23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

قالها سيدنا ومولانا امام المتقين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب عليه السلام في اللحظة التي تخضبت شيبته الشريفة بلحيته الكريمة بعد ان غدره أشقى الاشقياء ابن ملجم الملعون وهو ساجد في محرابه خاشعا موقنا ذائبا في حب الله .
والحقيقة  التي تستطع شمسا ازلية هي ان الامام علي  عليه السلام كان فائزا منذ ان كان نورا بين يدي الله كما جاء في حديث المصطفى محمد عليه افضل الصلوات واتم  التسليم ( كنا انا وعلي نورا بين يدي الله قبل ان يخلق ادم بثلاث الآف عام ( وحسب كل رواية ) زرعنا في ظهر آدم  تناقلتنا الظهور الكريمة والأرحام الطاهرة حتى افترقنا في ظهر عبد المطلب ) .
ومن المعروف ان الذي يفوز هو من يسبق اخرين بالفوز فياتي الثاني والثالث وهكذا بعده او انه يفوز من مجموعة متسابقين ليكون هو الفائز الوحيد .
 ولكن الامام علي في فوزه هو الوحيد بلا اخرين من بعده ولا منافس له .
فقد فاز عليه السلام عندما اختاره الله كما جاء في الحديث الشريف ( كنت انا وعلي نور بين يدي الله تعالى قبل اربعة الاف عام  زرعنا في ظهر ادم تناقلتنا الظهور الكريمة والارحام المطهرة حتى افترقنا في ظهر عبد المطلب )
 واختاره الله  ليكون وليد الكعبة اذ انه الوحيد الذي ولد في هذا المكان الذي فرض على المسلمين الطواف حوله منذ ان فرض الله حج بيته ( ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ) وحتى  قيام الساعة فكل حاج او معتمر او زائر لهذا البيت عليه ان يطوف على كعبته الشريف ومقام ولادة الامام ( ع ) .
وفاز وهو اول من امن بالله وبمحمد رسوله بعد ان تفكر في خلق السموات والارض وايقن ان محمدا  الصادق الامين صلوات الله عليه وعلى اله  صادقا في دعواه وامينا على تبليغ رسالته ( والذين يتفكرون في خلق السموات والارض يقولون ماخلقت هذا باطلا سبحانك ) فكان الاول والوحيد الذي نهض من بين اهله  وعشيرته بالرغم من صغر سنه في اول دعوى للرسول (وانذر عشيرتك الأقربون ) واعلن مؤازرته له وصار وزيرا له.
وفاز وهو الوحيد الذي ينزل الله له سيفا من السماء ومنادي ينادي ( لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار ) ولم يكن لهذا السيف صانع على وجه الارض .
وهو الفائز والوحيد الذي ضحى بنفسه يوم تآمرت قريش على الرسول واتفقت على قتله دون ان يهتز له طرف .
وفاز وهو الوحيد الكفؤ للاقتران ببضعة الرسول ابنته فاطمة الزهراء عليهم الصلاة والسلام  ولم يكن لها كفؤ على وجه الارض .
وهو الفائز الوحيد الذي اختاره الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واتخذه اخ له عندما اخا بين المسلمين .
وهو الفائز الوحيد الذي ولداه سيدا اهل الجنة وهما الامامان المفترض طاعتهما ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا ) كما جاء في حديث الرسول الكريم ( ص ).
وهو الفائز الاوحد بان باهل النبي الكريم يهود نجران به وجعله كنفسه ( ….وانفسنا وانفسكم ..)
والفائز الذي تصدق بخاتمه وهو يصلي ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة وياتون الزكاة وهم راكعون )
وهو الفائز بنزول كلام الله عن لسانه   ( انما نطعمكم لوجه الله تعالى لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا )
 وهو الفائز الوحيد بالوصية والولاية من بعد رسول الله ( ص ) واكتمل الدين بذلك ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
وهو باب علم النبي عليه الصلاة والسلام ( انا مدينة العلم وعلي بابها )
وهو الفائز الوحيد الذي عنده علم ما كان وما هو كائن وما يكون (لقد فتح لي  في العلم الف باب ولكل باب الف باب ) كما قال عليه السلام يوم امره الرسول الكريم بالدنو منه قبيل وفاته  وساله القوم عن الخبر الذي اخبره به النبي الكريم ( ص ).
والفائز الذي ينادي سلوني قبل ان تفقدوني .
وهو الفائز عندما نام على فراش النبي والقوم تامروا على قتله .
والفائز الذي يعرف  الله ورسوله حق معرفة ويعرفه الله والرسول حق معرفة والله يعرفه و الرسول حق معرفة .
وهو الفائز الوحيد الذي نزل اليه سيف ذو الفقار ( لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار )
وهو الفائز الوحيد الذي اذا ضرب بالسيف لا يثني ضربته 
وهو الفائز الوحيد الذي وقف يذود عن رسول الله يوم احد في وقت انشغل الناس بالغنائم وتركهم نبيهم . ويوم حنين يشهد فوزه
وهو الفائز الوحيد الذي حمل باب خيبر وجعله جسرا لعبور جيش المسلمين .
وهو الفائز بتبليغ سورة براءة .
وهو الفائز الوحيد الذي من صلبه الائمة  المعصومين الاثنا عشراخرهم قائم هذه الامة عجل الله فرجه وسهل مخرجه  الامام المهدي (عج )
والفائز الوحيد في القول سيد الفصحاء والمتكلمين وكلامه فوق كلام البشر تحت كلام الله
وهو الفائز الوحيد في ارتباط قوله بفعله ( يادنيا غري غيري )
وهو الفائز الوحيد الذي دارت له الشمس مرتين
وهو الفائز الوحيد الذي قاتل الجن واخضعهم للاسلام
وهو الفائز الوحيد الذي اشهد الشمس بانها لم تشرق يوما على الارض وعلي نائم
والفائز الوحيد الذي لايمكن التغلب عليه الا في لحظة سجوده وانصرافه الى الله بكل ذرة من جسده خاشعا متذللا
وهو الوحيد ساقي الكوثريوم لا ساقي غيره (ويوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى .. ).
والفائز الذي لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا ابن زنا .
وهو الفائز حيث انه قسيم الجنة والنار.
 وهو وهو وهو حتى ينقطع النفس وتجف الاقلام في قوله وفعله في الفصاحة والسماحة والعدل  والاحسان وفي الشجاعة والقناعة والعفو والتسامح وكل خصلة كريمة و لا يمكن تعدادها والخوض في غمارها وايفائها حقها وحصرها جميعا ابدا مهما كتب الكاتبون ودون المدونون ولو تحولت البحار مدادا والاشجار اقلاما .
لا ولم ولن يشاركه احد من في فوزه في الدنيا والاخرة.
وليتنا نستقي من واحدة من هذه الخصال  خيطا بسيطا من نور افعاله واقواله لكي نكون فائزين بواحدة تكفينا قوتا في دنيانا واخرانا ولا نلهث وراء السراب الزائل من جاه ومال وسلطة ولنا امامنا وقائدنا وملهمنا اسوة حسنة نقتدي به وهو الذي ملك كل شيء ولم يتملك شي ولم تغره الدنيا وكانت له لا تساوي عفطة عنز وقد فاز بكل هذا الفوز. واينما نتحدث تشخص لنا مكارمه وهو الذي دائما يقول ( يادنيا غري غيري ) فليتنا نقولها اليوم صادقين مؤمنين بان الدنيا غواره وان لا عهد لها فهي غدارة لا تبقى على حال وكل شيء فيها الى زوال الا ما نفع الناس وهو الذي يبقى ويخلد صاحبه ( واما الزبد فيذهب جفاء ) ويكون هو الفوز الحقيقي وعلي  ( ع ) نموذج ونبراس ساطع حيث انه اشترى الاخرة بالدنيا ففاز في الدنيا والاخرة وفاز والله فوزا عظيما .
اللهم اجعلنا ممن يسيرون على نهجه ويهتدون بهديه وهدي أخيه وابن عمه رسولك الكريم عليهم افضل الصلوات واتم والتسليم .
جعلنا الله واياكم من الواردين الحوض والفائزين باتباع دربه لانه مع الحق والحق معه يدور الحق حيث يدور.
وهو الدروالذهب المصفى        وباقي الناس كلهم تراب .