23 ديسمبر، 2024 1:13 م

فضل الله ذكرى الرحيل وحوارات الصراع

فضل الله ذكرى الرحيل وحوارات الصراع

تحل الذكري العاشرة لرحيل السيد محمد حسين فضل الله المفكر الإسلامي وصاحب الموقع الفقهي واحد المناضلين ضد الصهيونية والمحاربين ضد النفوذ الاستعماري بالوطن العربي.
والراحل يعتبر احد المنظرين والمؤسسين للخطاب الاسلامي المعاصر واحد العاملين بأنشاء المؤسسات الاجتماعية والخدمية باستغلال المال الشرعي بخط اقامة المؤسسات التابعة وخلق دائرة انتاجية  حيث ينطلق المال الشرعي ليبني المؤسسات والمواقع الإدارية الحاضنة لما يريد تطبيقه وتنفيذه من افكار اسلامية حركية تريد الحياة بالواقع.
اين انتهي هذه المشروع المؤسسي؟
 ومن هو المسئول عن الاموال؟
 ومن يستفيد؟
 ومن يراقب من؟
 وكيف تتم المحاسبة؟
وما هي الذمة المالية لأبناء واحفاد المرحوم السيد محمد حسين فضل الله واقربائه؟ ومن أين لهم هذا؟
 هذه امور لا اريد الدخول بها ونقاشها.
ولكن اريد الاشارة الى مواقع اخرى ونقاط مختلفة حسب ما اراه مناسبا وما اعتقد انه من الافضل توثيقه وعلى الاقل النقاش المفتوح حوله.
المرحوم محمد حسين فضل الله تاريخه طويل وغنى بالأحداث والتفاصيل ولكن بمرحلة زمنية بالتسعينات هو شخصيا وصل الى موقع فقهي حسب اعتقاد المسلمين الشيعة الاثني عشرية وهو منهم واقصد هنا  موقع المرجعية الإسلامية الفقهية وهو ما يعادل الاستشاري بالطب او القاضي بالقانون او الاستاذية بالجامعة الأكاديمية وهذه المرجعية الفقهية هي موقع اختصاص عادي ولكن يتم استخدامه عند العديد من الناس كموقع لجمع الاموال والاستفادة وايضا توريث الاموال الشرعية المليونية للأبناء والاحفاد و وصل الاستغلال حيث يتم وضعها بلندن ونيويورك ضمن مؤسسات خيرية دولية وهو مسمي قانوني لخداع السذج والبسطاء والاغبياء من الذين سلموا اموالهم وصدقاتهم لهؤلاء.
لأن هذه المؤسسات الدولية الخيرية بلندن ونيويورك لأنها قانونيا خيرية فهي لا تدفع ضرائب بغض النظر عما تمارس من تجارة وما لديها  من اموال وعقارات واسهم وكلها اموال بأسم ابناء المرجعيات فهم الإدارة والمتحكم والمستمتع والمتلذذ ومن يعيشون الرفاهية والدلع والرخاء.
و واقع المسلمين الشيعة الاثني عشرية المأساوي البائس والفقير بمواقع تواجدهم هو اقل ما يتم روايته عن اين تذهب اموال الخمس المالي والصدقات والتبرعات؟
واين تذهب مخصصات الحكومة العراقية المدفوعة لمرجعية النجف الاشرف والتي تقدر بثلاثة ملايين دولار سنويا من ميزانية الدولة العراقية منذ العام ١٩٦٨ الى يومنا هذا ونحن نتكلم عن ثلاثة ملايين دولار بقوة شرائية تختلف من زمن الى اخر.
 وايضا بعد نجاح الثورة الاسلامية على ارض ايران واقامة النظام الاسلامي عليها تم تسييس هذا الموقع لأقصي حد ولأكبر مدي واصبح الكلام به حساسا اذا صح التعبير وصار جزء من الصراعات الدولية  وايضا تم استخدامه للتقليل من مدى التأثير لحركة الامام الخميني وهو ما كان يتم توصيفه بالأعلام العالمي أنذاك ب “زعيم المسلمين”
وجاءت الرغبة والقرار الاستخباراتي الدولي بتغيير المسمى الاعلامي ل “زعيم الشيعة في العالم!؟”
وجاء هذا التركيز على الموقع الفقهي للمرجعية الفقهية الاختصاصية للتقليل من تأثير الثورة الاسلامية على باقي المسلمين ولصناعة حاجز نفسي و خوف وهذا ما تعزز للأسف الشديد بالحرب العراقية الايرانية التي افتعلها الطاغية صدام حسين وكذلك  بالغلطة التاريخية بوضع المادة الثانية بدستور الجمهورية الإسلامية باعتباره المذهب الاسلامي الاثني عشري هو مذهب رسمي للجمهورية الإسلامية وهذه الغلطة جاءت لاعتبارات ليست اسلامية ثورية  بل لأوضاع داخلية داخل ارض ايران حيث التعدد القومي العنصري يجمعه مذهب فقهي!؟ واصحاب هذه الغلطة التاريخية وضعوا هذه المادة الدستورية لهكذا اعتبارات داخلية!؟
واتصور ان هذه الاعتبارات خاطئة وغير صحيحة وقد تكون مقبولة بالعهد الشاهنشاهي الإمبراطوري اذا صح التعبير ولكن الاسلام  الثوري رابطة اقوى من المذهب الاسلامي الاثني عشري.
وعلينا التذكير ان الاستعمار البريطاني قبل الثورة الاسلامية على ارض ايران وبعدها كان يعمل على تصعيد مرجعيات فقهية تخدم مصالحه واسقاط مرجعيات فقهية مضادة لمصالحه والاستعمار البريطاني كذلك رفع احد المجانين المشبوهين العاشق للخرافة واقامة الطقوس الشيطانية الغريبة الأطوار المستوردة من الهند مثل المشي على الجمر وضرب النفس بالسياط ..الخ وهذا الترفيع والتوظيف البريطاني اصبح ترفيع استخباراتي مزدوج مع دخول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على الخط بالثمانينات ودعم هذه المرجعية الاستخباراتية المنحرفة الغير شرعية مرتبطة بالأستخبارات الدولية.
السيد محمد حسين فضل الله أنذاك كان مختلف هو اعلن مرجعيته الفقهية الاختصاصية لأنه حسب تكليفه الشرعي اعتقد انه من واجبه الديني الاعلان عن احقيته بموقعها وهو حسب قناعاته الفكرية كان يؤمن بأنها موقع اختصاص عمل و وموقع وظيفي بحت بعيدا عن كل حسابات اخرى.
ولكن المسألة كانت مختلفة جدا عند  الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران والمنظمة الأمنية الاستخباراتية المرتبطة بها حيث كان يعيش موقع المرشد القائد للجمهورية الإسلامية ازمة مصداقية وازمة مستوى علمي  وازمة احقية اذا صح التعبير بعد وفاة المؤسس الامام الخميني.
السيد على الخامنئي المرشد الحالي للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران كان منتوج ترفيع استخباراتي وليس استحقاق حقيقي لموقع فقهي لذلك موقعه مأزوم وهو قد يكون سياسي ورئيس جمهورية سابق ولكن الموقع المرجعي الاختصاصي امر مختلف كلية.
وهذا الترفيع الاستخباراتي لشخص “علي الخامنئي” جاء لحل “ازمة نظام حكم” اذا صح التعبير خارج كلاسيكيات الاختيار التقليدي لمواقع المرجعية الإسلامية الفقهية للمسلمين الشيعة.
هناك من اعتقد داخل الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران ان اعلان مرجعية السيد محمد حسين فضل الله هي اضعاف شديد لموقع المرشد السيد علي الخامنئي وهناك من اعتقد انه كان على السيد محمد حسين فضل الله  كشخصية دولية عابرة للحدود وكمفكر اسلامي معروف وفقيه هناك من اعتقد ان وجود السيد كتابع للمرشد هو تقوية  لموقع الاخير المأزوم دينيا.
ان يقول السيد محمد حسين فضل الله انه تابع للخامنئي ومقلد له فهذا به اعلاء وتقويه للخامنئي.
ولكن ان يعلن السيد محمد حسين فضل الله انه مرجع تقليد فقهي للمسلمين الشيعة فهذا اضعاف لموقع الخامنئي!؟
هكذا كان التفكير وتلك هي العقلية داخل الجمهورية الإسلامية  وعليه انطلقت الحملات الاعلامية وتفجر الموضوع.
وتم استخدام البكائيات على فاطمة الزهراء والترويج لجدل تاريخي حولها وهذا الامر كان بداية الحملات المتواصلة ضد السيد محمد حسين فضل الله والتي استمرت وتواصلت ولم تتوقف الى يومنا هذا.
ضمن الفروسية الراقية للمرحوم محمد حسين فضل الله كان صمته  وعدم انحداره للدفاع عن الذات الشخصية هو ارتقى بنفسه وذاته الى اقصى حد وبالمحصلة النهائية انتصر بهكذا احترام للذات وهذا ما انكشف بيوم الوفاة والحضور الجماهيري الواسع والذي دائما ما اشير اليه على انه حضور “اعتذار” وليس حضور “عزاء!”
 المرحوم السيد محمد حسين فضل الله التزم بما كتب من افكار اسلامية علي المستوي الشخصي الخاص بذاته كانسان ناهيك عن التطبيق المجتمعي ضمن المؤسسات التابعة له .
لكن بنفس الوقت السيد محمد حسين فضل الله قال ان موعدنا يوم القيامة بأكثر من مناسبة ومحاضرة حيث الحساب عند من لا يظلم عنده احد.
وهذا حقه كانسان تم ايذائه والنيل منه وهذه العدالة الالهية يحق لأي فرد وانسان طلبها والسعي اليها.
لذلك عندما واجهت احدهم ولن اذكر اسمه، وقلت له لماذا برأت التنظيمات اللبنانية  حركة امل وحزب الله وهم احد اركان الحملة الظالمة وجزء من الحملة الاعلامية الظالمة ضد السيد محمد حسين فضل الله ولماذا زورت التاريخ  بأحد الوثائقيات التلفزيونية الاعلامية!؟ وكنت تستطيع بهذا الوثائقي التلفزيوني ان تصمت اذا كنت خائف او محرج؟ فالسيد محمد حسين فضل الله صحيح انه لم يرد بشكل مباشر على اي احد ولكن هو اعطاهم موعد بيوم القيامة والقى عليهم الحجة الشرعية ، فلماذا قلت ما قلت؟ ولماذا تزور التاريخ؟
ولن اكشف بقية الحديث لأنه بكشفه ستتم معرفة من اقصد؟ ولكن شعرت بالحزن على ما أحسست انه ما كان يعيشه السيد محمد حسين فضل الله من “وحدة” ضمن  محيطه الخاص ناهيك عن صدمته من تلاميذه ومن رباهم وعلمهم وثقفهم  ومن لمهم واتي بهم من الشوارع  ليغيرهم وليصبحوا ذوات قيمة مجتمعية ولكن عند الراتب والمالي والمنصب الدنيوي الحزبي تم نسيان كل شئ.
السيد محمد حسين فضل الله اتصور هو قرر ان يعيش مبادئه وافكاره إلى النهاية وهذه الفروسية الفكرية الحركية هي ما صنعت له الخلود والاحترام ولغيره السقوط والانحدار.
ذكرى وفاة المرحوم محمد حسين فضل الله تعود وتجدد وهو لا يمثل شخص واحد بل هو جزء من عقلية ثورية أرادت للأسلام ان يعود الى واقع الحياة وصناعة خط حضاري له ضمن صناعة فهم مختلف للنص القرأني يرتبط بالواقعية وامكانية التطبيق والالتزام المبدئي اذا صح التعبير.
هو التزم بكل ما كتبه وعاش دور الفارس الى اقصى درجة في الحملة المضادة عليه والتي انطلقت من ثنائية الاولى هي الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران والثانية هي الجهات المنحرفة العاشقة للخرافة والاساطير.
وهذه المواضيع ناقشتها شخصيا على مدى سنوات ضمن صراع طويل اعلامي ممتد  ولله الحمد استطعنا كشف ما يجري وايضا ثبت خطأ الجميع وانحرافهم.
الدفاع عن المرحوم السيد محمد حسين فضل الله هو امر لم أطلبه او اسعى اليه وهو جاء بالصدفة المحضة ضمن اداء التكليف الشرعي بالدفاع عن اي مظلوم وبمسألة الحملات ضد السيد محمد حسين فضل الله كان السقوط الاخلاقي وقلة الأدب والكذب والتزوير وفبركة الفيديوهات وتركيب الاصوات واقتطاع اجزاء كتابية خارج السياق كلها امور كشفناها ناهيك عن عقلية التخلف الشعبي العاشقة للخرافة والاسطورة البعيدة عن اي عقل او دين او منطق سليم.
فعندما نجد من يعشق شرب
 “بصاق المعممين!” الصاعدين على المنابر للغناء البكائي  وحكاية القصص والروايات المضحكة والسحرية.
وعندما نشاهد هؤلاء الشلة من النصابين الافاقين يمتهنون ويتجمعون في بلدان الخليج تحديدا والاغلب الاعم منهم لا يحمل اي تخصص ديني موثق او دراسة حقيقية بل هو وضع عمائم على الرؤوس والنصب على الجمهور وهؤلاء تكلم عنهم مرجع النجف الاشرف العربي محمد صادق الصدر بوضوح في خطب الجمعة قبل اغتياله بالتسعينات.
المشكلة ليست بعمائم خرافية تبصق داخل قناني المشروبات الغازية او قناني المياه ليتبرك بها مجانين  او بمن يقول ان فاطمة الزهراء جاءت له بلندن لتعالجه!؟ او بمن يقول ان السيدة فاطمة الزهراء تأتي له لتسمع خطبه!؟ أو بمن يأمر بوضع الحيوانات والبهائم للبركة !؟ والقائمة تطول
المشكلة الاكبر هم ب “بعض” الناس وبمن يريد هذه الأشياء وبمن يعشقها.
“العمائم النصابة” لديها جمهور يعشق التخلف والخرافة والتبرك بالحيوانات وهؤلاء العمائم النصابة لديهم “جمهور” يأتي بهم للخليج ويدفع لهم الاموال ويقدمهم بالمجالس ويقبل اياديهم.
ايها السيدات والسادة ليست المشكلة فقط بالعمائم النصابة بل ب “جمهور” هذه العمائم العاطلة عن العمل والممتهنة النصب والاحتيال بأسم الدين الذي اساسا لم يدرسوه ولم يتخصصوا به.
ان علينا الاعتراف ان هناك
“عقل جمعي شعبي”
 يعيش التخلف ويدمنه ويريد استمرار تواجده وهو جزء من الاستحمار الذاتي.
بأيام الازمة والحملات ضد المرحوم محمد حسين فضل الله كان شتمه وسبه وظيفة للمنافقين من المعممين وهي امور واشياء  تجلب لهم المال والرواتب والموقع والشهرة وايضا جزء من الشهرة والترويج يقوم بها هذا
“العقل الجمعي المستحمر ذاتيا” .
ماذا بقى من مشروع المرحوم محمد حسين فضل الله؟
اي فكر حركي نهضوي تأثيراته الزمنية تأخذ وقت للتغيير ولا احد يعرف اين ستتفجر مواقع التأثير والتأثر فعملية التغيير الاجتماعي لديها عدة عوامل ومؤشرات وقوانين معقدة وتداخل سياسي فردي اقتصادي مجتمعي وتضارب ظروف وايضا عوامل جغرافيا وسياسة وتحولات واي عملية ثورية انقلابية الكلام بها كثير
المفارقة التي لا انساها ان الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وهي احد ركائز الحملة الاعلامية ضد المرحوم محمد حسين فضل الله هي نفسها من طلبت تأبينه بعد وفاته!؟
في مفارقة غريبة الأطوار ولكن من يعرف ان الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران لديها البراغماتية سيدة القرار والموقف.
ومن يعرف ذلك فأنه سيفهم هذه المفارقة!؟
نفس من شتموا السيد محمد حسين فضل الله هم من اصروا على تأبينه!؟
وطبعا شتموه بحياته بلا خجل ولا حياء وابنوه بعد وفاته وكأنه لم يكن شيئا!؟
وطبعا علينا التذكير بأننا نتكلم عن جزء من ثنائية هجوم حيث الجانب الأول هي استخبارات الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران  والجانب الثاني من الثنائية فهؤلاء حثالة بشرية وقمامة ساقطة ليس لها قيمة ولا وزن ولا اعتبار ولا احد يذكرهم حاليا ومكانهم مستشفى المجانين ومصحات الامراض العقلية وعلى الدولة الرسمية الحجر على اموالهم؟
الجانب الثاني ايها السيدات والسادة هم عشاق ومحبي الخرافة والاساطير ومن يعشقون الطقوس الغريبة الأطوار ومن عمائم النصب والاحتيال بأسم الدين.
لم اكن اتصور اني سأعود للكتابة مجددا عن السيد محمد حسين فضل الله فعلى المستوي الشخصي عانيت ما عانيت ومن اجل شخص لا اعرفه ولا تربطني به اي علاقة الا بما هو مكتوب وبما قرأته بكتبه وسمعته بمحاضراته.
وهذه الكلمات هي تكليف شرعي اقوم به والسلام كما كان دفاعي عن المرحوم السيد محمد حسين فضل الله ايضا تكليف شرعي.
وبين تكليف شرعي وتكليف اخر نسأل الله لنا حسن الخاتمة.
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب بالشئون العربية والاسلامية