10 أبريل، 2024 12:33 م
Search
Close this search box.

فصل الدين عن السياسة!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يطلق العديد من المواطنين العراقيين شعارات تدعوا إلى فصل الدين عن السياسة في إدارة الحكم بالدولة العراقية، معتبرين إن رجال الدين هم من أوصل العراق إلى حافة الانهيار نتيجة تدخلاتهم السلبية وسرقتهم للمال العام فخلقوا فساد مالي وإداري وعسكري …..الخ، وضعف أداء دوائر الدولة، والمساهمة بهدر أموالها في مشاريع وهمية أو أخرى غير منجزة أو يشوبها الفساد من ناحية المواد السيئة المستخدمة التي تقيمها نتيجة تدخلاتهم بأعمال دوائر الدولة عموما، بما يناسب مصالحهم الشخصية المغطاة بعباءة الدين الإسلامي.عندما أتمعن بشعار فصل الدين عن السياسة، من جهة ماذا يفعل رجل الدين الذي يضع العمامة على رأسه وغير وجهته من إمامة الناس في المساجد والحسينيات وتقديم الموعظة الحسنة والنصح والإرشاد إلى عضو في مجلس النواب ويوفد لخارج القطر ثم يخلع اللباس الديني ويرميه بالبيت قبل صعوده الطائرة ليلبس أفندي، ومن جهة أخرى لا يستطيع أحد منع ذالك الديني من الترشيح لعضوية الهيئة التشريعية في البلاد كونه حق لكل إنسان يريد العضوية سواء كان ديني من المسلمين أو المسيحيين أو ملحد، فيدخل الانتخابات ويحصد الأصوات ثم يحجز له مقعد، ويزاول مهامه المعطاة إليه، ولن يكون هناك مانع ضد ترشحه إلا إذا هو انتابه الشعور بعدم الترشيح للمناصب ويكون نابع من نفسه بأن مكانه المسجد ووظيفته هداية الناس للطريق الصحيح وتحبيب الناس لبعضهم البعض وتنويرهم وخلق رأي عام ديني صحيح ضد الفساد والسرقات والحرمات بكافة أشكالها التي من شأنها تدمير للدولة وللمجتمع وللفرد.الذين يدعون لفصل الدين عن السياسة ويطلبون منع تدخل رجال الدين في السياسة والتدخل في شؤون الوزارات والدوائر، نفسهم خرجوا واعتصموا لأيام معدودات بالتزامن مع خطاب مقتدى الصدر للعراقيين بالتظاهر والاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء، واليوم يريدون العكس عندما سحب الدينيين بتظاهراتهم البساط من تحت أقدامهم وضاعوا بين أعدادهم الكبيرة.نفسهم مرات كثيرة وجهوا أنظارهم صوب النجف وأطلقوا أصواتهم للمرجعية بالتدخل لحل أزمة إدارة الدولة وتهييج الرأي العام ضد الأحزاب، فكيف يريدون فصل الدين عن السياسة وهم خرجوا مع طلب رجل الدين للاعتصام ويطلبون المرجعية الدينية للتدخل. الحقيقة أن الدين هو الهوية الرسمية للدولة العراقية بالرغم من وجود أقليات غير مسلمة إلا أن لها قوانينها الخاصة، والحقيقية الأكثر أهمية التي قد نسيها البعض نتيجة التناقض بالرؤى والمواقف، منذ انطلق محمد (صل الله عليه واله وسلم) بدعوة لعلنية للإسلام كانت اهتماماته تنظيم أمور الدولة الإسلامية التي أقامها ماليا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا وقضائيا بأحسن وجه، محرما ما هو من شأنه إيذاء للدولة بصورة عامة وللفرد خاصة.إيران والسعودية وباكستان وتركيا دول قائمة على أساس حكم إسلامي صرف وهي تتمتع بتقدم عسكري واقتصادي وعمراني وثقافي ولها مكانتها المرموقة في رسم سياسات المنطقة.فساد الشخص المتغطي بلباس الدين، يسرق وينهب ويزور ولديه حسابات بنوك داخل وخارج البلد ينتفع أكثر مما ينفع، لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولا المسيحي ولا اليهودي فكل شخص سيء هو سيء بذاته وليس مبادئ الدين الواضحة والصريحة من الحفاظ على الدولة هي السيئة، هذا الوصف ينطبق كذلك على المجرم القاتل الذي يرهب ويبيح دماء الناس وأموالهم باسم الدين.عليه أنا ضد وضع الدين بخانة اؤلئك الذين استفادوا منه وسرقوا وقتلوا وهجروا وتمادوا وغشوا باسمه لمجرد وضع لحية وقَلم شاربه ووضع العمة صار الدين غير مرغوب فيه، بالرغم إني غير متدين ولكن الحقيقة يجب أن تقال وبأن تكون لها وجه واحد لا يقبل النقيض، إذا كانوا فعلاً يريدون عدم تدخل رجال الدين، عليهم إيضاح موقفهم من الدين أم من المختبئين تحت غطائه ويربحون باسمه، ولا يخرجوا مع ديني يطلب التظاهر ضد الحاكمين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب