أصدرت مؤوسسة ألشهداء في ألعراق قبل ثلاثة أيام فرمانا يغير صفة ألزعيم قاسم من شهيد ألى صفة قتيل في سجلاتها لأن صفة ألشهادة حسب ألتعليمات تشمل فقط ألذين قتلوا بعد أنقلاب 68ولايشمل من قتلوا أو أعدموا قبل هذا ألتاريخ؛كما صرح به ألمتحدث بأسم ألمؤوسسة؛ومن خلال مظهره وطريقة لبسه يبدوا أنه ينتمي ألى ألمرجعية ألتي أصدرت فتاوي في تشجيع ومساندة أنقلاب شباط ألأسود.ربما صدر هذا ألقرار بعد جلسة تعزية وخطاب {روزخوني} وبعدها وليمة تمن وقيمة؟!!.
أن هذا ألقرار أهانة لكل قيم ألوطنية وأستهتار وأستفزاز لمشاعر ألملايين من ألشرفاء وألوطنيين من ألعراقيين ؛ألذين عاشوا حقبة ألنضال ألتي قادها ألشهيد قاسم بوجه هجمات ألتتار ومن يقف ورائهم ؛لقد سخر هذا ألقائد ألوطني حياته من أجل ألفقراء ودافع عن أستقلال ألعراق وكرامة ألعراقيين وأستشهد من أجله ؛ولم يجدوا بحوزته بعد أستشهاده سوى خمسة دنانير وكان يعيش في غرفة بائسة متواضعة لاتختلف عن ألغرف ألتي تعيش فيها ألعوائل ألفقيرة في ألأحياء ألقريبة من وزارة ألدفاع كالحيدرخانة وغيرها ؛سعى لأسعاد ألناس ببناء دور سكنية للفقراء في كل أنحاء ألعراق ونقل ألناس ألذين يعيشون في ألأكواخ وقرب ألمستنقعات ألى مدينة حديثة سماها مدينة ألثورة؛وكالعادة بدلا من شكره على جهوده ورد ألجميل قام بعض من وجهاء هذه ألمدينة وعلى لسان سمير عبد العزيزألنجم بالمطالبة بتسميتها بمدينة صدام ثم حول أسمها ألى مدينة ألصدر بعد ألسقوط ولم يساهم أي منهما بوضع طابوقة واحدة في أسسها وكما يقول ألشاعر{ ومن يصنع ألمعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليك وتندم}.
وهذه ألقرارات ألتي تصدرها مؤوسسات ألمنطقة ألخضراء تدل على عقلية من يحكم ألعراق ومن ورائهم ؛فهي تثير ألسخرية وألأستنكار ؛لأنها تمثل أهانة ونكران ألجميل للشهداء الذين ضحوا من أجل ألعراق وألدفاع عنه ضد ألغزو ألخارجي وألتخريب ألداخلي ؛فهل نطلق على شهداء ثورة ألعشرين قتلى !!فقد أستشهدوا قبل أنقلاب 68 وماذا نطلق على ألذين تصدوا للأنقلاب ألفاشي في شباط 1963.
ومن خلال هذه ألتوصيفات فأن محمد عايش ومحمد محجوب وغانم عبد ألجليل وغيرهم من عصابات ألبعث ألفاشي شهداء؟!!لأنهم أعدموا بعد68وأن ألشهداء عبد ألكريم قاسم وطه ألشيخ أحمد وفاضل عباس ألمهداوي وكنعان سليم حدادألذين أعدموا بدون محاكمة وبقية ألشرفاء من ألمدنيين وألعسكرين ألذين قاوموا ألأنقلاب ألفاشي قتلى.
أن ألحكومة ألحالية وألمكونات ألسياسية ألمشتركة فيها لاتمتلك ألقدرة على قيادة بلد كالعراق فهي تتخبط في قرارتها ووضعت مصير ألعراق على كف عفريت ؛وجعلتنا نترحم على ألحكومات ألتي تشكلت في عهد صدام ومعظمهم من حملة ألشهادات ألأبتدائية وقطاع ألطرق وألبلطجية مثل عزةألدوري وعلي حسن ألمجيد وحسين كامل ومن لف لفهم ؛فأذا كانت هناك حسنات تذكر لحكومة وبرلمان ألمنطقة ألخضراء هي ألقرارات ألمتناقضة وألتزاحم على سرقة ألبلاد وتهريب ألأموال الى خارج ألحدود ؛ومن يتابع ألمقابلات ألتي يجريها ألوزراء وألنواب في ألفضائيات ؛يشعر بأننا لازالنا نعيش بعقلية ألقرون ألوسطى ويتحدثون بالنيابة عن مراجعهم ألدينية وألعشائرية وألعرقية وألشعب في وادي وهم في وادي أخر.
عجزت ميزانيات ألعراق ألفلكية أن تقيم تمثالا يليق بمفجر ثورة تموز وبقية شهداء العراق ألأبرار وحتى متحف ثورة ألعشرين في ألنجف تمت أزالته وحلت محله مقبرة وتمتلئ ألمدن ألعراقية بمقابر لرجال دين تحتل مساحات واسعة من ألمدن وصرفت عليها مئات ألألوف من ألدولارات ولازالت تتوسع وتصاحبها سرقة تخصيصات بناء ألمساكن للفقراء وذوي ضحايا ألنظام ألسابق؛فكما كان كل شيئ في العراق بأسم ألقائد ألضرورة ؛ألشوارع وألمستشفيات وألجامعات وألمطارات ؛تحولت تسميتها بأسماء رجال ألدين وما أشبه أليوم بالبارحة ؛وكأننا نعبد أشخاصا؟!!يوجد شارع واحد في مدينة ألنجف سمي شارع ألرسول {صِ} في زمن ألحكومة ألملكية؛فهل توجد شوارع في ألعراق ألجديد بأسماء شهداء وبدر وأحد مثلا؟!!.أن مايجري في ألعراق ألجديد مهزلة بكل ألمقاييس!! ؛ألشهادة لاتمنح بالفرمانات أنها حق مكتسب تمنحه ألشعوب لأبنائها ألذين يضحون من أجلها ولاتتنزع من قبل مؤوسسات يشرف عليها ألأميين وألجهلة ؛سيبقى شهداء ألعراق في قلوب ألملايين عبر ألتاريخ ولن يمحى ذكرهم من صفحات ألتاريخ بقرارات يصدرها مجموعة من ألنكرات وألأقزام؛ سيبقى ألشهيد قاسم ؛منارا وملاذا للعراقيين ألشرفاء محفورا في ضمائرهم ولن تمحوه من عقول وذاكرة الشعب ألعراقي حفنة من ألحاقدين على ألوطن وتاريخه ألمشرف وكما يقول ألشاعر {وأذا أتتك مذمتي من ناقص فهي ألشهادة لي بأني كامل.