فضيحة تلو الاخرى تنطلق مدوية لتهز جمهورية الكرة العراقية, لكن اصحاب الكراسي باقون في مناصبهم كان ما يجري لا يخصهم, او ان الفضائح تعني دولة اخرى! انه الفساد والغباء الاداري هو المسيطر على جمهورية الكرة, فالعشائر تتدخل والاحزاب بات لها موضع قدم كبير, والعصابات والمافيات اصبح لها مكان في الاتحاد, وهنالك مال متحرك بمبالغ تفوق المليارات, انه سوق كبيرة يسيل لعاب الكثيرون من الطامعين للدخول لها ليس حبا بالكرة العراقية بل الدنانير والدولارات, كل هذا انتج خرابا للكرة العراقية ولن يقوم الواقع الكروي في العراق الا بإزالة شخوص الفساد وذيول الاحزاب والمافيات.
سنتحدث عن ابرز فضائح الاسابيع الماضية فقط, وهي لو حدثت في بلد اخر لإطاحة بالقائمين على الكرة, لكن في العراق الفضائح امر طبيعي وعادي جدا!
الفضيحة الاولى: مسرحية التعاقد مع المدرب السويدي
استبشر الوسط الرياضي خيرا وهو يقرا الاخبار التي تعلن عن قرب التعاقد مع المدرب العالمي السويدي اريكسون, فهو اسم كبير مع انه طاعن بالسن وكان الاجدر ان يتم الاتفاق معه ليس للتدريب انما كمشرف على المنتخبات العراقية مثلا, لكن دوما الاتحاد يتحفنا بتخلفه المعرفي, وبعد ايام اعلنت اللجنة المفاوضة انها اتفقت معه, وهكذا استبشر الجمهور العراقي بالخبر المفرح بان مدرب عالمي يقود المنتخب العراقي وينتشله من واقعه المخزي الحالي, فاذا بالأخبار تتحدث عن سفر المدرب الى الكاميرون للتوقيع معهم!
وهنا اكتشفنا حجم الاكاذيب التي كان يتعمد الاتحاد ضخها عبر الوسائل الاعلامية لتضليل الراي العام, وبعدها عاد المدرب لبلده ولم يوقع مع الكاميرون, ثم طلب المدرب السويدي عرض رسمي من العراق لدراسته, فارسل له لدراسته, فرفضه لضعفه, فاذا برموز الاتحاد يخرجون بتصريحات اعلامية مفادها ان المدرب تعرض للتهديد بالتصفية هو ابنته العاملة في الموصل اذا ما وقع للعراق, وخرج الاتحاد ببيان يطالب رئاسة الوزراء بالتحقيق بقضية تهديد المدرب.
لكن الاغرب ليس هذا بل ان يخرج المدرب السويدي للأعلام ويكذب قصة التهديد ويعتبرها كذب عراقي للتغطية على فشل مفاوضاتهم, وان رفض العقد لضعفه وعد تلبيته لطموحه, ولم يحصل شيء فقط يتداول الناس القصة وتنتهي من دون أي استقالات او ملاحقة قضائية مثلا لتضليل الراي العام, اننا في بلد الواق واق الذي يمكن ان يحصل فيه كل جنون.
الفضيحة الثانية: منتخب الناشئين والفلم الهندي
طوال اشهر كان الاتحاد ومدرب الناشئين يتغنون بالتزامهم بأعمار لاعبي المنتخب, وحتى الاعلام يتحدث عن اعمار حقيقية لأول مرة يلتزم بها القائمون على المنتخب, وجاءت بطولة غرب اسيا, وقبل المشاركة قام المنتخب بحلق الراس بشكل جماعي! وهذا كان علامة مريبة, فهل يريدون اخفاء عمرهم الحقيقي أي ان هنالك تزوير, وجاء يوم السفر للأردن وحصلت الفاجعة حيث اوقفت سلطة المطار في بغداد المنتخب لتزويره الاعمار, ومع ضخ سيل من الاخبار المخيفة للاتحاد مثل ان الفيفا يدرس ملف التزوير العراقي منذ سنوات, فاعلن الاتحاد عن طرد المدرب وكادره المساعد!
حيث رمى الاتحاد المسؤولية برقبة المدرب علي هادي, والذي خرج في اليوم الثاني للأعلام ليقول: “انا مدرب اتحاسب على الاداء الفني للمنتخب, ولست ضابط بالداخلية او معقب لاكتشف المستمسكات المزورة, فهذا عمل الاتحاد والداخلية”, وانتقل الكلام بين كبار الاعلاميين ورموز الكرة السابقين عبر الفضائيات للكلام حول جميع انجازات الفئات العمرية, بانها جميعا كانت تحصل لان التزوير موجود, انجاز شباب اسيا 2000 واثينا 2004 وكاس العالم للشباب 2013 والتي حصلت حتى بتدخل سياسي كبير بهدف تحقيق الانجاز.
هنا نكتشف لماذا المنتخب الوطني سيء دائما, وذلك لان اللاعب المزور يتدرج في المنتخبات, وعندما يصل للمنتخب الوطني الاوراق الرسمية تقول هو بسن 22 عام, اما الحقيقة فهو بعمر 28 عاما, فنشاهد البطئ والضعف, حيث جاء بخريف عمره للوطني! وكنت دائما اتسائل لماذا تتغير اسماء اللاعبين مثلا ( مهند عبد الرحيم ومرة يصبح مهند كرار ومرة اخرى يصبح مهند عبد الرحمن) انها قصة انجازات وهمية, يفعلها الاتحاد لإسكات الناقمين على فساده وغبائه.
ويستمر مسلسل الفضائح من دون انقطاع, كالدوري التأهيلي ومحاباة نادي رئيس الاتحاد ونادي نائب رئيس الاتحاد, وفضيحة سعي الاتحاد لنقل مباراة المنتخب خارج ارض العراق حنقا على وزير الشباب, وفضائح الدوري العجيبة, ولا تنتهي الفضائح فبيت العاهرة لا يغلق.
واخيرا:
سئلني احد المشجعين للمنتخب العراقي: هل تتوقع ان تنفرج ازمة الكرة؟ فقلت له: ” عندما تنفرج ازمة البلد وتزول الطبقة الفاسدة, عندها فقط ستزول ازمة الكرة العراقية”.