18 ديسمبر، 2024 5:45 م

فشل تيار الاسلام السياسي الى أين …؟

فشل تيار الاسلام السياسي الى أين …؟

التحولات الكبيرة التي جرت في مصر في عزل نظام الاخوان المسلمين ورئيس الدولة محمد مرسي بتحرك جماهيري واسع ناهز 20 مليون متظاهر نزلوا الى شوارع وميادن مصر في القاهرة وجميع المدن المصرية مطالبين بتنحي الرئيس محمد مرسي ونظام الحكم بقيادة الاخوان المسلمين تقابلهم تظاهرات مؤيدة للنظام بأعداد قليلة نسبيا , كل هذا حصل بعد عام واحد فقط من أنتخابات فاز فيها التيار الاسلامي فوزا ساحقا.                              
فمن جهة أن هذا الامر يمكن ان يعد طبيعيا في دول ديمقراطية تمارس عملية تبادل السلطة بشكل مرن وطبيعي وتلقائي تمرنت عليه وأصبح من أوجه الحياة السياسية فيها في جولات أنتخابات منتظمة ومقدرة من جميع الاطراف , أما لدى الدول والشعوب التي ليس لها تجارب راسخة في هذا المجال , فأن هذا الامر يبدو أنه لن يمر بسلام وسلاسة .
فالاخوان المسلمون في مصر أمضو تسعون عاما في أنتظار أستلام الحكم مع ما عانوه من تنكيل وأعدامات بدأت بحق مؤسس الجماعة  وسجن وأعتقال شملت أعداد  كبيرة منهم , وبعد تسعون عاما من الانتظار يستلمون الحكم لعام واحد فقط لتنتفض الجماهير ضدهم وتنحاز المؤسسة العسكرية الى صف الجماهير   والقوى السياسية   المعارضة  وتقيل   حكم  الاخوان المسلمين .
ورغم أن فشل تيار الاسلام السياسي في مصر كان الابرز , الا ان ملامح الفشل لتيارات أسلامية في دول أخرى قد برزت  في الفترة القصيرة الماضية ومنها الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الحكم والحكومة الاسلامية في تركيا ورئيسها أردوغان , وملامح الفشل للحكومة الاسلامية في تونس وليبيا , ولا يقتصر الفشل للحكومات السنية في هذه الدول , بل يمتد للحكومة الشيعية في العراق رغم الموارد المالية الهائلة والدعم المزدوج الايراني الامريكي لها , وقبلها فشل النظام السياسي الديني في أيران , التي حاولت وتحاول معالجة فشلها في زيادة حدة التطرف ودعم عمليات أرهابية حتى من جماعات سنية .
وبرأيي المتواضع المبني على متابعات للقوى والتيارات السياسية الاسلامية ومواقفها ورد الفعل لديها مما حدث في مصر وللمفكرين الاسلاميين ومن نقاشات وحوارات مع أصدقاء مسلمين مثقفين غير سياسيين بعضهم متدينين والبعض غير ذلك , أن فشل تيار الاسلام السياسي في مصر وغيرها
من البلدان رغم أمتلاكها لرصيد جماهيري واسع , سيقوي من دور وفعالية المجموعات الراديكالية والمتطرفة , وأن لم يستفد من هذا الحالة تنظيم القاعدة , فأن المتبنين لفكر تنظيم القاعدة هم الذين سيكون لهم اليد الطولى في هذه البلدان وأن كانت مجموعات صغيرة , وأن هذا التخوف تلمسته من عدد غير قليل من المثقفيين المسيحيين الذين بدورهم تلمسوه من محيطهم الاسلامي .  وكمسيحي عراقي أتمنى أن أكون مخطئا في هذه الرؤية بعد كل ما عانيناه كمسيحيين عراقيين من سنوات العجاف الماضية بعد الاحتلال الامريكي وعملية التغيير في وطننا .