11 أبريل، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

فرنسا تحصد ما زرعت

Facebook
Twitter
LinkedIn

لن اتكلم عن تفاصيل الحادث الارهابي الذي هز فرنسا بل واوروبا ايضا والعالم  والذي لم تنته اثاره بل ستبدأ اثاره قريبا ..  ومن الطبيعي اني استنكر هذا العمل الارهابي ولخسارة الارواح البريئة التي سيبقى الاسلام  متهم بازهاقها  مع الاسف .. لكن ما يثير التعجب هو ردود الفعل العالمية ! مجلس الامن يقف دقيقة حداد على ارواح الضحايا السؤال اين  مجلس الامن عندما يموت مثات العراقيون في يوم واحد واين كان عندما يموت الاف السوريون واين كان عما حصل للفلسطينين  في غزة واين كان ضمير العالم المتحضر عندما قتلت ( بوكو حرام ) 2000 نايجيري من الاطفال والنساء لم نسمع اي ردود فعل ام لان هؤلاء افارقة   ام ان  هذه  ارواح شريرة وتلك ارواح صالحة ام ان ( قتلانا في النار وقتلاكم في الجنة ) مع الاسف  هذاهو ازدواجية التفكير والتصرف الاوربي .. قامت الدنيا ولم تقعد لانه قتل 17 شخص اغلبهم من ذوي العيون والدم الازرق بينما في العراق كان يموت في اليوم الواحد خمسمائة وحتى الف ولم نسمع كلمة تاسف واحدة من اي دولة اوروبية ولا حتى عربية ولا من مجلس الامن ونفس الامر الالاف  من  القتلى في سوريا ولا من رد فعل !!!  نعود ونقول  المسلمون  في فرنسا والذين  من اصول جزائرية ومغربية وتونسيه يعيشون حالة  اجتماعية واقتصادية مزرية  ولم يستطيعوا الاندماج في المجتمع الفرنسي رغم ان الكثير منهم امهاتهم فرنسيات وانهم ولدوا في فرنسا  .. كما ان المجتمع الفرنسي رفض ان يتعايش معهم ورفضهم  ..وكانت البطاله متفشية بينهم واغلبهم يعمل في واحدة من هذه الاعمال اما المخدرات او السمسرة في شوارع ( البغاء في باريس وبقية المدن ) او السرقة حتى بات معروفا اذا سرقت حقيبة امرأة في الشارع فعلى الاغلب السارق هو مسلم من شمال افريقيا .. هذه الحاله الاجتماعية المزرية هي التي دفعت بعضهم الى الاتجاه الى السفر للقتال في سوريا او في العراق ,, انهم بلا هوية بلا اهل بلا عائلة بلا ماوى ! ضياع تام!  اذا ليس هناك من شيء يخسره ( ربما ليربح الجنة كما يصور له الامر )  ويصبح امر تجنيده للقتال مع الجماعات الارهابية امرا سهلا وهو فعلا ماحصل .. وارجو الانتباه الى هذه المسالة لانها تنطبق حتى على العراقيين الذين ينتموا الى هذه التنظيمات ( الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه ) … لكن ماهو دور الدولة الفرنسية او بالاصح المخابرات الفرنسية التي ترصد تحركات هؤلاء وتراقبهم  بدقة متناهية .. عندما بدأت ( القاعدة )
عملياتها باستقطاب ( المجاهدين ) للقتال في سوريا  او في العراق غضت المخابرات الفرنسية الطرف عن ذهابهم الى هناك لا ( بل شجعت ذهابهم ) وهي تحقق هدفين من ذلك اولا انها تتخلص من خطر هؤلاء ومن خطر الارهاب  وتبعده عن اراضيها وافضل طريقة للتخلص منهم ارسالهم الى سوريا او العراق ( والى جهنم القاتل والقتيل هكذا كان تفكيرهم )   والا  هل من المعقول فرنسي كان مسجونا بتهمة الارهاب ويسافر من مطار شارل ديغول الى تركيا ويسهل له السفر وهم يعرفون انه ذاهب الى سوريا ؟ كيف يفسر الامر ؟؟ الا بمعرفة السلطات الفرنسية بتفاصيل مهمته .. والامر الثاني حاولت فرنسا  تقديم المساعدات الى جبهة النصره لتقويض  النظام السوري وكان ذلك بتقديم المقاتلين لجبهة النصرة والى القاعدة بعد ذاك والى داعش لاحقا  .. لكن فات على فرنسا  وماذا   بعد عودة هؤلاء الى بلادهم ؟ (ولم تقرأ التاريخ جيدا كيف انقلب العميل الامريكي  ابن لادن  على اسياده )  وماذا سيحصل  بعد انتهاء القتال او تغير الظروف وهو فعلا ماحصل عندما بدأ هؤلاء بالعودة او بالهرب من سوريا والعراق .. ولذا  من المنطقي ان لا تبقى فرنسا بعيدة عن الاعمال الارهابية لا بل ان اغلب دول اوروبا ستتعرض لعمليات شبيهة بما جرى في فرنسا ..  ولكن الصحيح ايضا من الجانب الآخر  سوف لن يسلم المسلمون في فرنسا واوروبا من التطرف اليميني لقد كان اليمين المتطرف في فرنسا ضد اعطاء اي حقوق للمسلمين او المتجنسين وكان يطالب بتشريعات قوانين كلها  ضد هؤلاء وتحد حتى من حريتهم  وكان يقف بوجه هذا التطرف  اليسار وحتى اليمين  ولكن الان من المتوقع ان يصبح اليمين والاشتراكيون  واليسار في فرنسا  واوروبا  اكثر تطرفا من اليمين المتطرف  بعد الذي حصل .. لقد قدم الارهابيون هديه كبيرة لليمين المتطرف للتشدد ضد المسلمون  الفرنسيون من اصول شمال افريقيا وحتى ضد الفرنسيون من  كمبوديا ومن فيتنام  .. الامر الغريب ان ثلاثة ارهابيون هزوا فرنسا واوروبا فما بال العراق او سوريا  عندما يدخله عشرون او اربعون الف مثل هؤلاء الثلاثة ؟؟؟  لقد حصدت فرنسا ما زرعته بمحاولة مساعده الارهاب  للقيام بعمليات ضد النظام السوري او ضد النظام في العراق … بالمناسبة ان هذا الامر لا ينطبق على فرنسا فقط بل  ان الكثير من الدول تتبع مخابراتها هذه الطريقة فالجزائر تسهل سفر المتشددين الجزائرين ( للجهاد) للتخلص من شرورهم في الجزائر ونفس الامر مع المخابرات المغربية التي تسهل سفرهم الى العراق وسوريا وكذلك  تفعل تونس وتركيا … انها طريقة سهلة من طرق المخابرات ومبدأ  شائع استخدامه ابعد الشر عن بلدك وساعد اللصوص او المسجونين او المسجلين خطرين ساعدهم للسفر بعيدا عن بلادك  !!!ولكن ما لم ينتبه عليه تلك الدول خطورة عوده هؤلاء الى بلادهم الاصلية .. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب