فسد .. سرق ترتيب لغوي تصاعدي لوصف البدايات الحقيقية للفاسد والسارق لكي يأخذ الوصف مداه الدال على الشخصية الفاسدة والنتنة نعود بها الى عمق خلفيتها العملية والحياتية ونشأتها الاولى لاسيما اذا علمنا ان الشخصية السياسية العراقية فسدت وسرقت عندما باعت شرفها الشخصي والعائلي والعشائري والوطني عندما اختارت العمالة والتبعية والارتماء في حضن الاجنبي وتلقي الدعم المادي بدون حياء ولا خجل بعد ان سقطت قطرة الغيرة وغياب الحس الوطني ..يفسد .. يسرق عانت هذه الشخصية المبتذلة من شعور النقص وتأنيب الضمير المستمر فسلكت طريق الشيطان بمحض ارادتها في عمليات نصب واحتيال في فترة (( مايسمى المعارضة)) فتعودت شخصيتهم المريضة على التلاعب بمبالغ المساعدات المقدمة من بعض الدول والمنظمات الداعمة لها وكان جل ضحاياها من العراقيين المهاجرين من خلال الابتزاز المالي او اقامة اجتماعات ومجالس دينية مقابل تبرعات تذهب الى الجيوب الخلفية للذين يسمون انفسهم بالسياسيين والمعارضين . من هنا تعلموا ابجديات الفساد والسرقة وشكل هذا العمل المشين البناء الاساسي وخط الشروع للانقضاض والانطلاق منها الى رحاب العمليات اللصوصية بتنظيم اكثر ورغبة اكبر …فاسد ..سارق كبرت الفكرة وترعرعت في نفوس هؤلاء الساسة وكان الاصرار واضح على محياهم بتقديم انفسهم كسراق وفاسدين خير من تقديمها كشخصيات مناضلة ومحبة للبناء والاعمار والسبب واضح لايحتاج الى الكثير من الجهد لكونهم مكشوفين ومعرفين للشعب بالعنوان الاول .. فأنطلق السباق بأتجاه السيطرة على اكثر المراكز حلبا وجنيا للاموال وكذلك تحولت احزابهم وكتلهم من نظريات وتنظير وجهاد وتحرير الى مؤسسات ترعى الفساد والفاسدين ومراكز استراتيجية للتخطيط والتدريس على كيفية انجاز عمليات السرقة بأساليب حديثة ومتطورة . فشرعت الى الاستحواذ على الهيئات المستقلة وتشكيل اللجان الاقتصادية داخل مؤسسات الدولة للسيطرة على عقودها الاستثمارية واستقطاع النسب المقررة (( حصة احزابهم )).. والمهم والاهم هو اذلال القضاء كهدف كبير لابد من خرق منظومته وتطويعه ونجحوا بذلك حيث كان القضاء احد الدعائم الرئيسية بالتستر على فساد وسرقات السياسيين ..الذي لايعلمه هؤلاء ان الشرفاء من العراقيين لهم بالمرصاد في كشف جرائمهم وتعريتهم اعلاميا وشعبيا فأتسعت دائرة الرفض والمطالبة بأحالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل واسترداد الاموال التي سرقوها .. فصحوة الشعوب غضب وثورة لاتنطفىء جذوتها الا بزوال الفاسدين والسراق ..