النجاح نتيجة ممارسة يقوم بها الكائن الحي للوصول الى مبتغاه او الهدف الذي يسعى اليه وبشكل خاص الانسان الذي هو قمة المخلوقات وقد لمسنا ذلك ونحن صغارا في المدرسة الابتدائية وما تلاها كانت المنافسة شديدة بين الراغبين في النجاح وبين الاخرين الذين لايبالون بأي شيء وحتى في الطفولة كان الفشل ( الرسوب ) جرحا كبيرا بالنسبة للطفل الطموح ويدفع قسما منهم الى البكاء المستمر او الامتناع عن الطعام والتقليل منه تعبيرا عن الحزن والشاطر يثابر من جديد ليحصل على نتيجة متميزة تعوضه عن الخسارة السابقة في ذلك الوقت كنا نحن الطلبة نميز بين المعلم او المدرس الناجح ذو الشخصية المؤثرة فينا وتبقى شخصيته تتعايش معنا مادامت الذاكرة فينا فعالة اما الفاشل فيكون مهتز الشخصية لا يحضى بأحترام الطلبة ولاينجح في ايصال المادة الدراسية لطلابه وقد تضطر الادارة الى تكليفه بتدريس مادة سهلة او هامشية كما لاحظنا ان بعض الاباء حينما لايرى فائدة في استمرار ابنه بالدراسة يحاول ان يزجه في مهنة يتعلمها لتعينه على ادارة امور حياته .. حينما كبرنا تجسدت المسألة في مخيلتنا واصبحت معايرنا لقييم رئيس الدولة او الوزير او مدير المؤسسة او الموظف وحتى صاحب المهنة الحرة فمثلا لو طبقنا المعايير على شخص الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم كان وطنيا نزيها شريفا مخلصا عمل كل ما استطاع عليه من اجل العراق والعرب ولكنه فشل في الحفاظ على مسيرة ثورة تموز المجيدة وكانت نكسة كبرى دفع ثمنها الشعب العراقي من اجل حفنة من المتاّمرين الذي تساهل معهم وغض النظر عن تأمرهم لافشال الثورة واستعمل معهم اللين وحلت النكبة التي لازال شعبنا يدفع ثمنها لحد الان من حزب البعث الى حزب الدعوة الى المليشيات والعصابات الاجرامية التي احتلت المدن واستباحة اموال وحقوق واعراض السواد العام من الشعب العراقي ولو اخذنا مثلا اخر فيدل كاسترو فالبرغم من القلة التي كانت معه استطاع ان يقلب الاوضاع السيئة في كوبا والتي كانت لاتختلف عن امارة موناكو ونجح في بناء دولة بلغت شهرتها الافاق وتقدمت في كل المجالات كما استطاع المناضل الخالد الذكر تشي جيفارا ان يسكب الماء على بذور الثورة في امريكيا اللاتينية ذات النضال الممتد جذوره في عمق تاريخها واثمرت بما قلصت نفوذ الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية واكتسحت دول عديدة منها بوليفيا التي قتل فيها وفنزويلا وشيلي واالبرازيل والاروغواي والبرغواي والارجنتين والاكوادور وغيرها بين توجه يساري او حكم وطني معادي للمصالح الامبريالية في العالم والذي يجب ان يهزم في كل بقاع الارض …. يقول جيفارا ((( لايهمني متى واين سأموت لكن يهمني ان يبقى الثوار منتصبين يملاءون الارض ضجيجا كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين ))) سقنا هذه المقدمة لنستعرض حال الساسة العرب وفشلهم مقابل الدويلة اسرائيل المدعومة من امريكيا والغرب والتي يستجدي قادة العرب امريكيا والغرب ان تنظر اليهم بعين العطف ولو كان العرب ومعهم المسلمين جادين فيما يدعون لكان اتخذوا من مدينة الفلوجة الصغيرة التي اذاقت قوات الاحتلال المر واعطته درسا في المقاومة الوطنية ولكان اضطرت امريكيا والغرب ان يحترموا العرب والمسلمين ويذعنوا الى تنفيذ كل حقوقهم المشروعة .. على العكس من ذلك ينفذ الحكام العرب والمسلمين ما يطلب منهم الغرب في محاربة الشيوعية والافكار اليسارية واعتناق الماسونية وخدمة المشاريع الصهيونية وحرمان الجماهير من ممارسة حقها في الحرية والديمقرطية والعيش الكريم وتعتبر ذلك من جرائم الارهاب والعصيان على الشرعية نماذج بائسة انور السادات وحسني مبارك وحافظ وبشار الاسد والقذافي والبشير وبوتفليقه المقعد الذي استلم الولاية الرابعة في الجزائر وزين العابدين وصدام حسين وال صباح وال سعود وال ثاني ومحمود عباس وعلي عبد الله صالح ونوري المالكي وغيرهم من المغامرين او الصنائع الذين سلطتهم الدوائر الاجنبية اما في العراق فالفشل الجماعي لسياسي بعد الاحتلال الامريكي 2003 الذي لم يفوقه فشل في العالم والاصرار على السير في نفس الطريق الذي مزق البلد الى طوائف واثنيات ومناطقيات وما شاكل وحسب مارسمته لهم الدوائر الاجنبية متجاهلين التاريخ الوطني المشترك لمكونات هذا الشعب والاصرار على خلق الازمات والاحتراب والتخريب والدمار والتخلف عن ركب الانسانية وفاتهم انهم سيدفعون ثمن ذلك اجلا او عاجلا حينما يثور عليهم الشعب العراقي ثورة يتردد صداها في ارجاء العالم وتبقى حديث الاجيال لأزمان طويلة .. ان الفاشلين في العراق جعلوا الشعب العراقي في ماساة ليس لها مثيل في بقية الشعوب وان الشعب االعراقي سيرد لهم فعلهم هذا بأن يكتسحهم بشكل ليس له مثيل ولا يستغرق ذلك وقت يذكر فهل فكر الفاشلون بالانسحاب من الساحة السياسية ام انهم بأنتظار حكم الشعب عليهم كما حكم على من سبقهم من الفاشلين نحن بأنتظار نتيجة الناجحين والفاشلين وسنرى من سيحكم العراق هذا الحصان الجامح يقول نزار قباني : اذا صادفت رجلا له طبيعة الحصان الجامح – وغضب البحر ..وجنون الامواج .. فأرجو ان تحتفظي به – لان الخيل العربية وحدها …هي التي تعرف كبرياء العشق .. انتهى اقول انا هذا شعب العراق هذا شعب العراق هذا شعب العراق.