اخترت نشر هذا الموضوع لترطيب الاجواء المشحونه والمتشنجه التي افتعلها ساستنا الان في عموم الساحه السياسيه العراقيه والتي قد لاتسمح بالتطفل وزج الانف في وسطها من قبل العامه من العراقين المهمشين والمستقلين الذين ركنو على ارصفتها بسب التفرد وروح الانانيه والسيطره من سياسي الصدفه المتصدرين الان للعمليه السياسيه العراقيه والذهابين بالعراق الى طريق المجهول.
فهذه الفصول هي عبارة عن أوراق متناثرة لملمتها لتكون امتداد لسلسلة من المقالات التي نشرتها في الذكرى العشرين لانتفاضة الشعب العراقي في آذار 1991وكانت بعنوان0 (دروس ومعطيات من انتفاضة الشعب العراقي في اذار1991) وهي في حكايتها تتحدث عن كم متواضع من الذكريات التي تجمع بين الطابع الشخصي والسياسي الذي عشته وعاشه زملائي الذين رافقتهم في رحلة الهروب والهجرة عن الوطن إعقاب القمع الوحشي للانتفاضة ورجالها من قبل النظام البائد وأزلامه وهي أيضا تغطيه لسنوات التخندق السياسي في الوسط العراقي المعارض آنذاك لنظام صدام حتى سقوطه على يد القوات الدولية المتحالفة.
بعد ألانتكاسه التي منيت بها ألانتفاضه وإخفاقها
في تحقيق ما كان يصبو إليه وينتظره شعب العراقي بالخلاص من حقبة الدكتاتورية وجورها وجبروتها استعادت قوى الظلم والظلام قوتها وبثت عيونها الامنيه والاستخباريه بين مختلف الشرائح الاجتماعية معززة بالدعم من أزلام البعث الذين خرجوا توا من جحورهم ومن الطفيليين والحاقدين والناقمين على ألانتفاضه ورجالها بسبب الممارسات الخاطئة التي اقترفها البعض من الدخلاء والنفعين الذين ركبوا موجتها عنوة بغية تشويه صورتها ونصاعة أهدافها ,فضلا عن الوضع المعيشي المزري الذي كان يعانيه الشعب من جراء الحصار الدولي المفروض على العراق والذي زاده وبالا وثقلا الحصار والتعتيم الحكومي الثانوي في الامتناع عن تقديم الخدمات الضرورية والمستلزمات المعيشية والصحية والبيئية عقوبة وثارا سلطويا وحزبيا على المناطق الثائرة التي عمت ألانتفاضه إرجائها كي يكون درسا مستقبليا بليغا لمواطنيها في حجب وتحجيم أي نشاط أو تمرد يستهدف السلطة وقيادتها. ناهيك على إنني آثرت البقاء متخفيا مبتعدا قدر الإمكان عن أنظار رجال الحزب وعيونهم التجسسيه والامنيه التي انتشرت بالبحث والتقصي والاستفسار عن كل من كانت له صلة أو مشاركة من أي جنس ونوع لرجال ألانتفاضه أضافه إلى أنها خصصت مبلغا تحفيزيا قدره ثلاثة ألاف دينار هدية إلى كل من يدلي بمعلومات ترشد رجال الأمن إلى احد المنتفضين أو المشاركين فيها ,كل ذلك كان مبعثا ملزما إن أكون حبيس البيت وعتمت ظلمته ونكده الذي يضفي حالة من الكآبه والتوتر العصبي والشد النفسي والجسدي الذي لا يسمح التعايش والانسجام وقبول حتى الابناء وافراد العائله الاخر.
وإزاء هذا التردي والقلق المأزوم المصحوب بالخوف والرعب وانتظار طارق الليل الذي لا يعرف المهادنة وانصاف الحلول والذي يودي بك إلى مصيرك المحتوم إلحاقا إلى من سبقوك اللذين أضحوا أشلاء ورمما ممزقه تفترش الشوارع والساحات لتنهشها القطط والكلاب السائبه ,ويمنع على ذويها وأهلها محاولة التقرب منها أو رفعها كي تبقى عرضة ومسرحا جنائزيا كئيبا ينبئ عن مدى الوحشية والهمجية الحيوانية التي وصل إليها الإنسان العراقي بهذا الدرك من القساوه وغلاظة القلب .
لهذا كان علي اتخاذ قرارا صعبا ومؤلما لي ولعائلتي هو شد الرحال إلى المجهول هروبا من هذا الواقع وما يكتنفه من سأم وبؤس وإلام .فأول محاولة للهروب كانت عبارة عن مغامرة وطيش أحمق خلقها اليأس والقلق حين قدت سيارتي على الطريق الدولي بين ألبصره وصفوان هادفا الوصول إلى نقطة العبدلي لاصطدم بأول سيطرة امريكيه يوقفني الجندي الأمريكي ويسألني عن هويتي ووجهة سفري مفتشا السياره وحوضها الخلفي,لكنه كان دمث الخلق معي ناصحا لي بالعوده عن هذا الطريق وسلوك طريقا أخر يسهل لي العبور إلى أهلي في صفوان ,,حيث تذرعت إليه بهذا السبب ,,كوني سألاقي سيطرات عربيه ربما تمنعني من التجاوز والوصول إلى ما ابتغيه وتحت إصراري سمح لي بالنفاذ سالكا الطريق بأقصى سرعه متجاوزا ناحية صفوان لاقف امام عارضه تقطع الشارع قرب خيمة يخرج منها رجلا منتعلا يبدو انه عسكريا من ملابسه غير المنتظمة وهندامه وشعره الكث المبعثر وهو يفرك عينيه التي توحي إنني أيقظته من نومه العميق في أول صباحات شهر رمضان وبعد إن حييته بالسلام يبادرني بالسؤال عن وجهتي ومقصدي وعلامات الغرابة والاستنكار بادية على محياه وهو يتطلع إلى رقم سيارتي وقيافتي وشكلي فتضطرب مفاصله وترتعش قسمات وجهه دهشة وحنقا عندما يسمع مني جوابا خجولا ومرتبكا مقتضبا إني أروم الوصول إلى السعودية .ويعقب باستهجان وكيف ستصل ؟؟ وهذه منطقه عسكريه محرمه وكلها جنود كويتيون خارجون توا من معارك مع عدو استباح أرضهم ومالهم وعرضهم وأنت عراقي محسوبا على هذا الطرف المعادي. وعندما حاولت ان ابرر له السبب في ان حياتي بخطر وان عودتي تعني لي الموت المحتم كوني مطارد من قبل أزلام هذا النظام الذي استعاد جزئ من عافيته بعد ألانتفاضه التي هزت أركان حكمه .و كم كان عسيرا علي إقناعه و بكل ما أوتيت به من حجج ومبررات مقرونة بالتوسل والرجاء ولكن عبثا حاولت . لم يكترث أو يأبه لكل ماقلته, وربما كان محقا بقوله انك حتى لو اتخذت طريق الصحراء فهي مزروعة بالألغام ,ولو سمحت لك بالعبور فلن تستطيع ان تطوف بسيارتك دون ان تكون مرمى سهلا لنيران العسكر وحتى المدنين منهم , سيصبون جام حقدهم وغيضهم عليك وسيأخذون بثارهم
منك انتقاما لما فعله صدامكم بأهلهم ونسائهم . فبدا يحكي بطلاقة وعصبيه واسترسال عن الماسي والجروح التي خلفها الاحتلال الغاشم لدولة الكويت وعن الاغتصاب والسرقة والهتك التي اقترفها بحقهم جيش صدام.
وكنت منصتا إليه دون ان انبس ببنت شفه إلى ان قال لي عد من حيث أتيت دون رحمة وشفقه , فلا هذه الأرض أرضكم ولا هذه البلاد بلادكم فلاقوا مصيركم لا جزاكم الله خيرا انتم وصدامكم.
أعود إدراجي محبطا خائر القوى يتملكني الخوف من المجهول الذي بدا ينسج خيوطه من امامي ومن حيث لا ادري اتخذت الطريق الزراعي المؤدي إلى ألبصره لاقف امام جمهرة وحشد من الرجال والنساء يعترضون الطريق بكاميراتهم وأدواتهم التسجيلية وما يحملوه من لوازم كتابيه تدل على أنهم صحفيون ومن جنسيات مختلفة .تنتابهم الدهشة والحيرة لهذا الزائر الغريب الذي جاءهم عكس الاتجاه الذي يواجهوه فيهرعوا إلي بكل أدواتهم ويمطروني بوابل من الاسأله
التي استطعت ان أميز القليل منها وأغض الطرف عن الباقي كونها بلغات متعددة وكانت جلها تتركز عما خلفته الإحداث الاخيره التي أعقبت قمع ألانتفاضه في مدينة ألبصره وعموم العراق من مآثر وما سببته من الام ودمار لشعب العراق. ولكن قبل الاجابه على أي سؤال رجوتهم ان يبعدوا كامراتهم ويمتنعوا عن التقاط أي صورة لي لأنها ستضعني بموقف حرج يتعذر علي تداركه من قبل السلطة العراقية مستقبلا. ورحت اسرد عليهم بحرقة ولهفة مكلوم ضاق صدره مما يختزنه من حزن وألم وماسي يندى لها الجبين تعرض لها شعب اعزل في محرقة جلاديه بعد ان استفاقوا من صدمتهم الموجعة التي وجهها لهم هذا الشعب والتي دكت قلب عروشهم وهزت أركان حكمهم,أشفيت غليلي وأطفئت لضا متفجرا كاد يحرقني بإجابتي على أسئلتهم التي روت بعضا من ظمأهم وعطشهم لسماع انباء العراق المغلق الذي اقفل بوجوههم.تركتهم لأواصل طريقي وكانت المفاجئة التي لم ترد بخلدي حين ارتطمت بحاجز امني من الجيش العراقي والذي ارتعدت فرائصي وانتابني الخوف مما يسفر عنه لكنني لحظتها تمالكت شجاعتي وسيطرت على اتزاني وشخصيتي ووشحت وجهي بابتسامة عريضة للملازم الذي استوقفني طارحا أسئلته المستغربة والمستنكرة من أين أتيت ؟ وكيف جئت؟والى أين تتجه؟لكنني بادرته بحركة سريعة حين أظهرت له هويتي واشفعتها بقول مقتضب عن خطئي الذي وقعت به في مسلك الطريق الدولي بين الناصريه حيث قدمت منها وبين البصره وكنت سارح الذهن عندما عرجت على طريق صفوان. افتر ثغر الضابط بابتسامة الرضا بعد ان قرءا هويتي ولهجتي التي اوحت اليه بالصدق لما أقول .لكنه عقب على إنني سألاقي حواجز وسيطرات كثيره ستنتظرني, ودعته شاكرا وتنفست الصعداء لهذا الموقف المربك والذي تلاه .وصلت البيت مهموما حزينا لأني لم أنجز ما شرعت به فلذت بالانزواء والصمت أياما اخطط على إكمال ما عزمت عليه متحينا الفرص وملتقطا الإخبار عن أي ثغرة تسمح لي بالنفاذ من خلالها للهروب من وطني.
وتناهى إلي أخيرا ان القطعات الامريكيه بدأت تستقطب الكثير من الشباب الثائر وفي كل المناطق المتواجد فيها تلك القطعات بعد ان بسطت قوات الجيش العراقي سيطرتها على جميع الاراضي والمساحات المنتفضه في العراق فخشية من دول التحالف على أرواح الناس وطليعتهم الشباب المنتفض.لهذا فتحت لهم أبواب الحدود لتزجهم بالآلاف في المراكز والمنافذ الحدودية الكويتية والسعودية , تأمينا على حياتهم من بطش النظام الذي استعاد قوته الضائعة.هذا كان في الظاهر المعلن في وسائل الإعلام وما تناقلته الإخبار والتحليلات والتي بانت لاحقا حقيقتها الساطعه لكل ذي عقل ورويه إن هذا الإجراء لم يكن نبيلا وصادق الادعاء من قبل الحلفاء وأمريكا بالذات وإنما هي عبارة عن مؤامرة حيكت بظلام و بتؤدة وانسجام اشتركت بها جميع الإطراف الدولية والعربية المحيطة بالعراق غايتها إنقاذ صدام ونظامه من الانهيار والزوال لأنه أصلح في نظرهم وتصورهم من مجيء نظام جديد يقوم على أنقاضه قد يكون امتدادا للنظام الإسلامي الشيعي في إيران والذي يؤدي إلى زعزعت استقرارا لمنطقه برمتها وبالتالي الإخلال بالتوازن الطائفي والمذهبي الذي جبلت عليه المنطقة العربية ومنذ مئات السنين هذا الاعتقاد والتصور نسجته وبسطته في مخيلتهم إحداث ألانتفاضه وأماكن تواجدها وطبيعة ودوافع اندلاعها وخصوصية رجالها ومذهبيتهم ناهيك عن الشعارات واللافتات والصور التي زينت شوارعها ومقراتها وأحاديث رموزها وقادتها في وسائل الإعلام .لذا كان حريا بدول الحلفاء وبالتعاون مع السعودية على فتح أبوابها للمنتفضين العراقيين الذين لزهم الظلم والعنت للهروب من المحرقة التي تنتظرهم وبذلك تقتل جذوة هذه ألانتفاضه المتمثلة بشبابها الثائر حين تحتجزهم على أرضها.
إذن هذه هي الفسحة المؤاتيه التي استطيع الولوج من خلالها والتي ستوصلني إلى ما أروم إليه هيئت أمري للرحيل مستصحبا معي احد أقاربي الذي لزه الخوف إلى بيتي هو وعائلته وأعطيته بدلة عرضات عسكريه كنت محتفظا بها ليرتديها اما انا ارتديت بدلة زيتونيه
0 هي البقيه الباقيه من عمري الخدمي بعد احالتي على التقاعد حنقا وحقدا لامتناعي الارتماء باحضانهم والتكيف مع افكارهم وتوجهاتهم ) وبلا رتب لتوجسي من انهم لن يتقبلوا المدنين كاسرى. ورجوت من اخي ان يوصلني بعجلته الى اقرب مفرزة عسكريه امريكيه على الطريق الموصل بين الناصريه والبصره حسب المعلومات التي استقصيتها. وفعلا ترجلنا من العربه بعد ان ودعنا اخي بصمت مطبق حيث تحشرجت الكلمات في صدورنا وترقرقت عيوننا بالدموع لجسامة الموقف وخشوعه العاطفي في تلك اللحظه من الفراق .
توقفنا على مسافه قليله من الخيمه بطلب من العسكري الامريكي الذي عرف ما نصبو ونروم اليه وعلى ما يبدو
انه تمرس عليه طيلة هذه الفتره القليله من السماح باستقبال الزائرين من امثالنا ,خضعنا للتفتيش ثم اشار بيده بالتوجه الى خيمه صغيره اخرى بنيت على حفرة في الارض طالبا منا المكوث بها ريثما يستدعوننا ,ولم تمضي سوى دقائق لياتينا ضابطا بملامح وسمرة عربيه ومن لهجته ونبرات صوته عرفنا انه كويتي الجنسيه ويسألنا هل نحن مدنين ام عسكرين ؟؟ وماذا نريد ؟؟ ثم تركنا ليعود بعد برهة لاستدعاء صاحبي الى خيمتهم .استمع الى لغط وهرج وضحك ولم استطع تميز ما يدور داخل خيمة المفرزه العسكريه جاء رفيقي الي مكشرا بابتسامته ليخبرني ان الضباط يريدوا منك القدوم اليهم لانهم ارتابوا من صحة ادعائك كونك جنديا ,فهم في شك من ذلك ,وكم حاولوا استنطاقي بالكشف عن هويتك الا اني لم افصح لهم لحد الان ,دخلت عليهم وهم في جلبة وهرج وجلست معهم على احدى الارائك بانتظار شيئ ما وفعلا ياتي ملازم اسمر اللون يحمل بيديه كراسا صغيرا ليسلمه الى امر المجموعه والذي كان برتية نقيب لاتبين ان هذا الكراس ما هو الا صور للرتب العسكريه من جندي الى اعلى رتبة في الجيش العراقي ويؤشر باصبعه على كل رتبه من رتب ضباط الجيش متجاوزا رتب ضباط الصف والجنود الى ان وصل الى رتبتي الحقيقيه عندها قلت نعم , فعم الضحك وتعالى الضجيج في الخيمه لكونهم كانو على رهن فيما بينهم عن حقيقة شخصيتي ورتبتي.عاملونا باحترام وتقدير وقدموا لنا المرطبات المعلبه ولم يرجعونا الى خيمة الحفره بينما اكتظت بالزائرين من طالبي اللجوء والامان منهم. اخبرونا بانهم طلبوا من مراجعهم بارسال طائره عموديه لتقلنا من مكاننا هذا الى مكان اخر الا ان الليل جن وانقضى شطرا طويلا منه ولم يلح في الافق ما وعدونا به ,وعند منتصفه شعرنا بعاصفة رمليه تغطينا بغتة مصحوبة بدوي وصراخ يتضح من تميز اصواتهم انهم عراقيون كانوا على متن هذه الحافله المكشوفه والطويله التي توقفت فجأة ازاء خيمة الحرس تتقدمها عربة همر مدججه بالسلاح تقودها مجندة امريكيه يطلب منها ضباط المفرزه ان تقلني وصاحبي معها داخل الهمر الا انها ترفض طلبهم وبعناد ويكثر اللغط والنقاش مابين الضباط والمجنده بغية اقناعها الا انها ابت ذلك .فيعتذروا عن سلوكها وعنادها المشين ولما اخذ الاعياء والتعب مني ماخذا واني لا افتش عن الراحه والواسطه اللائقه الان بقدر بحثي عن وسيله وطريقا سريعا يقلني ويبعدني عن وطني الذي لم يعد لي حضنا أمنا مطمئنا استكن واركن اليه بعد ان عاثت به يد الدمار والتخريب.صعدت بمساعدة الاخرين على ظهر الشاحنه وانزويت باحد اركانها بعد ان اخرجت من حقيبتي الصغيره التي وضعتها تحتي منشفا صغيرا لففت به رأسي اتقاء من البروده وشدة الريح .تحركت الحافله و امامها الهمر مارة في كل النقاط والسيطرات التي اعدت لاستقبال العراقين المنهزمين من جور النظام حتى امتلأت واكتظت بالشباب الذي يتعذر علي تميز وجوههم وفرزها لحلاكة الليل وظلمته القاتمه ولشرودي الذهني والفكري وانا على وشك وداع احبتي واهلي ووطني الذي بات قاب قوسين وقريبا من الحقيقه بعد ان وطأت قدماي ارض الشاحنه.
تتوقف الحافله في القدمه الاولى للتجمع قريبا من سفوان مع عدد من الشاحنات المزدحمه بالعراقين وبانتظار ما تبقى منها , وربما اكتمل حصاد اليوم من العراقين لكوننا تجاوزنا نصف الليل لهذا انطلق الرتل ولا نعلم وجهته ومسراه مخترقا ارضا صحراويه استمع الى حفيف الحصى والرمل الذي تلفه عجلات الحافلات المسرعه لتخلق جوا متربا يغطي سماء طريقنا ويخنق انفاسنا باستنشاق رذاذه الذي يمتزج مع الدخان الاسود الكثيف المنبعث من آبار البترول الكويتيه المحترقه والتي تضيئ سماء الصحراء بنيرانها .
[email protected]