ليس سرا ان قلنا .. ان هناك من يريد مسح والغاء ذاكرة البطولة العراقية.. وليس سرا ان قلنا هناك من ينزعج من ذكر اسم الجيش العراقي ، ومآثره الوطنية .
قبل مدة .. صرح احد الامعات ، واصفا الجيش العراقي بالمرتزق ..!
هذا النكرة .. كان يريد ان يمتحن ذاكرة العراقيين وغضبهم .. ظنا منه ان الضمير العراقي قد مات .. وان الحس الوطني قد ولى وفات ، و ان الجيش العراقي ، انتهى الى مجموعات من الفرارية ، وكيانات ( الدمج ) الوصولية .. ومن الذين ابتليت بهم المؤسسة العسكرية .
اليوم .. نحن امام امتحان اخر من مسح السجل الوطني ، لرجال آمنوا بهذا الوطن .. وزادهم الله ايمانا .. امام امتحان ، كان الرد الشعبي له صاعقا ، و لم يتاخر طويلا ، لانه اراد الانتقاص من قامة عسكرية باسقة ، و من قائد عسكري بارع .. وانسان عراقي رائع .. هو الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ، خريج الكلية العسكرية ، مصنع الرجال والابطال .. مدرسة تحترم تاريخها وسمعتها وكيانها .. انها مدرسة عمر علي ، وعبد الكريم قاسم ، وناجي طالب ، وَعَبَد الجبار شنشل ، وسليم الأمامي ، وعدنان خير الله ، وبارق الحاج حنطة .
يسال البعض .. لماذا هذه الحماسة لنصرة عبد الوهاب الساعدي .. لقائد ميداني يتقدم جنوده في اخطر المعارك ، وأصعبها …حتى ذاع صيته داخل البلاد وخارجها .
هذا الفتى الميساني القادم من ارض العمارة .. بطيبتها وصفائها و عفويتها وأصالتها .. هذا المحارب الذي أعاد مع رفاقه أصول العقيدة القتالية .. فنونها ، وتألقها ، وريادتها .. هذا الجندي الذي أعاد الاعتبار الى جيش انتسب اليه ، روحا وعقيدة و بطولة .
جيشنا .. وبعد مشواره البطولي الطويل ، اريد له وفي ظل الأحتلال والإذلال .. ان يبقى جيشا بلا عقيدة ، وبلا تدريب ، بلا كرامة وبلا تنسيب .. أرادوه ان يكون مهزوما مقهورا .. لكي تهزم معه كل القيم الوطنية والنضالية .. أرادوه ان يكون ( سوقا ) للوطن .. لكنه انتفض ضد الارهاب والمحن ، وظل سُوَرا وحصنا للوطن ، عاد الى الجميع .. ولكي يحتمي به الجميع .
هؤلاء الذين .. أرادوا اذلال ، وإهانة الساعدي .. يرسمون لنا وطنا جذوره معلقة في الهواء ، من دون ذاكرة ، من دون تاريخ ، ومن دون عقيدة ، يريدونه على شاكلتهم ، لايضم سوى المرتزقة .. واللصوص والخونة .
صاروا لا يتحملون سمو الوطنية ورفعتها ، ويفسرون الوطنية غير تفسيراتها ، وكانها سلعة في السوق ، خاضعة للعرض والطلب ، للضياع والنسب .
انهم يتضايقون .. من كل من ينادي بالوطنية ويتحمس لها .. يرقصون ويفرحون لهزائمها وغيابها .
تراهم يلهثون ، ويبحثون عن بديل لوطنية الجيش العراقي .. ممن يحملون السلاح رغما عن ارادة الدولة .. من عصابات ، ومافيات وقطاع طرق ، وتجار مخدرات .
سيظل العراق .. وطن الشرفاء ..ارض ، وسماء ، وهواء ، وخبز ، وماء ، وكرامة و وفاء .
وسيظل جيشنا يدافع عن وجودنا ، و عن هويتنا الوطنية .. جيش نعقد عليه امالنا ، وعزتنا ، وكرامتنا ، لا يرتبط باية جهة اجنبية ، يدافع عن وطن الاجداد .. يدافع عن ارض الحضارات والامجاد.. عن ارض العراق العظيم .