22 ديسمبر، 2024 8:50 م

عندما تستيقظ من النوم لتتابع ما يدور علي صفحات التواصل الاجتماعي وتفاجا بأن هناك عدد كبير من معارفك وأصدقائك قد استهلوا يومهم بنشر شيء ما علي صفحة التواصل فلا تستغرب فصفحات التواصل الاجتماعي أصبحت منبرا لكل من هب ودب ليدلي برأيه إضافة الي كونها متنفسا لأصحاب العقول المريضة،فكثير من الناس ينتظر ليري عدد الاعجابات التي سينالها المنشور الذي قام بمشاركته فهذا أمر يشبع لديه رغبة ما غير سوية بالطبع.

وهناك من يتحفنا بنشر اخبار العائلة بأكملها،فهذا العم مصاب والخال مريض والجدة في المستشفي والاخ ترك العمل وكأننا نهتم بهذا السفه الناتج عن الجهل وفساد العقل!

اما أولئك الذين يبدعون في نشر القصص الدينية والمواعظ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فهم أبعد الناس عن مضمون ما ينشرون ولكنه التخلف والكسل الذي أصابنا في مقتل.

لا اعرف سببا منطقيا يجعل المرأة أو الرجل يستيقظ ليبحث عن هاتفه ليبدأ رحلة التعليقات والروابط وكأنه واجب مدرسي لابد من انجازه كل يوم في نفس الموعد.

أخبرني أحد أساتذة علم الاجتماع ان لهف الناس علي صفحات التواصل يرجع الي الجهل والنقص الذي يشعر به المرء ويحاول تعويضه من خلال هذا العالم الافتراضي.

اتفهم ان صفحات التواصل أصبحت شريكا في حياة معظم سكان الكوكب ولكن الشعوب المتقدمة وحدها تعي كيفية التعامل معها بحيث لا تطغي علي حياتنا الطبيعية التي كنا نعيشها في سعادة قبل ظهور هذا الميكروب الذي أصبح موجودا في كل منزل.

أعجب شيء يمكن أن يحدث لك او لي ان تتصفح منشورات فلان او فلانة الذي تعرفه او تعرفها جيدا فتجد نفسك أمام شخص آخر مختلف عن هذا الذي تعرف عنه الكثير،فلا هو ذلك الواعظ التقي،ولا هو هذا الوطني الغيور علي دينه ووطنه،ولا هو ذلك الشخص المتسامح المحب للاخرين ولكنها حياة السوشيال ميديا المليئة بالخرافات والكذب.

إعلم يا صديقي أنك مكشوف للجميع وان محاولاتك لإبراز نفسك في شخصية مختلفة لن تحظي بقبول ممن يعرفونك.

كيف تكون طوال الوقت ساعيا الي الوقيعة بين الناس وخاصة بين الاخوة والاخوات وتريد مني ان اصدقك؟
الفيس بوك لن يخفي شخصية الإنسان الحقيقية والكل معروف واذا كان الجهل هو المتحكم فيك فلن اكون مثلك فريسة سهلة للجهل والتخلف ولن أصبح مدمنا لصفحات التواصل مثلما عليه حالك.
اتمني ان يكون هناك حل لهذا الخراب الذي يدمر عقولنا وعقول شبابنا الذي هو ثروة هذا الوطن التي بدونها لن تنجح كل خطط التنمية.
حفظ الله مصر جيشا وشعبًا