وضع الكرة في العراق شبيه بوضعه السياسي الى حد كبير ….فالرئيس الكردي (معصوم/مسعود) لا ضرورة له ولا مهمة له سوى الامتيازات والسفرات والولائم والچكليت. لكنه في النهاية يحافظ على منصبه نتيجة توافقات بائسة مع (المدرب/رئيس الوزراء) الشيعي بفعل الاغلبية . لكن هذه الاغلبية عادة ما تنتج اسوأ الشخصيات ، وتطلب من الآخرين الرضوخ لها ليس لشيء انما لغلبة الكثرة .وبالتالي فأن انتقاد اداء تلك الشخصية سينسحب على خلفيته المذهبية ، فيصبح الاعتراض على المالكي وانتقاد شنيشل هو اعتراض على الطائفة والعرق والأحقية والتاريخ والوجود … الخ.
رفع المدرب الشيعي شنيشل شعار تجديد دماء المنتخب واجتثاث لاعبي 2007 بحجة التقدم العمري ، وهي حجة منطقية لولا انه وقع في اخطاء شيعة السلطة…فاجتث يونس محمود السني وتبنى بقاء علاء عبد الزهرة الشيعي مع ان اللاعبين من نفس الجيل ، مع افضلية للمهاجم يونس من حيث الانجاز والتهديف.اما المغتربون العراقيون فلم يجدوا لهم مكاناً في مهرجان الطوائف هذا -رغم نجاحهم في اوربا !
لاحقاً ، ولأسباب مرضية لدى الجمهور ، يضطر المراقب ان يقارن بين اداء المدرب السني عدنان حمد وانجازاته مع الفقر التدريبي لراضي شنيشل الشيعي الذي خسر 19 مباراة من اصل 24 !
وهنا تتردد الاسطوانة الكلاسيكية : لو باقين على (صدام/عدنان حمد) ولا كوارث (المالكي / حزب الدعوة / شيعة السلطة / شنيشل) !!
وفي وسط تلك الاجواء المتشنجة ثمة همسات تربي روح الأنا والغرور لدى شنيشل ، وتذكي الشعور بالمظلومية للطرف المناويء له، اما مسعود (رئيس الاتحاد الكروي/ والبارزاني) فهم المستفيد الاكبر من تلك الاجواء.
وكلما ازداد نزيف المنتخب من نقاط التصفيات تعالت اصوات الاقالة والتغيير ، وتعالت ازاءها اصوات اخرى تدعو للتريث واعطاء مزيد من الفرص لشنيشل وكتيبته (للمالكي واتباعه) مع ضياع الامل بالتأهل لكأس العالم ، وضياع نصف الارض العراقية على الجهة الاخرى.
وفي النهاية …..يصبح العراق مرتعاً لشذاذ الآفاق وتهتك انسانيته بالتراضي الاقليمي والدولي ، ويخرج المنتخب الوطني بخسارات مذلّة أمام فرق كانت تخرج امامنا بدرزينة من الاهداف .