23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

فريق الأنقاذ الحكومي

فريق الأنقاذ الحكومي

رغم أن الأمور قد وصلت الى نقطة الا عودة , وأن المسلحين باتوا يملئون شوارع البلاد من دون أي غطاء رسمي , وأن صوت الوطن قد غيب بالكامل , ألا أنه لا بد من أن يعلو صوت الاعتدال و كف الضرر عن الناس عالياً من دون خوف أو قلق , لابد أن يكون لنا رأياً مخالفاً تماماً لكل الأراء المدفوعة بالأتجاهات المشبوهة التي لا تريد الخير للعراق أو العراقيين على وجه الخصوص , فانه وسط الفوضى لابد من حل سياسي ذكي ينقذ العراقيين من معاناتهم , أنطلقت أول خطواته بانتخاب رئيس مجلس نواب مقبول لدى أغلب الكتل السياسية منحدر من محافظة عانت ولا زالت تعاني من ويلات الطائفية والقومية والعرقية التي أنهكت محافظة ديالى وجعلتها تزداد معاناة وموت يوماً بعد يوم , الدكتور سليم الجبوري لابد أن يكون مفتاحاً للحل منذ أول دقيقة يتسلم فيها منصبه وأن يباشر فوراً بحوارات منقطعة النظير من أجل انتخاب رئيس وزراء جديد ذو رؤية وطنية واضحة وبرنامج حكومي شامل يهدف الى تعزيز الأمن والحوار والوحدة والتعامل بحدية مع كل من يسيء للقانون من كتلة التحالف الوطني بعيداً جداً عن النهج الذي اتبعه المالكي وحزبه ومؤيديه وأنصاره الذين اساؤوا تماماً لكل العراقيين و أوصلوا البلاد الى ما هي عليه الأن , وكذلك من أجل انتخاب رئيس الجمهورية اللذان لابد من انتخابهما بأسرع وقت ممكن وتشكيل حكومتهما لكي يكتمل تشكيل فريق الأنقاذ الذي توضع عليه أمال وتطلعات الشعب المسكين بكافه اطيافه وألوانه وتشعباته التي ابتلاه الله بها ,   وأن يبدأ هذا الفريق الحكومي العمل فوراً من أجل ايقاف اطلاق النار التام من خلال فتح قنوات الحوار المباشرة والصريحة مع أهالي المحافظات الستة المنتفضة الأصلاء من شيوخ عشائر وشيوخ دين وعقلاء وقادة عسكريين سابقين و الاتفاق معهم على سبل تنظيف مدنهم وتحريرها من الغرباء من داعش وغيرها من الجماعات والميليشيات التي عاثت في الأرض فساداً مقابل أعادة الكرامة والحقوق لأهالي تلك المحافظات الذين اختاروا الصمت بعد أن تكالبت عليهم مظالمهم و استمر نزف ابنائهم بعهد حكومي مالكي مظلم ثم عهد مسلح لا نهاية له ابداً , هؤلاء الصامتين هم مفاتيح الحل والربط , أهل المدن الاصلاء هم أولى بحلحلة الأزمات في مناطقهم , لا الغرباء والدخلاء وتجار الحروب والدماء , ولتبدأ في العراق مرحلة جديدة من التفاهم والتسامح و المساواة ولكي نوضع حد لنهر الدماء الذي فاض بنا , بعيداً عن كل الحلول الترقيعية والغير واقعية و التي تحمل في طياتها اجندة خبيثة لا هم لها سوى تغليب فئة على اخرى لصالح دول اجنبية لا هدف لها سوى الفوز بنفط العراق واللعب بخيراته ومقدراته.