأت تتفكك بعض أطرافها، متنازلة عن مبادئ الدين، ومطبعة او تطبعت على التدهور الأخلاقي، واي جديد لديها يعتبر تطور في دورة حياة الرذيلة.
إن مصطلح “الجنَنْدَر ” هو يوازي مصطلح “جنس” الذي يصنف تحته فسيولوجية الانسان ذكر او انثنى, والجندر تقع تحته تصنيفات الجنس العاطفي, والذي يقسم الانسان حسب دوره في المجتمع, حسب حاجة البيئة له, لذلك سمي ب”الدور الاجتماعي” او “النوع الاجتماعي, وباختصار هو غطاء وستار جديد للرذيلة المتمثلة باللوطية او المثلية لا فرق، فالعنوان جاء بهذا الاسم لتخفيف شدة قباحته وقرف عمله، والابواب والتصنيفات المقززة التي تقع تحت برنامجه، حيث يدعي النوع الاجتماعي ان الانسان لديه الحرية بممارسة الجنس والتزاوج حسب رغبته العاطفية، بعيدا عن القيود الدينية والاجتماعية، وله الاختيار في ان يحدد جنسه متى يشاء، كأن يكون يوم انثى ويوم ذكر، او الاثنان معاً في نفس الوقت، ويمكن الرجل ان يكون أما او الأم ابا، او ان يتمظهر بصورة حيوان هو يميل له، حسب “العاطفة” وليس كما هي ايديولوجيته البدنية، التي فطره الله عليها.
الغرب يدعي إنه يبحث عن السلامة للإنسان، والوضع الذي هو يريحه، وكما هو يحب، لذلك أسقط عنه قيود الجنس والمال والأخلاق، تحت اغلفة الحرية والإنسانية وتمكين المرأة وحقوق الإنسان والطفل والحيوان والبيئة، وغيرها كثير من العناوين الخداعة، والتي بريقها يلطم العيون، وقد شدت أنظمة المجتمع المدني احزمتها لتطبيع هذا المصطلح في المجتمع، وبدت ورشها تعمل ليل ونهار على نشر هذه الثقافة، بأوامر غربية, وتحت خطب تسيل بحلاوة السكر وعذوبة العسل.
نفهم مما تقدم ان التركيبة البشرية التي اختارها الغرب، أصبحت على الرغبة وهوى النفس، التي تقودها القوى الشيطانية، وليس حسب العقلانية التي رسمتها إرادة السماء، وهنا يتضح ان دول الاستكبار تريد تركيب الإنسان على العاطفية، كما هو يشتهي وجعلها هي الحاكمية في الأرض، وهنا السؤال لماذا يفعل الغرب هذا؟ وهل حقاً يبحث عن رفاهية الشعوب؟
أولاً : نحن تعلمنا أن الدول العظمى تبحث عن مصالحها المالية، والسيطرة على الثروات، ولا يهمها حتى سكان اوطانها، ودليل ذلك استعبادهم للنساء في ابسط الحقوق، وهو تقليل رواتب الموظفات النساء بفارق كبير عن الموظفين الرجال، وكذلك كثرة الحروب التي احرقوا بها ملايين البشر بلا ذنب, إذن فموضوع ” الجنَنْدَر” أو النوع الاجتماعي وراءه منفعة مادية للغرب، عن طريق مصادر وواردات الإباحية الجديدة، والشركات التي تدفع للترويج لهذا المنتج اللاأخلاقي.
ثانياً : ان النوع الاجتماعي هدفه تفكيك الأسرة، من خلال عدم إلزام افرادها بالأب او الأم، ولا حتى الابوان ملزمان ببعضهما، او بأولادها، وهذا يعني تمرد الأسرة كل واحد منها على الآخر، وهذه دعوى للتمرد، وبالتالي تمرد المجتمع على ثوابته ومعتقداته الدينية والأخلاقية، وهذا ما يريدون الوصول إليه، وخاصة في المجتمعات الاسلامية التي ما زالت محافظة, وخاصة صاحبة التمسك العشائري والقبلي، وذات الارتباطات القيادية الإلهية (المرجعية الدينية الحقة )حيث تعتبر الاسرة هي اخر قلاع وحصون المجتمع المحافظ.
ثالثا: استخدام مصطلحات رقيقة ولطيفة في دوائر الدولة ومدارس ورياض الاطفال, بعيدا عن اصل غاية العنوان, وصولا الى تطبيع الشذوذ مع مختلف شرائح المجتمع المستهدفة.
إن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى تبيين اكذوبة “الجُندُر ” وفضح العاملين والمروجين له، فحرب الغرب اليوم فكرية، قد تعددت حرابها وسهام رماتها.