19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

فضيحة إبن العامري كَـيت

فضيحة إبن العامري كَـيت

كشفت هذه الفضيحة اشياء كثيرة داخل مؤسسة الحكومة العراقية الهشةمثلما كشفت قضية تصويت النيابيين على امتيازاتهم ضعف نفوس النواب وخيانتهم لشعبهم .  والحادثة الثانية هي توقيع الحكومة على قانون الاحوال الشخصية السلفي المتخلف . هذه الحوادث أظهرت دناءة البرلمانيين امام الشعب العراقي وتسببت ايضاً بفتح نار المرجعية الشيعية ضد هؤلاء الخونة . وفي القضية الثانية كشفت نوايا الحكومة ووزير العدل المبيتة لأرجاع الدولة والمجتمع الى عصور التخلف .  أما قضية إبن العامري فحظ الشعب العراقي العظيم جعله يقوم بهذا التصرف لتكون الأمور أكثر وضوحاً وتنكشف العصابة العامرية التي تسيطر على وزارة النقل . لأنك عندما تضع الرجل غير المناسب في المكان اللامناسب  ستتوقع أموراً أكثر فضاعة .
 ابن السيد وزير النقل والرئيس السابق لمنظمة بدر والمحسوب على المجلس الأسلامي  هادي العامري ، لملم  عناصر قوة والده ومنصبه وتحالفاته واطمئنانه بان وزارة النقل يديرها (العوامر) من عمومته وهدد ونفذ تهديده للطائرة التي غادرت  من مطار بيروت وتأخر هو وصديقه عن الرحلة  ومنعها من الهبوط في مطار بغداد . هذا الفعل الشنيع لن يقوم به من قبل في العراق او اية دولة متخلفة في العالم اكثر ابناء المسؤولين نزقاً وتخلفاً واستعراضاً . أظهر إبن العامري رغباته المريضة في التدني واظهار سلطته ليحرج كل عراقي داخل وخارج العراق امام العالم ويظهر الدولة العراقية عبارة عن نموذج متخلف يثير الشفقة والمأساة والسخرية في نفس الوقت .
لا ننتظر رد فعل شاف من الحكومة لحفظ ماء وجه العراقيين او استرجاع هيبة الدولة وسيادة القوانين على الرغم من ان الأئتلاف الحاكم يطلق على نفسه دولة القانون ، بل ننتظر رد فعل بمستوى هذا الحدث الوضيع من الشعب العراقي ومؤسساته المدنية الواعدة ، لأن الشعب العراقي ومهما حاولت الحكومات المتعاقبة اذلاله وسلطت عليه تافهين وجشعين ومراهقين ومعتوهين الا ان هذا الشعب بقي واقفاً على مساحة الأجيال المتعاقبة وهناك دوماً نجوم عراقية تعلن عن حقيقة الشعب العراقي في الفن والادب والرياضة والهندسة والعلوم داخل وخارج العراق . هذه الأمة الولودة سوف تلقي بمثل هذا المعتوه الى الجحيم على الرغم ان الظروف دوماً في العراق تسمح لحثالة المجتمع العراقي ونفاياته ان تتصدر المشهد السياسي . ناس بلا مواهب ولا علمية ولا شهادات ركبت موجة الحكم في العراق ، استغلت ظروف العراق السيئة في اواخر زمن المقبور صدام وتسيدت على الشعب العراقي .
 وحينما كانت المؤهلات التي سمحت لبعض العراقيين تصدُّر المشهد السياسي في زمن الدكتاتورية هي الأنتماء الى حزب البعث والتفاني في كتابة التقارير وقتل الناس والذوبان في شخصية الدكتاتور ، لم تتغير الأمور كثيراً في هذا الوقت حيث فرص الحصول على المناصب هي التحالفات غير الشريفة ، والأرتباط بقوى اقليمية وبيع المبادئ وغياب مفهوم الوطنية وهكذا انكفأ التكنوقراط وانحسروا عن المشهد الثقافي والسياسي والأجتماعي ، لأنهم لا من اصحاب العمائم ولا من المرتبطين بالقوى الخارجية ولا يملكون موهبة البعثيين في صعود سلم المناصب والتلون مع كل لون . الشرفاء من المتعلمين والأكاديميين لايملكون الا خبرتهم وشهاداتهم الحقيقية وليس المزورة وحبهم للوطن ورغبتهم لخدمة وطنهم لذا لا مكان لهم في عراق اليوم مما تسبب في حصول هذه الانتكاسات بسبب اولئك القادمين خلسة والعاملين تحت جنح الظلام .
في الدولة العراقية الحديثة بعد عام 2003 هناك قيم جديدة متدنية ظهرت وحصلت على الدعم الرسمي والمجتمعي ، ونتيجة للظروف التي مر بها العراق من احتلال وارهاب وفساد اداري وانفتاح اقتصادي واجتماعي في نفس الوقت واثراء مفاجئ وفاحش تمكن بعض المتنفذين في العصر الجديد من خلق مافيات احياناً تحالفية واحياناً عائلية لضمان الأمن وتقاسم الثروة للمجاميع المتحكمة بالسلطة والمال لضمان الديمومة في المنصب ، يضاف الى ذلك سوءاً ضعف المؤسسات الرقابية للدولة وعدم دعم الحكومة لتقديم الفاسدين الى القضاء واجراء محاكمات علنية عادلة ، بل بقيت لغة التستر على المجرمين والفاسدين ضرورة في منهج دوام السلطة والتحكم وذلك للحاجة  الى احزاب الفاسدين وعشائرهم وارتباطاتهم ، وتأتي قضية أبن العامري في السياق ذاته لانها تعبر عن شكل السلطة الحاكمة وصوتها النشاز. اعتقد سوف تحاول قوى داخلية تغطيتها خوفاً من زعل هادي العامري والمجلس الاسلامي ومن ورائهما. 
خلال تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي كتب بعض الناشطين العراقيين اسماء موظفين بارزين في الخطوط الجوية العراقية من ال العامري ورغم اني لم يتسن لي التأكد من وجود هذه الأسماء فعلاً في هذه المناصب من مصادر رسمية لكنها تفسر قوة ابن العامري في تحديه للقوانين الدولية التي تنظم حركة الطائرات وجداول اقلاعها وهي على مستوى من الدقة لانها تتعامل مع ارواح ناس واملاك شركات ودول ، وسأنقل لكم هذه الاسماء المحتملة التي استقوى بها ابن العامري في فضيحته:  وزير النقل  هادي العامري ، مدير عام الطيران المدني ناصر حسين العامري ، مدير قسم الرقابة الجوية علي محسن العامري , مدير السلامة الجوية حسين محسن العامري ،  المدير الاداري للخطوط الجوية العراقية مجيد عبد الحميد العامري ،  مدير قسم التدريب والتطوير في الخطوط الجوية سعد العامري ، مديرة مكاتب الخطوط الخارجية نور العامري ، معاون مدير قسم الرقابة الجوية علي مهدي العامري . في الولايات المتحدة هناك قانون يحق للعائلة انشاء مشروع تجاري عائلي      .Family Business    وليس لي علم اذا ما سنت الحكومة العراقية قانوناً مشابهاً لتعلن وزارة النقل انها (فاملي بزنس)