23 ديسمبر، 2024 2:39 م

فضائحهم على .. “زياكتنا”

فضائحهم على .. “زياكتنا”

لست اعرف صاحب المقولة التالية “يقول الرجل في المراة مايريد .. لكن المراة تفعل في الرجل ما تريد”. ولكني اعرف شاعرنا البدوي الذي قال “احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري”. السؤال هو .. ماذا لو قرأ الجنرال ديفيد بترايوس مقولة صاحبنا البدوي لاصاحبهم الحضري؟ هل كان يمكن للجنرال ان يقول عن صاحبته بولا برودويل  “احبها وتحبني ويحب حاسوبا لها لابتوبي “؟ لكن شاعرنا البدوي لم يعط “باسوورد” بعيره المفضل الى ناقة محبوبته المفضلة. لكنه بعكس الجنرال بترايوس الذي هو قائد سرب الجواسيس في العالم اكتشف ان حب ناقته لبعيره مرتبط عضويا بحبه هو لتلك المراة التي لانعرف ان كانت متزوجة مثل صاحبتنا بولا برودويل بطلة فضيحة بترايوس ام لا؟
 ومع ما للقصة من اثارة فانها لاتكمن في محتواها الفضائحي  في المجتمعات الغربية بل في بعدها السياسي. ففي اقل من عقدين اطاحت علاقة جنسية في اثنين من اهم زعماء اميركا.. الرئيس الاسبق بيل كلنتون والجنرال ديفيد بترايوس. وفي كلتا الحالتين بلغ الامر مستوى الفضيحة الوطنية لرجلين احدهما واحد من اهم الرؤساء الاميركان والاخر بطل قومي كان يؤمل ان يكون احد رؤوساء اميركا القادمين قبل ان يطيح به , ربما الى الابد, حضن بولا وباسوود كومبيوتره الذي اعطاه لها وهو مايعني فرط لاجلها بامن بلاده القومي قبل ان يعترف بتورطه بعلاقة  خارج مؤسسة الزواج معها.
 الغريب في امر فضائح الغربيين ومنهم اخطر رجالاتهم من طراز كلينتون وبترايوس انها لاتطال النساء مثلما يحصل عندنا في الشرق بل تطال الرجال بينما تخرج نساؤهم المتورطات مثل الشعرة من العجين. فاهل مونيكا لوينسكي واعمامها لم يقتلوها غسلا للعار بسبب علاقتها مع كلينتون, بل كتبت مذكراتها وحصدت المزيد من الشهرة والاموال. كما ان زوج السيدة بولا لم ينطق حتى الان ببنت شفة بشان “خيانة” زوجته لمؤسسة زواجه هو الاخر.
نحن لانعرف حتى الان ايضا ان كان ينطبق عليه المثل الشهير “اخر من يعلم” ام انه كان يعرف و “مغلس”. فمن يدري ربما  كان هو الاخر “مبربع” بحاسوب زعيم الجواسيس في العالم تاركا الجنرال وزوجته “نائمان بالعسل”  حتى حين. وفي كل الاحوال فان  المعايير الاجتماعية والاخلاقية عندهم تختلف عما هو جار عندنا. ففي بلدانهم الرجل  الذي يقيم  علاقة خارج مؤسسة الزواج هو من يدفع الثمن. اما نحن فان المراة هي التي تدفع الثمن بينما يخرج الرجل عندنا  كواحد من ابطال الف ليلة وقد يستحق لقب “زير نساء”.
 الرجل عندنا سواء كان سياسيا من سياسيي هذا الزمان لايشق له غبار في التصريحات النارية او سائق “سايبا” مسموح له ليس فقط ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع بل وماملكت ايمانه بل مسموح له ايضا ان يقوم باعاجيب كاي هارون رشيد معاصر. قضية بترايوس تحولت عندنا لا عندهم الى قضية راي عام مثلها مثل حال البنك المركزي وصفقة الاسلحة الروسية والبطاقة التموينية. حتى اننا لشدة اهتمامنا بها بتنا نفضل ان ندلق الفضيحة نيابة عن المسكين بترايوس والسيدة الفاضلة بولا برودويل .. على زياكتنا.