( ليس هناك من مؤسسة فيها رشوة وشراء ذمم مثل الامم المتحدة )
كان في ذهني الكتابة عن فساد الامم المتحدة ووكالاتها واللجان المنبثقة عنها .. واصبح من الضروري بعد مقالي يوم امس … مبتعدا قدر الامكان عن السياسة لان ذلك ليس الهدف من المقال .. سيكون اول الامثلة هي المحكمة الخاصة بلبنان التي انهت عملها اليوم بعد 11 عاما من تاسيسها … بالعودة الى 14 شباط 2005 اغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ( حاله حال العشرات من الرؤوساء والوزراء والقادة الذين اغتيلوا في لبنان ) .. تم تشكيل هذه المحكمة وهي ذات طابع دولي ومقرها في لاهاي في هولندا ، للتحقيق في قضية اغتيال باعتبار تلك الجريمة لها علاقة بالارهاب وكانت المحكمة هيئة قضائية مستقلة تضم لبنانيين وقضاة دوليين وهي ليست تابعة للامم المتحدة لها مكتب في لاهاي ومكتب في بيروت المحكمة اقترحت واقرت من قبل مجلس الامن وحسب الفصل السابع ( السيء الصيت ) انشئت المحكمة عام 2007 وبدأت عملها في اّذار 2009 ، تمويل المحكمة يكون 51%من التمويل عن طريق المساهمات الطوعية من بعض الدول اما 49% فيتحملها لبنان المسكين … المهم في الامر بلغت مصاريف هذه المحكمة اكثر قليلا من 800 مليون دولار السؤال المهم لماذا كل هذه الفترة لاصدار قرار باهت ضعيف تكرار لما صدر عن القضاء اللبناني قبل 15سنة اذن لماذا هذه الاطالة لسبب بسيط لان هناك من يستفيد من هذه المدة رواتب وايفادات وسفر واكل وزقنبوت وفنادق كل ذلك على حساب المحكمة والا كيف تم صرف تقريبا 75 مليون دولار كمعدل في السنة وهو مبلغ كبير ؟؟ اذن الموظفون كانوا يتعمدون اطالة عمل المحكمة نعم والا هل هناك تفسير اّخر ! وهل لبنان ناقصها تدفع اكثر من 400 مليون دولار ! امر محير … نعود الى الوراء عدة سنين الى العراق ايام الحصار المفروض عليه بموجب قرارات مجلس الامن اول لجنة تشكلت بموجب قرار687 في نيسان 1991 لجنة خاصة بترسيم الحدود مع الكويت . وشكلت لجنة تفتبش خاصة عن اسلحة العراق وعينت وحدة لمراقبة الموقف بين البلدين بالاضافة الى لجان اخرى .. جاء في القرار ( يتحمل العراق كافة تكاليف لجنة التفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية ) .. ما نريد التركيز عليه هو اطالة عمل اللجان مع التاكيد صحيح
كان هناك قرار دولي وامريكي وكويتي باطالة عمل اللجان لضمان بقاء الحصار لاطول فترة لايذاء الشعب العراقي والضغط على النظام وفعلا نجحوا في ذلك لكن ايضا صحيح هناك تباطؤ مقصود.. لقد لاحظ العراق تباطيء عمل اللجان والتقصد باطالة عملهم والسبب لانهم موظفين مستفادين من عملهم لانهم ( حثالات ) جمعوهم من الدول وكل واحد له اقرباء او صديقة دس اسمها في عمل اللجان ليستفاد من اموال العراق وللعلم فقد دفع العراق الى هذه اللجان من عام 1991 الى 2003 اكثر من 2 مليار دولار علما لم يكن يحق للعراق معرفة كيف يتم صرف هذه المبالغ ولا الاطلاع على تفاصيل رواتب العاملين في هذه اللجان ولا سعر تاثيث مكتب لهم في نيويورك ( يقال انه كان اكثر من مليون دولار ) لقد كانت رائحة الفساد تملء مقر الامم المتحدة ولكن بما ان الرائحة النتنة منتشرة فلا يمكن تمييز من اين تاتي الرائحة الكريهة .. في احدى السنيين تم اكتشاف اكبر شبكة للدعارة في مدينة نيويورك كل كوواويدها وكحابها من العاملين في الامم المتحدة ولان الشغلة كبيرة فقد تم غلق الموضوع .. هذه هي الامم المتحدة التي ينتظر غسان العطية وحميد كفائي منها انقاذ العراق ؟؟ الامثلة كثيرة على تقصد الامم المتحدة اطالة حل المشكلة بدلا من حسمها بشكل عاجل .. ماذا عملت الامم المتحدة للمشكلة السورية منذ عام 2011 اي منذ تسع سنوات ماذا عملت لجنة التحقيق الدولية بشان سوريا ؟ لاشيء ! ترفع تقارير دورية واحاطة شفهية ( تقلق.. وتستنكر.. وتبدي حزنها.. وتدعو ..واجراء تحقيق ) وماذا بعد ذلك لاشيء سوى مصاريف وايفادات وكل فترة تبديل المفوضين .. اليس هذا فساد ما بعده من فساد .. نفس الامر في ليبيا لجان ومبعوثين ووسطاء والمعارك تزداد ضراوة والامين العام للامم المتحد قلق على الاوضاع في ليبيا .. وماذا عن اليمن السعيد ماذا عمل المبعوثون الامميون لها لحل المشكلة ابدا لم يعملوا شيء سوى القلق على الاوضاع الانسانية في اليمن كشف تقريرفي الامم المتحدة ان كشف رواتب الموظفين العاملين في مكتب اليمن اظهر وجود فضائيين من داخل اليمن بل وجد ان هناك وظيفة ( مربي كلاب ) لمسؤول اممي في اليمن وهذه لاتحتاج الى تعليق .. وهل هناك اوضح من القضية الفلسطينية ماذا عملت الامم المتحدة لقضية فلسطين واللاجئين سوى 72 سنة من المعاناة وبلا حل عدا قلق المسؤولين في الامم المتحدة .. للعلم فقط ان في الامم المتحدة 37000 موظف ولكم تصور الفساد المالي والاداري …اريد ان اختم كلامي لو وجدت الامم المتحدة الحلول لمشاكل العالم هل سيبقى ضرورة لبقائها كلا ( ستعزل الدكان ) وكل واحد يذهب لاهله اذن افضل شيء اطالة المشاكل بدلا من حلها ومن يدفع الثمن دول العالم الثالث والعرب منهم