23 ديسمبر، 2024 1:21 م

فساد “المويمن” وعداءه للدولة والمجتمع

فساد “المويمن” وعداءه للدولة والمجتمع

يطلق أبناء عشائرالفرات الاوسط  لقب “المويمن” وهو مصغر “مومن” المأخوذه من “مؤمن” على خطيب المنبر الحسيني, والكلمة انما تطلق للتقليل من شأن رجل الدين المتكسب بالقضية الحسينية والمتزلف من اجل حفنة من الدنانير لقاء خدماته التي غالبا مالم تات بجديد, فكل ما يعرفه اغلبهم عشرة قصص تصف استشهاد أهل بيت الحسين (عليهم السلام) تمتد خلال العشرة ايام الاول من شهر محرم ,يعيدون سردها باسلوب يستجدي العطف في محرم من كل عام.
 كانت السلطة الدينية في صراع دائم مع السلطة العشائرية منذ بداية تأسيس العراق الحديث, يحاول رجل الدين تقويض سلطة شيخ العشيرة ليبسط نفوذه بينما يحاول شيخ العشيرة تقليص نفوذ رجل الدين على ابناء عشيرته من خلال كشف الاعيب “المويمن”.
لذا لقت الافكار الايديولوجية العلمانية رواجا بين ابناء العشائر (الحزب الشيوعي والاحزاب القومية امثلة) في العقود الخمسة التي تلت تأسيس العراق, وانحصر نفوذ رجال الدين في مراكز المدن خصوصا الدينية منها لدورهم في “السقاية” وحاجة الزوار لخدماتهم كقيادتهم في الزيارات وتعليمهم اصول الصلوات والوضوء وبعض الطقوس الكهنوتيه الأخرى.
لاننفي حصول توافقا للمصالح او خضوع احدهما للآخر(اقصد شيخ العشيرة ورجل الدين) في فترات متباعدة من تاريخ العراق الحديث, ظهرا فيها وكأنهما لايريدان المخاطرة بالدخول في معركة كسر عظم, افتى بعض رجال الدين بتحريم قانون الاصلاح الزراعي كي لايستولي الفلاحون على اراضي الاقطاعيين, وفي الجانب الآخر تبني شيوخ عشائر فتاوى الجهاد ضد “المستعمر” او الحاكم الوطني العلماني.
كان لنجاح الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 دورا في تغليب كفة “المويمن” على كفة شيخ العشيرة في العراق اما التغيير الذي جلبه الامريكان عام 2003 وبعده ثورات الربيع العربي فدشنت انتصار رجل الدين على القبيلة والحاكم السياسي والمجتمع المدني ليس في العراق فحسب بل في دول عربية اخرى.
بعد ان قوض “المويمن” سلطة شيخ العشيرة واحكم قبضته على ابناء العشائر, وسع معركته لتشمل رجل الدولة/السياسة فهاهما “المومنان” محمد اليعقوبي وكاظم الحائري يحاولان تقويض الاسس المدنية للدولة , اقترح  الاول قانونا “جعفريا” لاستبدال قانون الاحوال المدنية يقرر فيه سن البلوغ عند النساء بتسع سنوات, ويصف المعترضات على شرعنة اغتصابهن ب”المثليات” ويصف المعترضين بالسكارى الذين يبول بعضهم على الآخر, اماالثاني فكفر,في خضم التنافس الانتخابي في العراق,كفر السياسي العلماني وان كان صالحا وأفتى بانتخاب “المويمن” وان كان فاسدا.
 ان هو انتصر على رجل الدولة, ستكون معركة “المويمن” القادمة مع العلم والعلماء, فهذه المعركة بدأت بوادرها منذ فترة في اروقة الجامعات, بعدما اعرب بعض الموامنة امتعاضهم من المناهج الدراسية الجامعية التي لاتولي اهتماما كبيرا للتاريخ الاسلامي او لاتفسره طائفيا وكأن الجوامع والحوزات والمعاهد الدينية غير كافية لهذا الغرض.
اثبت التاريخ البشري ان “المويمن” كان أكبر عقبة بوجه تقدم ورفاهية المجتمعات, وما التقدم العلمي والمدني والخدمي والاجتماعي والسياسي الحاصل في الجزء الغربي من الكرة الارضية الا بسبب انتصار تلك المجتمعات ,بكل فئاتها, على المويمن, فهل سينتصر العراقيون في معركتهم ضد المويمن ومتى؟ ارجو ان لاتكون المعركة بيننا وبين المويمن طويلة فصبرنا نفد واعمارنا اوشكت على الفناء.

[email protected]