18 نوفمبر، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

فساد دجاج العّرب

فساد دجاج العّرب

ينسب بعضهم الفساد إلى الانسان كونه منتهى الخير والشر وأصل كل بلاء كما هو اصل السعادة في حين يرى البعض الآخر أن الفساد يصيب المخلوقات جميعاً من دون استثناء، لكن بنسب متباينة، يأتي البشر في طليعتها في نسب الفساد على مستويات شتى، مثل السرقة والقتل والنصب والاحتيال والاختلاس وغيرها من موارد الفساد في الحياة ويبدو أن عدوى الفساد انتقلت إلى المخلوقات الأخرى ومنها الدجاج، وفسادها يكمن في أنها كانت تبيض يومياً بيضتين كبيرتين أو ثلاث بيضات في يومين، لكن التقشف شملها وبدأت تتراجع في انتاجيتها، فبدلاً من بيضتين يومياً صارت تبيض بيضة واحدة بين يوم وآخر، وأن بيضاتها التي كانت كبيرة اصبحت كبيضة العصفور، وهذا نوع من أنواع الفساد طال هذه الفصيلة من الحيوانات على الرغم من أنها تأكل أفضل أنواع الأعلاف الحيوانية.
وربما نحن الآن في عصر الزمن الذي يظَهَرَ فيه الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ، حتى وصل إلى الدجاج وتسبب في تراجع انتاجيتها، وبعضهم يعزوا السبب إلى الديوك التي لم تعد كما كانت في الماضي، إذ أهتمت بمصالحها الخاصة وتنمية استثماراتها في الخارج، والزواج من دجاج المصلحة مما أنعكس على أداؤها بشكل عام.
ويتذكر سكان مراكز المدن في بداية السبعينيات كيف أن استهلاكهم من البيض والدجاج والحليب ومشتقاته كان يصلهم يومياً بإنتظام من القرى المجاورة، وبكميات تزيد عن الحاجة المحلية للاستهلاك، وينسحب الأمر على أنواع الخضار التي ينتجها المزارع ويُصدر منها الفائض إلى المحافظات الأخرى، كما كان المزارعون يصدرون الرز والحنطة والشعير إلى الدول المجاورة، إلا أن هذا الزمن حمل لنا أنواع الآفات أسهمت في فساد بعضنا الذي انعكس على ديوكنا ودجاجنا، وفي الختام أسمحوا لي بطرح التساؤل الآتي: لو فسد العصفور فما الحجم الذي ستكون عليه بيضته؟ّ!!

أحدث المقالات