23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

فرقة فينوس المسرحية .. توهج في الابداع والتألق

فرقة فينوس المسرحية .. توهج في الابداع والتألق

توجه جديد لطلبة الكليات في جامعاتنا لقيادة النشاطات اللاصفية بتكوين فرق مسرحية تقدم مسرحيات او مشاهد مسرحية هادفة في المناسبات وغيرها . فخلال زيارتي لاحدى كليات جامعة بابل وهي كلية العلوم للبنات لحضور احتفالية خاصة لتلك الكلية آثار انتباهي عرض مسرحية على درجة من الجودة والاختيار اشتركن فيه عدد قليل من الطالبات . لمست في هذا العرض حجم الابداع والنجاح في تجسيد شخصيات المشهد فضلا عن حب التمثيل والرغبة من قبل الطالبات للوقوف على خشبة المسرح .
وعلى الرغم ان الكلية غير متخصصة بالفنون وهي كلية تدرس العلوم الا ان القائمين حرصوا على تأسيس فرقة مسرحية وهي جهود فردية من قبل تدريسية وعدد من الطالبات اطلقن على فرقتهن اسم ( فينوس ) . وبعد العرض التمثيلي الذي اتسم بهدف نبيل يعبر عن تقويم الاخلاق في المجتمع ( وهو الهدف الازلي لمسرح الجامعة ) التقيت التدريسية زينب حيدر مدربة الفرقة ومؤلفة المشاهد المسرحية التي اكدت ” ان تأسيس فرقة مسرحية من قبل طالبات هو تحد كبير بحد ذاته لانه اعتدنا ان الفتاة في مجتمعنا لا تستطيع القيام بهكذا نشاط . وغالبا مايكون التمثيل وتجسيد شخصية المرأة فيه من قبل طلاب ذكور . ولكن فرقة فينوس قلبت المعادلة ومثلت بكل حرية وجسدت الطالبات شخصيات رجالية بدلا عن ذلك كون الكلية كلية خاصة بالطالبات . ” واشارت المدربة ان هذا العرض للطالبات يمثل خامس عروض الفرقة . حيث اشارت المعطيات ان الطالبات نجحن بعروضهن في معظم المناسبات وتقديم مسرحية جديدة في كل مناسبة .
هذا الحدث والحديث كان قبل سنتين من الآن . وبعد زيارتي للكلية نفسها خلال الايام الماضية سألت عن السيدة زينب مدربة الفرقة لاسألها عن مصير فرقة فينوس . فقالت وقد ارتسمت على محياها ملامح تعكس حالة من الاحباط واليأس ان عمل الفرقة توقف لعدم وجود دعم حقيقي وان الجدول اليومي للمحاضرات متخم ولا مجال للطالبات من القيام بنشاطاتهن اللاصفية . ثم بعد ذلك اجتمعت بطالبات الفرقة بحضور السيدة زينب واستفهمت منهن عن المشكلة فقلن بصوت واحد انهن لايجدن الوقت الكافي خاصة وان سير المحاضرات يتجه نحو حرمانهن من فترات الراحة . واكدن ان كل محاضرة تأخذ ساعتين من الوقت وكل يوم يأخذن ثلاث محاضرات مما يعني ست ساعات متواصلة . في حين تشير السيدة زينب ان ضيق اماكن الكلية وقلتها حال دون وجود مكان للتدريب وكنا في السابق ادرب الطالبات في احد المختبرات . وفي احايين كثيرة يقطع برنامج التدريب وبشكل متكرر لوجود محاضرة تتزامن مع اوقات التدريب . وهكذا دواليك .
نقول ان حجم المعاناة الذي تتلقاه الفرقة من تلك الظروف اسهم بسكل كبير عن توقف اهم منجز ابداعي شهدته الكلية خلال سني تأسيسها خاص بالنشاطات اللاصفية وهو تأسيس فرقة مسرحية لم تجرؤ كلية في جامعاتنا قاطبة من تشكيل هذا الحدث . فكانت العروض المسرحية وما زالت في جامعاتنا مرتجلة من قبل الطلبة دون وجود كيان فني يمارسون نشاطهم تحت مظلته .
لذا ندعو عمادة الكلية الى توجيه رعايتها واهتمامها لهذه الفرقة واعادة عملها لانها منجز ابداعي عليها ان تفتخر به . وان تنظم اسلوب المحاضرات واوقاتها مما يتلائم مع توجهات الطالبات نحو ممارسة نشاطاتهم الابداعية وان تفرز له حيزا زمانيا ومكانيا له . كما ادعو القيادة في الكلية والجامعة من تكريم افراد الفرقة ومدربتها لاضفاء حافز التشجيع لهن وهذا اقل من المطلوب . لاسيما وان المسرح اهم الفنون الجميلة التي تتوجه نحو تقييم حال المجتمع وتقويمه تسعى له الدول بغية نشر الثفافة والذائقة الفنية بين افراد المجتمع .