23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

فشل إيراني ـ أمريکي في العراق

فشل إيراني ـ أمريکي في العراق

کثيرة هي المسميات و التبريرات و التحليلات بشأن التطورات الاخيرة في العراق و التي أحدثت أشبه مايکون بزلزال سياسي في العراق تهدد آثاره و تداعياته المنطقة و العالم، لکن التسمية المثلى و الانسب لهذه التطورات الاخيرة و سقوط محافظتين و الهروب المخزي لقطعات جيش المالکي الذي کان يهدد به الجميع، هو: فشل إيراني ـ أمريکي بإمتياز في العراق!

الهروب للأمام و الترقيع و الحلول السطحية و معالجة الخطأ بخطأ، کانت من السمات و الملامح الاساسية للخط العام للسياستين الايرانية و الامريکية في العراق، خصوصا عندما تم الاتفاق على حصان خاسر منذ الجولة الاولى و المراهنة عليه من دون أن يتم أخذ الاحتياطات اللازمة لکل الجوانب و الامور المتعلقة بالاوضاع في العراق، رغم أن الملاحظة الاهم بشأن المحصلة العامة للأوضاع في العراق منذ 9 نيسان 2003 ولحد 9/حزيران/2014، تجلت الابتزاز الذي مارسه و يمارسه النظام الايراني ضد جميع الاطراف في العراق وخصوصا الامريکان، لکن هذه السياسة العرجاء المشوهة و الممسوخة، قد وصلت الى طريق مسدود لذلك فقد إنهارت مع توجيه اول ضربة جدية لها في نينوى و صلاح الدين.

المشکلة ليست في تسلل تنظيم إرهابي للعراق وانما المشکلة أساسا في أن هناك شعب يغبن و يهضم حقه و تتم سرقة أمواله و ثرواته بصورة مکشوفة و علنية، المشکلة في وطن لم يبقى إلا أطلاله و هيکل عام يشير إليه، فلم يعد هنالك من إنتماء او إنتساب و تعلق بالعراق، بل صار اانتماء و بفضل السياسة المشوهة الحالية و ببرکة نفوذ نظام ولاية الفقيه في العراق، للطائفة و الحزب و الشخص، ولذلك فقد کان متوقعا إنهزام هکذا جيش”خردة”و”فالتون” أمام أي هجوم حقيقي کإنهزام و فشل الحکومة الهزيلة في بغداد أمام أي تحد جدي تواجهه.

الامريکيون الذي سلموا مقادير الامور في العراق(عن جهل او غباء أم عن قصد و سابق نية)للنظام الايراني، انما إرتکبوا خطئا تأريخيا لايغفره التأريخ لهم أبدا، لأن هذا النظام العدواني الشرير قد جعل من العراق مجرد حقل تجارب له من أجل تنفيذ مخططاته العدوانية في المنطقة، وقد دفع الشعب العراقي دائما ثمن ذلك حيث أن تجارب النظام الايراني ضد الثورة السورية و ضد بلدان أخرى في المنطقة عبر العراق و ضد المعارضين الايرانيين المقيمين في العراق و الذين کانوا هدفا مکشوفا لهجمات مخطط لها من جانب هذا النظام، کل هذا قد أنعکس سلبا على الشعب العراقي و جعله في حالة من التمزق و التشتت و الضياع و فقدان أهم هوية و هي هوية الانتماء للوطن، لکن جاءت

الاحداث الاخيرة کصدمة جعلت الجميع أمام الامر الواقع خصوصا عندما دخلت العشائر العراقية الغيورة طرفا في القضية کي تضع حدا لمايجري في العراق من أوضاع کارثية، وان الاعتراف بأن المالکي بحاجة الى إستقدام قوات من أجل إسترجاع المدن المحررة يعني بأنه قد صار في وضع لايتمکن فيه إلا الدفاع عن نفسه و کرسيه!

*[email protected]