قبل أيام استمعت لصوت عراقي من انوثة الشوق المغترب في بحته وجماليته وأظن ان هذا الصوت لمطربة موهبة اسمها ليلى خلف من ضمن عضوات الفرقة الانشادية والغنائية ( طيور دجلة ) والتي اسسها الموسيقار العراقي المبدع علاء مجيد في العاصمة السويدية استوكهولم .أعادني جمال الصوت وعذوبته الى شذى لحن ازمنة الحب في حياتنا ، يوم كانت سليمة مراد وزهور حسين ووحيدة خليل ومائدة نزهت وهيفاء وهبي وهن يضربن في جلمود الصغر عاطفة حلم الطفولة والصبا والشباب ، ويوم كانت اطياف الضفاف البارد تدون وتنحت على الطين أساطير احلام الفقراء والانبياء والشعراء .صوت ليلى مزيج من هواجس الذكريات في ايقاع صوت المطر النازل على خدود الصفصاف وسعف النخيل ونحيب امهاتنا يوم تأتي النعوش الى ليل الشوارع بخواطر الشهداء وامنيات ذهبت عند حزن الشظايا . لهذا يشعرك الغناء المغترب أن الروح اينما سار بها الهوى انما وسادتها هناك في العراق.فرقة طيور دجلة ذلك التجانس الصعب والمتشكل من الانوثة فقط ومن مبدعات هاويات وبشتى المهن . ربة المنزل وخريجة الجامعة وربما الطبية والمحامية وموظفة السوسيال ومعلمة روضة الاطفال .المسلمة ، والمندائية ، والمسيحية الاثورية والكلدانية ، والتركمانية والكردية وربما الايزيدية بينهن .هم المزيج الساحر للطيف العراقي بشتى تنوعه وأطيافه ، وتلك ربما اول جهة مبدعة ومحترفة في تقديم مواهبها من استطاعت ان توحد العراق الخارج اكثر ممن توحده في الداخل .فرقة طيور دجلة ، الأيقاع المسكون بفتنة الاشياء وعطرها عبر جمالية الصوت هي واحة لراحة ايامنا من ضغط النأي عن بيوتنا البعيدة من الم البرد وانتظار اصوات امهاتنا في الهاتف الارضي او النقال في سحر عبارتهن ( يمه شلونكم زينين .ويلادك شلونهم ..مرتك هم تسأل عليه ..)فرقة طيور دجلة المزيج الدافيء لحنان الصوت والانوثة في ايصال رسائل الحب والسلام ، وربما تجقق من رسالتها الكثير عندما خرجت من عتمة وليل وبرد العاصمة السويدية لتذهب الى امكنة كثيرة واهمها انها عادت قبل ايام لتقدم حفلا غنائيا رائعا في دارها البعيدة ( بغداد )
بقيادة الموسيقار نصير شمة .يقال ان مؤسسها هاجر السويد الى لندن ، ولاادري ان بقيَّ الموسيقار علاء مجيد يقود الفرقة ام ترك الطيور وحدها تواجه التيار والرياح والكثير من التدخلات من الوسط الفني والاجتماعي والسياسي في عملها.عموما ….هذه الوردة العراقية التي عطرها بحة وشجن وشذى حناجر جاءت من ازمنة المرأة التي تشكلت مع خواطر قيثارة شبعاد التي اسمها الحقيقي هو ( بو ــ آبي ) . تثير عبر اشواقها واغانينها رغبة ابقاء الصوت الجميل عند الهاوية ليلى وغيرها من عضوات الفرقة ، تثير فينا خواطر اللهفة والحنين الى ما تركناه هناك .انهن طيور تحلق في سماء الابداع ، قامات شامخة ووجوه جميلة في أنوثة تواريخنا السومرية والبابلية والآشورية والتي تبدوا مثل نخيل العراق وهن يرتدين ثياب الهاشمي ويرسلن عبر طراوة وحلاوة الصوت امواج عطر مودتهن في ندى التخيلات والسماع والبهجة .فرقة طيور دجلة في انشادها الجماعي والمنفرد إنما يرسلن رسالة واضحة ان العراق الجميل هو عراق الحلم والابداع وغرام الهة الاساطير وليس عراق اللصوص والتكفيرين والقتلة .تلك هي رسالة الطيور .وعلى دجلة الخير ان يصنع من موجه خواطر فرات ودموع فرح ويرسلها اليهن بالبريد المسجل مختومة بطابعٍ عليه خارطة العراق.