23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

فشلوا نوابا..ونجحوا ممثلين

فشلوا نوابا..ونجحوا ممثلين

في عالم السينما والمسرح والتلفزيون يتفانى الفنان – ومن اجل ان يصل الى النجومية – يتفانى في تقمص الدور المناط به والمفروض ان يجيد لعبه الى الدرجة التي نكرهه  بل نبغضه ونشتمه ونحقد عليه اذا كان الدور لشخصية تخون وطنها وتسهم في خرابه وتفرط بالامانة،او شخصية شريرة مجرمة  فاسدة ،تزهق الارواح وتنتهك الاعراض والحرمات وتنهب الاموال والممتلكات ، اوشخصية جشعة خبيثة لئيمة ، او شخصية منافقة متقلبة مرائية.ونسخر منه ونمجه ونتفهه اذا كان شخصية ضعيفة تافهة سفيهة. ونحبه ونتعاطف معه ونتألم معه بل ونبكي متفاعلين مع مايمر به من مواقف وما يتعرض له من مخاطر وما ينتهي اليه من نهاية مأساوية تراجيدية. هذا اذا كان الدور لشخصية وطنية مخلصة متفانية ، او رجولية اقتحامية تنشد احقاق الحق وازهاق الباطل ، او عاطفية عذرية مضحية، اوشخصية ذات غيرة ومروءة وفروسية .مربط الفرس ،وبيت القصيد بعض البرلمانيين الجدد والذين يفترض بهم ان يكونوا نوابا عن شعبهم وجماهيرهم  التي اوصلتهم الى قبة البرلمان لانوابا عن اعداء وطنهم وذابحي شعبهم !..وان يكونوا ممثلين لشعبهم وجماهيرهم لا ممثلين عليهم!.لقد خابت ظنون وآمال العراقيين حد الكفر.العراق على حافة الهاوية وشفير جهنم ..والطوفان على اشده . العيون تتطلع الى الممثلين الحقيقيين ليرموا طوق النجاة .. حضر معظم النواب ..أدوا قسم الحصانة والرواتب المليونية والامتيازات ثم أنصرف معظمهم – ( صرف الله قلوبهم وابصارهم وعقولهم ) – وكأن العراق وشعبه دولة اسكندنافية على اعلى درجة من الرفاه والاستقرار،بل ربما فكر بعضهم  ان العراق والعراقيين وطن ثانوي وشعب مناوئ لايعنيانه الا بقدر ما يستحوذ عليه من امتيازات  وربما فكر البعض الاخر بما انه لم يستحوذ على كل شيئ ولم يستعبد الجميع فالعراق وشعبه لا يعنيانه هو الاخر الا بما حصل عليه من حصانة تجيز له الاجرام وتفلته من العقاب ،وامتيازات توفر له العيش الرغيد والسفر والاستجمام وربما قال الطرفان / ليذهب العراق وشعبه للجميع !الم يقل رافع العيساوي : ( العراق هو وشخة ابني ) ؟!!.
كانت الفئتان بعيدتين  كل البعد عن نيابة الجماهير ولم تكونا ممثلتين حقيقيتين ، بل كانتا ممثلتين مسرحيتين اجادتا ادوار الشخصيات التي ذكرناها باستثناء النوع الاخير الذي احببناه وتعاطفنا معه وبكينا تفاعلا معه .اما فئة البرلمانيين التي اكملت جلسة البرلمان و لم تنصرف، فعليها ان تعيد النظر في حساباتها ،وان لا تحسن الظن كثيرا ،وان تتوقع من الآخرين الاسوء .