17 نوفمبر، 2024 3:28 م
Search
Close this search box.

فشل “الحرب النفسية” الصهيونية في غزة!

فشل “الحرب النفسية” الصهيونية في غزة!

تُعرَّف الحرب النفسية وفقا للقاموس السياسي بأنها استخدام الأنشطة الباعثة للخوف والقلق لدى الأشخاص الذين تُريد التأثير عليهم دون الإضرار بهم جسديًا.

والحرب النفسية من الأدوات الضاربة للخصوم في الحروب والتجارة وغالبية ميادين الحياة، ويمكن القول بأن الحروب النفسية تطوّرت مع تطوّر الحياة الإنسانية على الكوكب، وليس كما تذكر الموسوعة السياسية بأن الكولونيل الألماني (بلاو)، أول من أسس للحرب النفسية، بكتاب «Propaganda ale wathe» الصادر بالعام 1930م!

والتحديد لتاريخ المصطلح غريب جدا، وربما قصدوا بداية استخدام مصطلح “الحرب النفسية” بدأ بهذا التاريخ، ولكن، تاريخيا ولغويا هنالك مصطلحات مرادفة ” للحرب النفسية” استُخدمت منذ مئات السنين ومنها الاحتيال، والتَواطؤ، والحِيلَة، والخَدِيعَة، والخيانة، والخِدَاع،والدسِيسَة، والغِشّ، والكَيْد، والمَكِيدَة، والمَكْر،والمُؤَامَرَة، والنفَاق، وغيرها، وهذه المفردات قديمة،واستُخدمت للتعبير عن خداع الآخرين، والنيل منهم، في إطار الحروب النفسية والتنافسية والميدانية.

ومنذ “طوفان الأقصى”، يوم 7/10/2023، يسعىالإعلام الصهيوني لبثّ “الربكة” بين المقاومين عبر الأخبار المُزيّفة والسلبية بعد أن أدهشه صمود المقاومة الغزاوية!

واستخدمت إسرائيل الوسائل المباشرة وغير المباشرة لزعزعة صفوف الفلسطينيين وترهيبهم، وألقت طائراتها عشرات آلاف المنشورات التي تدعو للاستسلام، والهروب، وحاولت خداعهم بمنشورات:لأجل عائلتك سَلِّم نفسك”، ويجب إخلاء ملاجئ غزة العامة والمعروفة“، وغيرها من المنشورات الهادفة لتخويفهم!

وَجَنّدت إسرائيل آلاف الصهاينة والمُتَصَهينين في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي للردّ على المقاومة ومناصريها والسعي للنيل منهم، وتَهوين عملهم، ولكن جميع محاولاتهم الشريرة باءت بالفشل بعد انكشاف همجية وفاشية إسرائيل بقتلها لعشرات آلاف المدنيين والأطفال!

وقد حاولت إسرائيل نشر العديد من الأخبار المُضَلِّلة داخل فلسطين وخارجها، ومنها كذبة إعدام الأطفال، والاغتصاب، وسوء معاملة الأسرى، وغيرها من الأخبار المفبركة، ولكن أفعال المقاومة أجهضت هذه الدعايات الخبيثة!

ولهذا أوضح عزت الرشق عضو حركة “حماس”، يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر 2023 أن ادّعاءات الاحتلالبأن المدنيين العُزّل الذين احتجزهم، ووضع بجانبهم أسلحة بأنهم من كتائب القسام “ هي ادّعاءات كاذبة”.

ومن أبرز الأكاذيب الصهيونية تكرار أنباء “مقتل أبو عبيدة” الناطق باسم القسام، والذي ظَهَرَ الأحد 10/12/2023، وأكد بأن المقاومة دمّرت أكثر من 180 آلية عسكرية منذ انتهاء الهدنة، والعدو لا يزال يتلقى منا الضربات، والقادم أعظم”!

ولهذا فإن المئات من الضباط والعاملين بأجهزة الموساد والشاباك “الإسرائيلية” هُمْ في مأزق إعلامي وقانوني كبير بعد أن أثبتت المقاومة أنها تنشر الأخبار الدقيقة، ولا تسعى للحروب النفسية القائمة على الكذب والخداع.

وتسعى إسرائيل” من حربها النفسية لتحقيق جملة أهداف، ومنها:

بثّ الوهن في صفوف المقاومة، وأهالي غزة!
زرع الأمل في صفوف الجيش الصهيوني، وخصوصابعد خسائره الكبيرة على تخوم غزة، وداخل المستوطنات.
السعي لقطع حالة التكاتف الشعبي والعالمي مع المقاومة.
خداع الداخل الصهيوني المربك والغاضب من الحرب، وبالذات عوائل الأسرى الذين لا يُعرف مصيرهم بعد أن قتلت الطائرات الصهيونية العشرات منهم داخل غزة.

وجميع هذه الأهداف فشلت الآلة الإعلامية الإسرائيلية في تحقيقها، وكَشَفت الحقائق، حتى من القنوات التلفزيونية والصحف “الإسرائيلية” والأجنبية الموالية لها، أن إسرائيل تورطت بالمستنقع الغزّاويّ!

وآخر الأدلة ما كتبته صحيفة ذي إيكونيميستالبريطانية، الاثنين 11/12/2023 بأن “إسرائيل” تحاول اختلاق صورة نصر بغزة.. ونجاحها مستبعد!

والمظاهرات الغربية المؤيدة لغزة من أبرز أدلة فشل الحرب النفسية الإسرائيلية!

لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية انتصارها في ميادين العسكرية والإعلامية والنفسية، وأن الكيان يلعق جراحه وأن هزيمته قاب قوسين أو أدنى!

dr_jasemj67@

أحدث المقالات