22 ديسمبر، 2024 8:57 م

فرق الموت الايرانية في اكتشاف متأخر جداً

فرق الموت الايرانية في اكتشاف متأخر جداً

fتاريخ 30-11-2018 نشرت صحيفة ( ديلي تلغراف) اللندنية تقريراً عن اعتزام ايران تشكيل فرق للقيام باغتيال الشخصيات السياسية وغير السياسية من المغضوب عليها لديها في العراق ومن الذين يناصبون المصالح الايرانية وسياساتها العداء، وبعد ترجمة التقرير الى العديد من لغات العالم و بثه في اكثر من قناة اعلامية، انشغل الكثير من السياسيين و المعلقين بالخبر، ووقف بعضهم، ومنهم السياسي العراقي المخضرم مثال الالوسي رئيس حزب الامة العراقية، عند النقطة في التقرير والتي نصت على تهديد ايران بحرق بغداد والذي ورد في رسالة تهديد لها الى امريكا التي اتهمتها ايران بالسعي لتقليل دورها وتحجيمه. ومن الطبيعي ان تكون الاداة المنفذة للتهديد الايراني الميليشيات الشيعية الموالية لايران في العراق التي تتخندق في الخط الامامي دفاعاً عن مصالح طهران ومخططاتها والملاحظ في نشاطات فرق الموت الايرانية انها تستهدف المعارضين الايرانيين فقط، وليس المنتقدون لها من ابناء الامم الاخرى، فتلك الفرق قتلت اكثر من 460 معارضاً كردياً ايرانيا على امتداد الاعوام الماضية في محافظة السيلمانية وحدها، وامتدت اغتيالاتها في الاسابيع والشهور الاخيرة الى محافظة اربيل. حين اقدمت على محاولة فاشلة لاغتيال ( حسين يزدان بنا) قائد ومؤسس حزب حرية كردستان وجناحه العسكري ( بيشمركة الحزب) وذلك على الشارع (120) ي في اربيل، وفي منطقة بنصلاوة الى الشرق من اربيل اغتالت مسؤولاً عسكريا للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وفي قضائي سوران ورانية نفذت اعمالاً مماثلة وطالت الاغتيالات الايرانية حتى المعارضين الايرانيين في خارج العراق، ففي اوروبا مثلاً اغتالت الدكتور عبدالرحمن قاسملو وفيما بعد الدكتور صادق شرف كندي قائدا الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني ولم تقتصر الاغتيالات على هاذين المعارضين الكرديين في اوروبا، بل انها حصدت ارواح اكثر من 75 ايرانياً معارضاً ومنن مختلف الجنسيات في اوروبا ايضا. وعبرت الاغتيالات الايرانية الاطلسي الى الولايات المتحدة التي قتل فيها نحو 36 معارضاً ايرانيا. نعم ايران تركز على قتل معارضيها من الجنسية الايرانية وتعطي الاولوية لقتلهم والملاحظة الثانية لكاتب المقال، انها (ايران) تترك امر نصفية المعارضين لسياساتها من ابناء الامم والدول الاخرى الى الاحزاب والميليشيات التابعة لها، فعلى سبيل المثال وذلك وفق تقرير امريكي نشر يوم 12-9-2018 ان حزب الله الموالي لايران تورط بخطف 91 اجنبياً في لبنان عام 1982 بينهم 25 امريكي، وتورطه ايضاً في تفجير السفارتين: الامريكية والفرنسية في الكويت عام 1983 وفي العام نفسه، فجر الحزب المذكور السفارة الامريكية في بيروت وتسبب التفجير في قتل 63 شخصاً كانوا داخل السفارة. اضافة الى ضلوعه في تفجير الخبر بالسعودية عام 1996.. الخ من اعمال قتل وارهاب نفذها الحزب المذكور بالنيابة عن ايران. وبعد سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 قام عملاء النظام الايراني بقتل العشرات والمئات من رموز العرب السنة، من ضباط طياريين ورجال دين واساتذة جامعات وصحفيين والعديد من السياسيين في العراق.
لقد استغلت الاوساط المخابراتية الايرانية السياسات الامريكية المائعة والذليلة حيال التصرفات الارهابية الايرانية منذ عام 1979 اذ جابهت امريكا احتلال ايران لسفارتها في العام المذكور واستيلائها على اكثر من 7000 وثيقة سرية بما يشبه الصمت في حين رأيناها ( امريكا) كيف هبت عام 1986 لقمع انقلاب مجموعة من الضباط اليساريين في ( كارينادا) في امريكا الوسطى وقبله شنت هجوماً على كوبا لأرغام حكومة فيدل كاسترو على التراجع عن سياساتها الموالية للاتحاد السوفيتين السابق والذي جعل ايران تتمادى في مشاريع الاغتيالات والتدخلات هو استمرار امريكا على سياستها المشبوهة والمعيبة حيال ايران، فالاجراء الذي اتخذته لتغيير سفيرها وطاقم سفارتها في بغداد، لم يكن الهزيمة الوحيدة لأمريكا امام التهديدات الايرانية فقبل اسابيع من الان وفي 29-9-2018 عندما قام عملاء طهران بتويجه صواريخ نحو القنصلية الامريكية في البصرة فان امريكا بدلاً من ان ترد بالمثل سرعان ما قامت بمطالبة دبلوماسييها بمغادرة البصرة. نعم ان الموقف الامريكي المائع والمشبوه والمساوم شجع ايران اكثر فاكثر للقيام بالاغتيالات وقصف مناطق كردية في كويسنجق وحاج عمران وسيدكان بين فترة واخرى. واذكر انه على اثر قصف ايران لبلدة كويسنجق الى الشرق من اربيل، هدد محمد حسين باقري رئيس اركان الجيش الايراني بمعاودة القصف ( ان لم يقم العراق بتسليم النشطاء الكرد لأيران).أعود الى عنوان المقال واقول واكرر، ان القول، باعتزام ايران على تشكيل فرق للاغتيالات في العراق، يبدو كأكتشاف متأخر للغاية، بحيث يثير في النفس التهكم، اذ منذ نحو (30) عاماً اي بعد ازاحة النظام الشاهنشاهي عن الحكم في ايران عام 1979 فان ايران وفي اطار ( تصديرها للثورة الاسلامية) الى العالم الاسلامي وبالذات العالم العربي، ان القول هذا سابق على خبر ديلي تلغراف بسنوات وعقود وطوال السنوات والعقود هذه لم يكن هناك من رادع لأيران و السنوات والعقود هذه لم يكن هناك من رادع لأيران خلال تلك الاعوام والى الان فان تهديدات ايران لأمريكا والعالم لم تتراجع بل وترجمت الى افعال واعمال. بتاريخ 30-11-2018 ورد في خطبة امام جمعة طهران ( سيد محمد حسن ابو ترابي) دعوة الى تعبئة المستضعفين في العراق وكل من سوريا لبنان وفلسطين واليمن وتحت امرة مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي، وسبق الدعوة هذه اخبار عن قيام حلف خماسي يضم : ( العراق وسوريا و قطر وتركيا) اضافة الى ايران وسمي الحلف ايضاً بالقوة الاقليمية، ما يفيد ان ايران لاتتوقف عند الاغتيالات والتصفيات الجسدية لخصومها انما ستكون حربها اوسع واكبر على العالم وسط هزال الموقف الامريكي. وبعد كل الذي رأينا وعلى خلفية الاستعراض الموجز للشقاوة الايرانية ترى من الذي يمنع ايران من مواصلة الاغتيال والقتل والتدخل وشن الحروب؟
اكرر ان فرق الاغتيالات الايرانية سابق على تقرير ديلي تلغراف وان ايران تملك من العدة والعتاد واسباب الحرب الكثير ، بحيث بدفع بها الى ارتكاب عظائم الامور.