نطق القاضي حكمه ب20 سنة سجن ,تُخدَم 7 منها فقط اذا اثبت الجاني حسن سلوكه,و قال أن البعض قد يعتقد ان هذه الجريمة لا ضحايا فيها ,بل انا متأكد ان هناك المئات من الضحايا بسبب هذا العمل الاجرامي الذي قام به الجناة. هذا ما قاله القاضي جيري باكستر, قاضي المحكمة العليا في قضاء فولتون التابع لولاية جورجيا-اتلانتا. بعد هذا بيوم واحد ,جاء القاضي بقرار مُخفَف ب 7 سنوات سجن تُخدَم منها 3 فقط ان اثبت الجاني حسن السلوك و التصرف داخل السجن .مع غرامة مالية قدرها 10 آلاف دولار , و 7 سنوات يكون الجاني فيها تحت المراقبة. القرار المُخفَف هذا اتخذته, بعد ان راجعت نفسي و بعد ان هدأت اعصابي و لكي اعطي للجناة فرصة اخرى في عمل اعمال حسنة تفيد المجتمع و لكي تكون نهاية هذه القضية بداية لهم في الحياة بعد ان يدخلوا السجن و يخرجوا منه . هذا الحكم اتخذه القاضي ضد 3 من الجناة .احد الجناة الاخرين سيقضي يومي نهاية الاسبوع لل6 اشهر القادمة في السجن مع دفع غرامة 5 الاف دولار , اضافة الى 1500 ساعة للعمل التطوعي الخيري .الجانية الاخرى ستقضي سنتين في السجن مع دفع غرامة 5 الاف دولار مع 1500 ساعة للعمل التطوعي الخيري بعد الانتهاء من السجن .و هكذا مع بقية ال11 جاني و جانية الاخرين .
هؤلاء ال 11 جاني هم من معلمي و مدرسي بعض مديريات التربية في ولاية جورجيا .حيث بيّن التقرير الصحفي و المنشور بحلقات في جريدة الدستور الاتلانتية في عام 2009 بأن الكثير من المدارس الابتدائية و المتوسطة التابعة لهذه المديريات قامت بالغش في الامتحانات بعلم المدرسين و المعلمين و بعض الاداريين.
يعلل القاضي باكستر هذا الحكم الطويل بالسجن و الغرامات بأن النظام التعليمي في هذه المديريات تعرّض للصدع و ان الايمان بالمدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية اصابه الخدش . اراد احد المحامين رفع صوته بالاعتراض على هذه العقوبة الشديدة و طلب من القاضي ان يعزل نفسه عن هذه القضية .فردّ القاضي بقوة بأنه جلس كقاضي لادارة جلسات هذه القضية لل7 اشهر الماضية و انه لن يعزل نفسه حتى و ان كانت عواطفه و ما يعتقد فكريا قد يكونا من العوامل التي ادّت به لاصدار هذا الحكم القاسي , و طلب من المحامي ان يسكت و الاّ فأنه سيضعه في السجن ايضا , فسكت المحامي على مضض . و اضاف القاضي ان المثال الذي يعطيه المعلم او المربّي للطالب يجب ان يكون لا شائبة به و ان يكون مقارب في اهميته للمثال الذي يعطيه الابوان للطالب .المسؤول يجب ان يكون مسؤولا بمثاله الحسن للمجتمع و بأن لا يسُن سنن خبيثة تؤثر على الناس سلبا .
قال لي صديقي العراقي بعد سماعه بهذا الخبر ماذا سيحدث ان جاء هذا القاضي للعراق , و استمر بحديثه بأنه يعتقد بأن معظم المسؤؤلين فيه سيدخلون السجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة ,فقد سنّوا سنن خبيثة ما تخدم الاّ انفسهم و عصاباتهم الحزبية الفئوية .و لتدخلت العشائر و المؤسسات الدينية و الاحزاب في فصل و عزل هذا القاضي و لأتهموه بتهمة باطلة يدخل هو السجن فيها .
و قالوا ((الحق دولة والباطل جولة))