17 أبريل، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

فرقة  إبداع المسرحية مؤسسة فنية ، تواصل المعركة بسلاح واحد هو الفن من داخل العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

رأيته جالساً  ذلك الفنان المسرحي  الرائع وهو يضع يده على خده بعدما هاتفني  طالبا ً مني أن أجلب له دواء اً ينتشله من محنة المرض الأ وهو ” وهاب السيد ” عندما سمع بقدومي الى بغداد لزيارة والدي المريض الذي يئن هو الآخر من وطئة المرض وتقدم  السن  في مقهى الشابندر في شارع المتنبي في بغداد ،بعد أن تعكر مزاجه الصباحي من جراء الجموع التي جمعتها الحكومة وجعلتها على شكل طوابير تهتف للقائد وتنند للطرف الآخر بإسم الديمقراطية التي تكالبت عليها قوى سياسية ضالعة بتدمير الشعب العراقي وسرقة امواله وزجه بالسجون تحت مسميات عديدة ، بالأمس القريب كانت الأصوات المناهضة للحكومة في ساحة التحرير تردد شعارات الحرية ، والمطالبة بمحاسبة المفسدين الذين أبتلعوا حقوق الآخرين من قبل الحكومة التي تستلم زمام البلد وتسيطر على مقدراته قد أختفوا من هذه الساحة التي شهدت العديد من الاصوات المؤمنة بحرية الانسان الذي هو أغلى قيمة في هذه الدنيا كما تقول الإعراف السماوية ، بسبب كما عودنا ميدان التحرير في مصر من  إنتشار الشبيحة والبلطجية في غمرة الثورة ، عودتنا كذلك ساحة التحريرعلى هكذا أساليب وخاصة الذين يحاولون الإصلاح  وليس التغيير من أجل رفع الحيف الذي وقع عليهم وعلى ابناء شعبهم العراقي الذي مازال يشهد الموت المجاني الإرهابي  ، قال لي دعنا الان ندخل عالم الفن ، ماهي أخبار الفنانين العراقيين في أمريكا ؟ قلت له ،يابسة والحمد لله ؟ وهل جلبت الدواء ؟ نعم هو معي ، قلت له وأنتم هنا ؟ قال قمنا بتأسيس فرقة أو مؤسسة فنية تسمى فرقة ” ابداع ” المسرحية وتشتمل على تقديم الأعمال الفنية في التلفزيون والسينما فضلا ً عن المسرح وهي منظومة فنية أو قل مؤسسة متكاملة ونشرف عليها ولكن ينقصنا الإنتاج  ، وتعلم أن الفنان العراقي الآن  يعاني من أزمة الانتاج بسبب عدم الاهتمام الحكومي ، ووجود حيتان كبيرة في المؤسسات الفنية هي التي تسيطر على مقدرات الإنتاج الفني وتتلاعب به تبعا  ً للعلاقات والمصالح الشخصية الضيقة ولا داعي لذكر اسماءهم فهم معروفون ، المهم كيف تبلورت الفكرة في الوقت الذي تتصارع الناس هنا على المناصب والفلوس ، أجاب ضاحكا ً ! الخلافات والزعامات والرئاسات  هي الهم الشاغل لدينا في العراق الجديد ! هذه الفرقة هي بداية ومن منطلق الحرص على المشاركة في توسيع أعداد هذه الفرقة  وتمكينها   من ممارستها لعملها بشكل أفضل وأكثر اكتمالا ، ومن مؤسسيها الاستاذ الفنان”  علاء البهادلي ” والحاصل على شهادة الماجستير في الفنون المسرحية وبعض الأخوة من الفنانين المتميزين الذين لهم دور مهم في الساحة العراقية ، وقدمت هذه الفرقة مسرحية ” الصدأ ” وهي مسرحية كتبها الكاتب والناقد العراقي ” عباس لطيف ” وقمت بتمثيلها و إخراجها على مسارح المدينة ، وهذه المسرحية هي رحلة المعاناة والحيرة وشكلت حضورا ً متميزا ً من حيث التأليف والتمثيل والإخراج ، بعدها كان الشغل الشاغل بالنسبة لي مسرحية ” ساحة التحرير ” وهي مونودراما كما عودتنا من قبل على العديد من المسرحيات التي عملنا معك فيها إبان فترة الثمانينات والتي أخرجتها لنا ومثلّنا فيها ، وهذه المسرحية من تأليف الكاتب المغترب الفنان ” قاسم مطرود” واخراجي وتمثيلي ، وهي عودة الى ساحة التحرير ولكن هذه المرة على خشبة المسرح ، هكذا الفنان يمارس رحلة عذاب أخرى بسسبب الديمقراطية الجديدة التي مضت في تجاهلها لمتطلبات الفنان والمثقف وأولت على شوؤنه بطانة من الفاسدين لا يختلف فسادهم عن السياسيين وظل الفنان الحقيقي يصارع من أجل إيصال خطابه الفني الجمالي ليساهم بكلمة في العراق الجديد الذي ملأ السياسيون الفاسدون قاموسه الجديد بمئات المفردات الدخيلة بعد تماشيا ً مع مصالحهم الحزبية الضيقة بأسلوب إنتهازي لكسب المزيد ، فلم يبق للفنان أو المثقف الحقيقي سوى النحت على صخرة المستحيل وفق جهود ذاتية متواضعة للحصول على موطئ قدم في عراق اليوم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب