23 ديسمبر، 2024 10:41 م

فضائيو المالكي الدولاريين في جيوب الجنرالات الكارتونيين

فضائيو المالكي الدولاريين في جيوب الجنرالات الكارتونيين

ما يُكشف الآن من مهازل ومخازِ ، و التي ما هي سوى غيض يسير من فيض وفير لحكم المالكي الكاريكاتوري العجيب ، طبعا و الأتي هو الأعظم و الأفظع و الأعجب ، ضمن مما سيأتي من سلسلة مهازل ومخازِ جديدة و جديدة ، ستفوق مهازل ومخازي ما أطلعنا عليها في روايات بعض كتّاب أمريكا اللاتينية عن أنظمة ِحكم في جمهوريات الموز الديكتاتورية و الفاسدة حتى العظام في دول أمريكا اللاتينية في غابر الأزمان .
طبعا مع فارق واحد إلا وهو : إن أولئك الحكام إما قد انقرضوا غير مأسوف عليهم أو انزاحوا جانبا نسيا منسيا ، أما صاحب الفخامة الأعظم و القائد العظم نوري المالكي!! ، فأنه لا زال تحت الأضواء يسعى سعيا لاهثا و مهووسا و متشبثا بكرسيه المخملي بأسنانه و أظافره و بأي ثمن كان و حتى آخر زمان !! ، بل حتى آخر نفس ، صامدا ومجاهدا مجيدا!!..
وهو يفعل ذلك على الرغم من إن أصداء فضيحة جنوده ” الفضائيين ” قد وصلت آخر الدنيا وهي تثير استغراب و دهشة أمم و أقوام قريبة و بعيدة .
تصوروا خمسين ألف فضائيا من فقاعات الأوهام ، لم يكن لهم وجودا فعليا ، و أن كان لهم وجودا دولاريا في قوائم “جنرالات كارتونيين ” من رعاديد مهزومين من أبطال الهزيمة التاريخيين ، حيث كان كل مؤهلاتهم الوحيدة تكمن في ولائهم الأعمى و المطلق لسلطة المالكي ، و الذين هُزموا في الموصل شر هزيمة أمام أحط العصابات إجرامية وقسوة ووحشية من شذاذ أفاق شاذين ومشذوذين ، أستولوا على مدن و أراض ساشعة وواسعة بدون إطلاقة رصاصة واحدة حتى ..
ثم هول و فظاعة ما حدث نتيجة لتلك الهزيمة التاريخية المخزية من مجازر شاخصة و صارخة في قلب التاريخ الراهن و الحالي كمجزرة سبايكر و الصقلاوية و البشير و هيت و غيرها ، هذا ناهيك عن المعاناة الحالية و الفظيعة لملايين الأسر العراقية الساكنة إضطرارا في أماكن موحلة و رطبة ، و ــ فوق ذلك ـــ في عز الشتاء ، محرومة من أبسط متطلبات الحياة العصرية ..
و إلى جانب كل هذا ، فثمة خسارة مادية هائلة أثقلت و تثقل كاهل خزينة الدولة و الميزانية العامة و السنوية على حد سواء ، بسبب قوائم هؤلاء الفضائيين الذي يكلّف الوجود الوهمي لكل واحد منهم خزينة الدولة خمسمائة دولار شهريا ــ في خمسين ألف ـــ في كل سنة و ضرب كل سنة في ثمانية سنوات من عهدي المالكي الكارثيين ، فتصوروا المبالغ الهائلة التي سُرقت من أموال الدولة هباءا و عبثا !..
بينما هناك الآف من عائلات وملايين من أفراد يعيشون إما تحت خط الفقر المدقع جدا أو يعتاشون على القمامة و الزبالة ..
و ماذا عن فضائيي وزارة الدخلية وكم يبلغون؟! ؟؟ مائة ألف أم أكثر من ذلك بكثير ؟! ..
إذن فهناك ثلاث كوارث قد نتجت عن قوائم هؤلاء ” الفضائيين ” غير الموجودين و ذات الخمسمائة الدولاريين ، أولها : الكارثة الوطنية ، إذ فقد العراق أجزاء واسعة و شاسعة من سيادتها الوطنية بسبب سيطرة عصابات داعش الإجرامية على محافظات و مدن و بلدات و قرى عديدة من أراضي العراق بسبب انهيار الجيش بفضل هؤلاء الفضائيين الوهميين ..
ثانيهما : الكارثة البشرية و المتجسدة في مجازر سبايكر و الصقلاوية و البشير و هيت وغيرها ..
إضافة إلى موت ألف و خمسمائة طفلا من العائلات النازحة ..
أما ثالثهما فهي الكارثة المالية أو المادية و التي جاءت على شكل فقدان العراق مئات الملايين من الدولارات سنويا والتي ذهبت إلى جيوب ” جنرالات ” من ورق كارتون مهزوز و زرزور مصفور !! ، لم يقودوا سوى فيالق أواهمهم و جحافل فسادهم الفاحش !! ..
إذن فكيف يمكن السكوت أو الصمت إزاء ممن تسببوا أو كانوا سببا بشكل مباشر أو حتى غير مباشر في حدوث هذه الكوارث الوطنية الرهيبة و أن يفلتوا بكل بساطة و سهولة من المساءلة و المحاسبة ؟!..
بطبيعة الحال إن هذا السؤال موجّه أصلا لأولئك العراقيين الذين لا زالوا يحتفظون بضميرهم الوطني و العراقي و الإنساني الحيّ و اليقظ و النقي النزيه ، و الذين لن و لن يسكتوا حتى ينال الفاسدون و المقصّرون جزائهم العادل و يرجعّون أموال الدولة المختلسة إلى الخزينة العامة للدولة العراقية .