18 ديسمبر، 2024 8:03 م

فساد الجامعات الاهلية العراقية بالدليل الملموس

فساد الجامعات الاهلية العراقية بالدليل الملموس

اتمنى ان يبقى التعليم الذراع الوحيد الذي لا يتلطخ بالفساد. افسدوا ما تريدون افساده، الا التعليم فهو خط احمر. لكن للاسف جامعاتنا الاهلية تتقصد افساد احلام الطلبة وتسلب اموالهم متحصنة بايادي قذرة تسيطر على الحكم في العراق.

اذ انهم وبمساعدة طمعهم وجشعهم حاولوا تجميع اكبر قدر ممكن من المال على حساب ضياع مستقبل ابنائهم، فلم تكفيهم سرقات خيرات الوطن كلها حتى استداروا الى التعليم فوجدوا ثغرة في شباك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي اضطهدت معدلات الطلبة واجبرتهم على التوجه الى التعليم الخاص لتحقيق احلامهم المسلوبة. ففي السنوات الاخيرة اصبح معدل ٩٨ بالمئة لا يؤهل الطالب الى المجموعة الطبية! ومعدلات ال٩٠ لا تؤهل الى المجموعة الهندسية وهكذا بالنسبة للمعدلات الاخرى.

فأخذت الكليات الاهلية على عهدتها مسؤولية تحقيق احلام وطموحات الطلبة بافتتاح اقسام تلبي تلك الاحلام. هذا شيء جميل وعظيم وتشكر عليه تلك الكليات. لكن الشيء الذي نعاتبها عليه هو استغلال مطامح الطلبة لجمع الاموال بشكل بشع يخلو من مبادئ التعليم الاخلاقي والحق الانساني.

فالجامعات الاهلية في العراق هي عمل جانبي اتخذه بعض ساسة العراق، فقاموا السادة بجمع شياطينهم للاتفاق على انشاء جامعات تحقق لهم التحصيل العلمي الذي يفتقرون اليه، ولذلك نمتلك الان عشرات ان لم تكن مئات من المسؤولين الذين اشتروا شهاداتهم من جامعات خاصة وهم على مستوى وزراء واعضاء برلمان. وايضا تلك الكليات تلبي مطامح جشعهم المالي.

خاصة وان هذا العمل يحقق ارباح خيالية تصل الى مئات ملايين الدولارات سنويا، فتكلفة الدراسة الاهلية في العراق تكلف الطالب من ٩٠٠٠ دولار امريكي بالنسبة للكليات الانسانية حتى ٦٠٠٠٠ الف دولار امريكي في كليات المجموعة الطبية للطالب الواحد اذ ان معدل استقبال الكلية الاهلية مالا يقل عن ٦٠٠٠ طالب سنويا اذ يعني ان مدخلات ابسط كلية هي ١٦ مليون دولار امريكي سنويا!

اغلب الطلبة في العراق غادروا مقاعدهم الدراسية بسبب اعباء التكاليف الدراسية ، تاركين خلفهم احلامهم على مقاعدهم الدراسية ليأتي اولاد الذوات وابناء الباشوات لتحقيق القاب علمية دون اي تحصيل علمي صحيح.

احدى هذه الكلية لم تكتفي بسرقات اموال الطلبة المساكين فحسب، بل اجبرتهم على شراء اطعمتهم من كافتريا الجامعة حصرا، والتي تبيع الوجبات الغذائية ضعف سعرها الحقيقي مستغلة بذلك ضعف الطلبة ومستقوية بقوانينها التي تحققها بحرس الباب الذي يمنع اي طالب يجلب متاعه معه وقد يصل ذلك الى منع بطل الماء احيانا!

واحدى هذه الكليات الاهلية تمنع الطلبة من اداء امتحاناتهم النهائية في حالة عدم التسديد الكامل للاقساط المجحفة، ولم تكتفي بذلك فقط، بل تقوم ادراة الجامعة بنشر اسماء الطلبة الفقراء الذين يتأخرون بتسديد اقساط دراستهم حتى ان احد الطلبة ترك الدراسة بسبب تعرضه لاحراج حين اذاعت ادارة الكلية فقره امام زملائه الطلبة. فالمسكين غادر معقد دراسته في كلية الصيدلة ليعمل حمالا في منطقة الشورجة.

ولم تأبه ادارة هذه الكلية الاستغلالية بشيء لانها استقوت بالايادي المحركة للعملية السياسية، فهي مملوكة لساسة كبار، وتقوم بتوزيع نسب من ارباحها على الاحزاب الاخرى المنافسة لسد افواههم، وهي ايضا توفر مقاعد دراسية مجانية لابناء الباشوات وتمنح شهادات لطلبة لم يزوروا الجامعة يوما قط كما حدث بكلية الاسراء الجامعة. وبما اننا على عتبة حكومة جديدة كثر فيها مدعو الاصلاح ونتأمل منهم ومن اصحاب الضمائر الحية التي نتطالع من خلالها متابعة ملف فساد الجامعات الاهلية واضطهادها للطلبة.