بالرغم من مرور أكثر من عامين على إعلان الفتوى الجهادية الكفائية التي أنطلقت من عرين المرجعية الرشيدة إلا أن جذوتها لا زالت ملتهبة في نفوس الكثيرين من أبناء الوطن ويسارعون الخطى بإستثمار الوقت لزح أرواحهم وأنفسهم في ركب الإستجابة لها إيمانآ منهم بضرورة تدوين أسمائهم في سجلات تأريخ مواجهة وصمود وتحدي ومنازلة ودحر لأعتى هجمة بربرية ضد الإنسان في هذا البلد ، ولم تكن الإستجابة مقتصرة على شريحة مجتمعية معينه أو منطقة بحد ذاتها أو أعمار محددة بل كأنها سيل جارف يحمل بين ثناياه الجميع . بعد أن حط شهر رمضان الكريم رحاله هذا العام في البصرة الفيحاء شرعت فرقة العباس ع القتالية في هذه المدينة بفتح أبوابها لإستقبال المتطوعين الراغبين بالتدريب في معسكرها على مختلف صنوف الأسلحة والفنون القتالية .والإشتباك وحرب المدن والقصبات على يد أمهر المتخصصين في هذا المعترك العسكري فتوافدت الجموع للدخول في هذه الدورات التدريبية وفاقت أعدادهم ماكان متوقع ومهيأ وبفضل الباري سبحانه وتعالى تم تجاوز كافة المعرقلات لتنتهي الدورة التدريبية بأكمل أوجهها وغمرت جميع المتدربين فرحة التخرج وكذلك المدربين وكل كوادر العمل سعادة لا تصفها الكلمات . وحين زحف خفافيش الظلام في لحظة من الزمن الأغبر ليهدروا الدم الحرام في زاوية من زوايا الكرادة وأعقبها تجاوز على مرقد أحد الأولياء الصالحين من عترة النبي المختار عليه وعليهم آلاف التحية والسلام ناشد المتطوعون في فرقة العباس ع القتالية في البصرة إستعدادهم الكامل للدفاع والتضحية في أي موقع يطلب منهم وكأنهم يطلقون رسالة واضحة علنية نحن تدربنا لندافع عن الوطن ومقدساته ، ومن أجل تفويت الفرصة وتأمين المواقع الحساسة في المحافظة تم التنسيق مع إدارة الوقف الشيعي لحماية الأماكن المقدسة ومن أهمها جامع الإمام علي ع المسمى مسجد الخطوة لما له من أثر في نفوس البصريين وتوافد الآلاف من الزائرين عليه وخصوصآ في أيام عيد الفطر المبارك ، فكانت أولى ثمار التدريب أن توكل حماية هذا المكان الأثري المقدس لمتطوعي فرقة العباس ع القتالية في البصرة وعليه تم تفويج قرابة 200 عنصر من المتخرجين من دورات التدريب على أربع وجبات ضمن خطة أمنية متكاملة وتوزيع المهام بغاية الدقة وأداء الواجب بأكمل وجه فما أطيب وأحلى وأجمل هكذا زرع وهكذا ثمار ….