7 أبريل، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

فضاضة المالكي مع الصدر ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينبغي على شخص بموقع رئيس وزراء ان يكون ذو قدرة عالية على امتصاص الصدمات السياسية التي تلحق به ولديه طاقة تحمل تضاحي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه , بل ان من الواجب عليه استيعاب الجميع واحتوائهم ان كان ظليعا بالسياسة كما يدعيه . واكثر من ذلك ان للكلام والحديث اصول ولكل مقام مقال ولكل فعل اثر والاثار تتبع وتذكر والاعراف والنواميس قوانين يجب ان  تطبق لمن ينادي بها هذا لمن كان حريصا على الدساتير.

لست ادري لماذا كل ما وجه سؤال لدولة رئيس الوزراء حول السيد مقتدى الصدر او التيار الصدري ينتابه الاضطراب حتى يبدو للوهلة الاولى انه قد فقد توازنه فيقوم باستجماع ريقه وابتلاعه مع اللوعة وتخرج الكلمات منه و كانها اسهم تواقة لايذاء عدو افتراضي متناسيا عدة امور منها ان السيد مقتدى الصدر هو من العائلة المجاهدة التي ضحت بدمائها من اجل الحق والتي لولاها لما عرف من السيد المالكي ولا حزبه ولا حتى سمح لنفسه مجرد الحلم برئاسة الوزراء , الامر الاخر كل انسان يعرف قدر نفسه ومتصدي لقيادة بلد عليه التحلي بسعة الصدر كما قيل  ( السياسة الة الرياسة )فمن العجيب اننا نلاحظ ان السيد المالكي يفتقد هذه الصفة في تعامله مع كل من يعتبرهم خصوم ومنافسين وبالأخص السيد الصدر.

اذا كان امتعاض المالكي من السيد مقتدى الصدر بسبب ما حذر منه من انحدار العراق نحو الدكتاتورية والظلم والفساد فتلك الامور هي راي ويجب ان يحترم ولا يصادر بل على من يعتقد انه موجه له اثبات العكس ولو ان المؤشرات لاتسمح ابدا بأثبات العكس بل تؤيد الشكوك .

قال المالكي ما يصدر من الصدر لا يستحق الرد عليه : فالواقع والعقل يرد على المالكي بان هذا غير ممكن لان ثأرك الشخصي  وغضبك الغير مبرر لايمكن ان يحل بديلا عن المنطق الذي يقر بان الصدر رقما صعبا في المعادلة العراقية بكل جوانبها الدينية والاجتماعية والسياسية فكان الاجدر استشارة ذوي العقول النيرة قبل اطلاق مثل هذه التصريحات . وبصراحة ان حداثة العهد بالعمر السياسي اذا ما اثير النقاش حوله فلا يمكن حسابه بالسنين بل بالمواقف وربما الخوض فيه قد يؤدي الى اراقة ماء وجوه البعض وخصوصا ممن كانوا يعتاشون على المساعدات في خارج العراق وينعمون بالامن والراحة ويقضون اوقات فراغهم في مكاتب يتبادلون الطرفة تسمى ( عمل سياسي )بينما كان السيد الصدر وكل عراقي شريف قد عاش المعاناة في البلد فانه كان يعيش السياسة نظريا وعمليا وتطبيقا دقيقا بل ان الصدر ينحدر من اسرة استطاعت ان تنضج العمل السياسي في بوتقة الدين والمجتمع ولا اعتقد ان السيد المالكي ولا غيره يستطيع انكارها .اما اصول العملية السياسية التي انكرها المالكي على الصدر فأننا نقول من من السياسيين الذين يعتبرون انفسهم قد وصلوا الى مرحلة النضج استطاعوا ان يجعلوا من السياسة اداة لمقاومة الاحتلال وخدمة الشعب وتوعية المجتمع بدلا من تكريس منافع الحزب والكتلة الا اللهم اذا كان المقصود بالنضج السياسي هو التنازل عن الثوابت لتحقيق المكاسب ففي هذه الحالة لاتسمى سياسة ناضجة بل فاسدة .لااعتقد ان السيد المالكي يستطيع ان يعطي مثالا واحدا على اتهامه للصدر بان الدستور لايعني شيئا عند السيد مقتدى الصدر لكن اي دستور بلا شك الدستور النباع من ضمير الشعب واعتقد ان هذا الاتهام نابع من موضوع سحب الثقة الذي ايده السيد مقتدى الصدر فهذا كان ضمن الدستور (المقدس) عن اللسيد المالكي اما مطالبته بحصر مدة الرئاسات باثنتين بدلا من ثلاثة فهذه لم تكن ( شرك ) والعياذ بالله بل كانت رغبة شعبية ولا قيمة للدستور اذا لم يكن معبرا عن تطلعات الشعب ومع ذلك ايد مجلس النواب هذا المطلب واقره الا ان المحكمة الاتحادية وبضروف غيبية نقضت القرار! .

اما اذا كان هناك شيئا مختلف فهوالارتباك الذي يسيطر على المالكي والذي ادى الى المواجهة مع كل الاطراف الفاعلة على الساحة العراقية واشتدادها مع قرب الانتخابات وتزامنها مع العمليات العسكرية في الانبار حتى ان البعض عد فتح المالكي عدة جبهات سياسية وعسكرية هي ترويج انتخابي مبكر  ولكن ليس بطريقة الاستلطاف الرائجة عند الكثيرين بل بطريقة غير مالوفة و حديثة ومبتكرة بل وحتى غريبة وهي الاستعداء والتي يعبر عنها بـ ( خالف تعرف )وخصوصا مع اليقين ان المواطنين والمرجعية يتوقون للتغيير ….

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب