اولا حسنا فعلت القيادة السعودية في معاملة جو بايدن بنفس الطريقة التي يعامل بها البيت الابيض زواره عند الاستقبال علما بنها طريقة مذلة حسب الاعراف والتقاليد والقيم العربية العريقة خاصة اذا ما قورنت في الاستقبال الذي حصل للزوار العرب في ذات الوقت. واللافت للنظر هو الطريقة غير الحماسية التي استقبل بها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عند باب القصر الملكي حيث تمت بالمصافحة بواسطة القبضة غير الممدوة ولثواني فقط وغير مصحوبة بابتسامة وكأن حال بن سلمان يقول لبايدن انت غير مرحب بك هنا ولكن تعال ادخل! وعندما دخل بايدن مد يده وصافح الملك سلمان على النقيض من ولي العهد الذي تمت مصافحته المتعمدة سواء من قبله او من قبل بايدن ولو كانت من قبل بايدن فذلك اخزى لهذا الاخير. وقد كانت عادة الملك السعودي في لقائه مع الرئيس الامريكي ان يمنحه وسام (قلادة) ذهبية ولكن لم يحصل ذلك مع بايدن.
ناقض بايدن نفسه عندما صرح قبل الزيارة بانه سوف لن يلتقي مع محمد بن سلمان ولكنه التقى به بعد السلام على الملك وكان قد القى خطابا بعد انتهاء اللقاء في واقعه موجها للمواطن الامريكي وكان فيه بايدن متوترا وقد اثار قضايا لاتمت لهدف اللقاء بصلة ولعل اثارتها كانت بشكل يشبه بطل الفلم الامريكي الذي لايقهر او جيمس ويب البريطاني الذي لايمكن التغلب عليه. ومن ذلك قضية خاشقجي ولم يكن بايدن موفقا بها خاصة انه رفض الحديث او التطرق باي شكل من الاشكال حول قضية مقتل الصحفية الامريكية الجنسية شيرين ابو عاقلة. تحدث بايدن عن انه لايريد ان يخسر الشرق الاوسط وهذا اعتراف منه بان العالم اصبح متعدد الاقطاب. ولقد زج اسم ايران مع روسيا والصين ليقول للعرب باننا سنحميكم من ايران بشكل صلف وغير مستساغ وغير مباشر. وهذا غير مستغرب لان السياسة الامريكية الصهيونية والايرانية تصب في خانه واحدة هي تفتيت الدول العربية واضعافها وهم متفقون على هذا الهدف على الرغم من اختلافهم على الطريقة التي يتم بها ذلك.
عندما سأل مذيع ال CNN عادل الجبير وزير الدولة للشؤن الخارجية السعودي عن قضية خاشقجي اجاب الجبير بان ال CIA كانت قد فبركت اسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين وبهذه الكذبة دمرت بلدا كالعراق وذكر مثالا آخر هو جرائم سجن ابو غريب التي لطخت سمعة المحتل الامريكي الصهيوني بالوحل. والادهى من ذلك ان محمد بن سلمان ذكر ذلك نفسه عندما طرح بايدن قضية خاشقجي عليه.
اما محاولة بايدن للضغط على السعودية بشتى الوسائل لكي ترفع تصديرها للنفط فقد بائت بالفشل الذريع ورجع خالي الوصال (ايد من ورا وايد من جدام وتيتي تي مثل ما رحتي اجيتي). وفي محاولته لفعل شيء ما ولو اعلامي تجاه العراق الذي دمروه وسلموه مدمرا لايران فهو قضية الربط الكهربائي مع الخليج وهذه مسالة ليست بالجديدة بل قد تم بحثها قبل زمن طويل ولكن بايدن يحاول ان يرقع ما فتقوه هم بحروبهم وحصارهم على العراق فدمروا الحرث والبنية والنسل. وما اكثر الكذب الأمريكي الذي جعل شعوب المنطقة والعالم لاتثق بهم على الاطلاق. وليعود بايدن لبلده ولانريد ربط كهربائه الكاذب وكأنه أصاب العراقيين بمنة وتفضل عليهم وهو يعلم انه مخادع.
ان امريكا قد فقدت مصداقيتها وخير دليل هو العراق الذي سيبقى مدى الدهر وصمة عار على جبين امريكا ومن تبعها. فالعراق وما لحق به سيبقى دليلا وشاهد حق ومثالا على الدور الامريكي الحقير في تخريب واذلال الشعوب العربية وسيبقى العراق شاهدا على العنجهية الامريكية والتغطرس والصلف والنفاق الامريكي والمخططات الصهيونية الفارسية الخبيثة. و العراق ليس بحاجة الى ان يتدخل بايدن لكي يقول لاهل الخليج لربط شبكة الكهرباء ولكنه بحاجة الى ان يقدم بايدن اعتذار للشعب العراقي عن غزو العراق عام 2003 بسبب كذبة أمريكية رخيصة وعن استخدامهم اليورانيوم المنضب في حرب 1991 وعن الحصار البربري الذي قتلوا فيه مليون طفل عراقي وعن تسليم العراق لايران بعد اضعافه وانهاكه. كما وعلى امريكا ان تزيل كافة الاحزاب والعصابات التي وضعتها لحكم العراق وتدميره اكثر وسرقة امواله ونفطه واضعافه بعد غزوها المشؤوم. وتتحمل امريكا اعادة بناء ما دمرته حروبها في العراق ودفع تعويضات الى اهله عن حربها وخاصة عام ٢٠٠٣ كما اجبروا العراق على دفع تعويضات للكويت فان هذا احتلال وغزو وذلك احتلال وغزو وذلك حسب المعاهدات والقرارات الدولية ولن يسامحهم الشعب العراقي لانهم حرموه على مدى اجيال متعاقبة وسيضل عار ولعنة العراق تلاحقهم مدى الدهر كما استشهد بذلك عادل الجبير و محمد بن سلمان وسيبقى العار يلاحق امريكا مدى الدهر بما فعلته في العراق.
وقد عاد بايدن مذلولا خالي الوفاق يلاحقه عار العراق في ابوغريب وفي الكذب الامريكي وفي ايديهم الملطخة بدماء اطفال العراق وبتسليم البلد للفاسدين والاحتلال الفارسي بعد تدميره. عار العراق سوف يلاحق جوزيف بايدن وجورج بوش الاب والابن وتوني بلير وبل كلنتن و باراك اوباما ومن لف لفهم. عار يستشهد به عليهم كل من اراد ان يضرب مثلا بالكذب او الهمجية او العنجهية وما شابهها.