أنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون – 10- الحجرات – يا أيها الذين أمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بألالقاب بئس ألاسم الفسوق بعد ألايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون – 11- الحجرات –
أتصل بي بعض الفضلاء طالبين مني أن أكتب شيئا يسفه الشاتمين والسابين لبعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وأنا أذ أقدر غيرة ونخوة من أتصل بي لهذا الغرض , ولكني أذكرهم وأذكر القراء جميعا أن هناك فتنة تحط أوزارها في ربوع المنطقة والعراق , والذين يخططون لهذه الفتنة ويستثمرونها يملكون المال وألاعلام والسلطة , وفي أوساطنا من هم حطب لنار الفتنة نتيجة الجهل ومسوغات الرواية المضللة التي ترسبت تراكماتها في تاريخنا حتى أصبحت وكأنها جزء منه .
ومن مخاطر فتنة اليوم أن فيها تكفيرا وأرهابا لايبقي ولايذر من خير وخيرة هذه ألامة الذين خصهم القرأن الكريم بأصطلاح ” خير البرية ” وهم الذين أمنوا وعملوا الصالحات , مثلما خص بأصطلاح ” شر البرية ” للذين كفروا من الكفار والمشركين .
على أن الذين أمنوا خصهم القرأن بالعتب واللوم لما يقع من بعضهم من أخطاء , ثم شدد عليهم بالتحذير وسوء العاقبة أذا أصروا على أخطائهم , قال تعالى ” يا أيها الذين أمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند لله أن تقولوا ما لا تفعلون ”
وأذا كان الله سبحانه وتعالى قد منع سب الكفار ” لاتسبوا الذين كفروا فيسبون الله عدوا ” فكيف يسمح بسب الذين أمنوا ؟ حتى وأن كان لدى البعض منهم أخطاء وهو أمر متوقع ومعروف عند خبراء السيرة وأهل ألاختصاص , فالعصمة أصطفاء رباني لآولياء الله من الرسل وألانبياء وألائمة ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” ” ذرية بعضهم من بعض والله سميع عليم ” .
ومدرسة أهل البيت عليهم السلام أتخذت خطوات تمهيدية لمعالجة ماقد يصيب ألامة من أمراض , ومنها على سبيل المثال ” طائفية ألاسماء ” ولذلك رأينا ألامام علي عليه السلام سمى من أبنائه ” عمرا ” و ” أبا بكر ” و ” عثمانا ” وكان يقول : أن عثمان رجلا كنت أكثر أستعتابه وأقل عتابه” وألاستعتاب في اللغة : هو ألاسترضاء , فأذا كان ألامام علي بن أبي طالب يحرص على أسترضاء الخليفة عثمان بن عفان , فكيف يجوز لمن يدعي أنه ينتسب لموالاة ألامام علي أن يسب أو يشتم من كان ألامام علي يحرص على أسترضائه وهو أعرف بمصلحة ألاسلام والمسلمين .
ثم أن مدرسة أهل البيت هي من أسست دعائم وحدة المسلمين فكيف تسمح اليوم لنفر جاهل أو مغرض يريد العبث بوحدة أهل العراق ووحدة المسلمين , ومن مواقف التأسيس للوحدة ماقاله ألامام علي عندما سئل : كيف بكم أذا غزاكم بنو ألاصفر ” يعني الروم ” قال : سأكون أنا ومعاوية عليه ؟
ومن المواقف المبثوثة في فقه العبادات :” صلوا بصلاتهم ” أي صلاة أخواننا أصحاب المذاهب , ” حجوا بحجهم ” وذلك حفاظا على وحدة مناسك الحج , ووحدة صلاة الجماعة .
ومن مفاخر مدرسة أهل البيت انها أبقت باب ألاجتهاد مفتوحا أحتراما للعقل وعملية التفكير , ولم توجب القطع بصحة كل ماينقل ألا أن يوافق كتاب الله , وفسرت القرأن بالقرأن فقط , ولم تسمح بتفسيره بالرواية ولا بالحساب والرياضيات ولا بالفلسفة ولا بالرأي .
ومن هنا فأن مايوجد من شوائب في بعض الكتب الشيعية والتي تخالف وحدة المسلمين فأنها تخص من كتبها ولا تخص الشيعة لآن طريقة التعامل مع الرواية وألاراء المختلفة محكومة بعدم مخالفة النص القرأني الذي يقول ” ولا تكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم ” وكذلك ماجاء في ألاية ” 11″ من سورة الحجرات التي تمنع التنابز بالالقاب والفسوق من الكلام وهذا مأخوذ من المواقف التاسيسية للحج حيث منع ” الرفث والفسوق والجدال , ومادمنا في بركة موسم الحج فلنغترف من ذلك ماينفعنا في الدنيا وألاخرة .
تبقى كلمة أخوية لآخواننا وأعزتنا الذين أستنكروا مقولة الجاهلين أن لايحملوا أتباع مدرسة أهل البيت ماقام به الجهلاء والمندسين , مثلما أن الشيعة لم يحملوا أخوانهم السنة مايقوم به التكفيريون من تفجيرات وذبح ونبش لقبور الصحابة وهدم لمقامات الاولياء , وماحدث لمقام السيدة زينب وقبة العسكريين في سامراء , ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي الكندي من أمثلة ذلك .
وأملي في علماء ومشايخ أخواننا من اهل السنة ان يقوموا بدورهم في توعية الناس وبيان مواقف اخوانهم من فقهاء الشيعة التي ترفض الشتائم وتحرمها حتى لايتركوا مجالا لمن لم يطلع ولم يقرأ فتاخذه العاطفة الى حيث يكون التعصب والتشنج وهذا مايريده الاعداء .