23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

فرق الموت الديمقراطية  

فرق الموت الديمقراطية  

القتل ليس فقط ان تريق دم انسان ، وانما اراقة دماء احلام الشعوب في بناء أوطانها ، الصنف الاول واضح المعالم ، ومعروف الغايات ، وبين لكل ذو عقل بسيط ، بينما اغتيال احلام الجماهير تحت يافطة الدفاع عن حقوقهم ، يحتاج الى عقول رشيدة ، وواعية وتدرك ما يجري حولها ، لانها بسذاجتها ستتبع الجزار لانه يحمل جرساً ، يرن كل يوم في وسائل الاعلام ، ودليل حقانيته صوته المرتفع ، وهو الذي يملك الحق المطلق ، وما سواه باطل محض من وساوس الشيطان الرجيم ! الاستجواب البرلماني هو استفسار ، يقدمه مجموعة من النواب الى وزير معين ، يعاني من غموض في خطواته او مصروفاته او مشاريعه ، ولا يمكن تسميته او وصفه بأنه اتهام ، كونه من اكثر الحالات صحية ، ودليل على ديمقراطية النظام ، وسياق عمل روتيني وطبيعي للنظام البرلماني ، اذ لا يمكن تخيل نظام برلماني بلا استجوابات للسلطة التنفيذية لتقويمها تارة ، وأشعارها بوجود من يراقبها ويضع عليها القيود تارة ٌ اخرى عند لقائنا ببعض النواب في فرق الموت الديمقراطية ، وسؤالهم عن أسباب اقالة بعض الوزراء ، أجابوا ان الوزير المقال (س) أجوبته مقنعة ، ولم يكن عليه ما لم يفعله غيره ! ، ولكننا مجبرون على اقالته ، لأنه من الكتلة (ص) ، ومن اهدافنا الاستراتيجية كسر شوكت رئيس كتلته المتجبر ، فحمل وزر رئيس كتلته هذا المسكين ، وما أتهم به حق ، ولكن غاية الاستجواب لم تكن حقة ، فهل استئجار طيارة خاصة هو اول من فعلها ؟ ، ام بناء بيت لم يسبقه بها احد ؟ ، بينما قام قارون ببناء قصر ب( ١٢ ) مليون دولار من أموال القمة العربية ، ومن يدعي الاصلاح يجب ان يتمتع بالصلاح قبل وبعد مطالبته ، اذ ما يحرم على ( س ) فهو حرام عليه مسبقاً ، ان المنطق يقول بفساد الفعل بغض النظر عمن قام به ، وبغير هذا المنطق فلا حق ولا اصلاح ولا صواب في اي مطلب . انقسمت الفرق لقسمين ، بتعدد أسباب موقفها ، وبالنتيجة اتحدت في مطاليبها ، لتشكل فريق واحد ظاهراً ، محتفظ بهوية الفرق المكونة له ضمناً ، فكان الفريق الاول مجموعة من النواب الذين اتخذوا موقفاً من الوزير لانه أضر بمصالحهم ، او لم يعطهم مطالبهم ، اما الفريق الثاني فهو صاحب نظرية الحق الالهي المسلوب ، ومبتغاه اسقاط الحكومة برمتها ، وعلى الهامش مجموعة من محترفي فن الركمجة السياسية ، ينعقون مع كل ناعق ! الفلسفة السياسية التي يتصف بها الساسة ، تباينت منذ سنين ، اذ لم تقتصر على الاختلاف او الخلاف ، وانما وصلت حد التناقض الصارخ ، بين من يطلب السلام ، وبناء دولة المؤسسات العادلة ، واضعاً هذا شعاراً له ، قولاً وفعلاً وان وصف بالانبطاح ! ، وما اجمل انبطاح في خدمة الوطن ، بينما أتسم شعار الاخر بالتصعيد حتى اختار له أيقونة مميزة ، استهلها بقول ( أنا للحرب وأنا اليها راجعون ) .