9 أبريل، 2024 7:25 ص
Search
Close this search box.

فرض المحال ليس من المحال (حقائق عن تنظيم الدولة)

Facebook
Twitter
LinkedIn

قد يبدو الموضوع غريبا للبعض … وقد يتهمنا آخرون بالانحياز والمبالغة والتوغل في الخيال…
فمن خلال بحث ومتابعة شخصية لتأريخ وتطورات مسيرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ عام 2004 ولحد اليوم توفرت لدي بعض المعطيات والاستنتاجات التي توضح حقائق قد لا يعلمها الكثيرون عن هذا التنظيم … وقد لا يتفق معها البعض ويظنونها ضربا من الوهم والخيال… ولن ألوم هذا البعض ولكن المستقبل القريب قد يبرهن على صحتها او العكس.

سأحاول الإيجاز قدر المستطاع … وهذا يستوجب حذف استعراض تاريخي وتأسيسي لهذا التنظيم الذي شغل العالم وأثار حفيظة دول عظمى بأسلوبه الخطابي المستفز والعلني وبإعلامه المتطور كمّاً ونوعا وقدراته القتالية المذهلة… فمن المعروف والمسلم به أن قيادات هذا التنظيم ومسئوليه الكبار هم عراقيون أغلبهم من القيادات العسكرية السابقة في الجيش العراقي الذي قام الاحتلال الأمريكي بحله عام  2003. كما أن معظم مقاتليه هم من العراقيين بينما يقدّر عدد المقاتلين العرب والأجانب فيه بما يقارب 25-35 % ، (وقد نشر موقع كتابات قائمة بأسماء بعض من هذه القيادات ووظائفهم ضمن التنظيم) … وشارك هذا التنظيم مع فصائل المقاومة العراقية الوطنية في مقاتلة الاحتلال لغاية إخراجه من العراق عام 2011. ويبدو أن قوات التحالف الدولي المحتلة خلال الفترة من 2004 لغاية 2011 كانت شديدة القلق وتستهدف هذا التنظيم بالذات وتحاول كشف أسراره واختراقه، وسعت الى مطاردته، ولكن العجيب أن كل إمكانياتها المتطورة وتكنولوجيتها العالية وأقمارها الصناعية لم تتمكن من كشف القواعد السرية التي ينطلق منها هذا التنظيم لتنفيذ هجماته ثم العودة اليها والتحصن فيها…!! وتعتقد القيادة المركزية لقوات التحالف الدولي الذي إحتل العراق عام 2003 أن هذه القواعد السرية تتركز في غرب العراق في منطقة تنحصر في الاراضي المحاذية للحدود السورية الاردنية مع العراق… وهي قواعد بالغة العمق تحت الارض وشديدة التحصين كان قد تم بناؤها بسرية تامة من قبل النظام السابق في الفترة ما بين 1991-2003. وبعد الاحتلال تعرضت القوات المحتلة في تلك المنطقة والمناطق القريبة منها لعدة هجمات نوعية ليلية قام بها التنظيم وتكبدت فيها قوات المارينز خسائر فادحة وفي الصباح تقوم هذه القوات وطائراتها بالبحث عن المهاجمين فلا تجد أي أثر لهم وهذا ما أكد للمحتل بأن هذا التنظيم يمتلك قواعد سرية تحت الارض في تلك المنطقة… فقامت تلك القوات بنبش الأرض واستخدمت طائرات خاصة للرصد الجيولوجي لاكتشاف أعماق الأرض ولكنها عجزت بالكامل عن أن تجد أي أثر يدل على وجود هذه القواعد !!

وللتنظيم قواعد حصينة أخرى منها في وادي حوران شديد الوعورة الممتد من حدود العراق الجنوبية الى حدوده الغربية والتي حاولت قوات المالكي مهاجمتها في نهاية عام 2013 وادعت أنها وجهت ضربات قاصمة للتنظيم هناك إلا ان الحقيقة ظهرت بعد ذلك وهي أن القوات الحكومية لم تحقق أي هدف من أهدافها في تلك المنطقة.

ومن ضمن قواعد التنظيم السرية وأشدها حصانة ومنعة هي تلك الموجودة في سلسلة جبال حمرين الممتدة من المناطق المحاذية لأطراف محافظة ميسان وشمالا الى قرية باونور قرب محافظة السليمانية … وقد حدثت فيها أول مواجهة عسكرية مباشرة بين القوات الإيرانية والمليشيات العراقية المساندة لها من جهة وبين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في ناحية منصورية الجبل التي نقع بالقرب من الحدود الإيرانية وقد انتصر فيها التنظيم وأبيدت القوات المهاجمة عن بكرة أبيها … ولكن الإعلام الحكومي والمتواطئ تكتم على هذه المعركة ولم يعلن عنها شيئا حفاظا على معنويات قواته المنهارة. والرابط التالي يوضح تفاصيل المعركة التي حدثت هناك قبل عدة أشهر.

https://www.facebook.com/video.php?v=304360189758191&set=vb.301679026692974&type=2&theater

 

ويعتقد أن للتنظيم قواعد سرية في مناطق أخرى من العراق كان النظام السابق قد أنشأها بعد غزوه للكويت وتأكده من النوايا الأمريكية في إسقاطه خلال السنوات القادمة … كما يعتقد أن رئيس النظام السابق قد فرّ الى أحد هذه القواعد في اليوم الذي دخلت فيه القوات الامريكية الى بغداد في نيسان عام 2003. والبعض يقول أنه ما زال هناك يدير العمليات العسكرية مع قادته المقربين والمخلصين الذين أسسوا هذا التنظيم معه !!

وقد دخل تنظيم الدولة الاسلامية الى الاراضي السورية في عام 2012 … وهو اليوم يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والمنشآت النفطية فيها والتي تساهم في تمويله … ولا يستبعد أنه قد قام ببناء قواعد سرية أخرى له على الاراضي السورية خاصة وأن عاصمة دولته تقع في مدينة الرقة وتمتد أراضي دولته ما بين العراق وسوريا وتبلغ مساحتها أكبر من مساحة بريطانيا.

 

ومن المثير للتساؤل، هو القلق الدولي المبالغ فيه من هذا التنظيم بحيث أن الأمريكان أنشئوا تحالفا دوليا واسعا ضده وصرح قادتهم بأن الحرب على التنظيم تستغرق 30 عاما للقضاء عليه !! …

فهل يعلم الأمريكان ما لا يعلمه غيرهم عن حقيقة وقوة هذا التنظيم الذي قاتل جيوشهم الجرارة منذ عام 2004 ولحد إخراجها صاغرة عام 2011 ؟!!!!

ولماذا يأتون اليوم بتحالف أكبر من تحالفهم الذي احتل العراق وأفغانستان في مطلع هذا القرن ؟ ولماذا كل هذا التجييش والحملات الدعائية والإعلامية المكثفة ؟!!

ثم الأهم  لماذا كل هذا التردد في مقاتلة التنظيم والاقتصار على الضربات الجوية عن بعد ؟!! ولماذا كل هذا التخبط في ضرباتهم الجوية فتارة تضرب مقاتلي التنظيم وتارات اخرى تدعي القوات المتحالفة أنها ضربت خطأً قوات صديقة لها على الارض كقوات الجيش الحكومي ومليشياته المساندة ؟!!

فهل عجزت قوات التحالف الدولي التي تمتلك أقوى جيوش العالم وأحدث المعدات العسكرية وأفتك الاسلحة وتمتلك كل هذا التطور التكنولوجي … هل عجزت عن مواجهة تنظيم مسلح بقوات برية للتحالف لديها كل الوسائل وأحدثها وأكثرها تطورا للمواجهة البرية والقتال الأرضي…؟!! 

 

كل هذه التساؤلات وهذا الغموض يؤكد أن الولايات المتحدة تعلم ما لا يعلمه الآخرون عن قوة هذا التنظيم وأن لديها ما يكفي من المبررات للتردد في مقاتلته وجها لوجه بالرغم من الحجم الكبير لتحالفها الدولي… فما هي تلك المبررات ؟

 

لنعد بالذاكرة الى أيام الغزو العراقي المفاجئ للكويت … في عام 1990 عندما دخل صدام الكويت عثرت القوات العراقية على عدد يتراوح بين 6-17 صاروخ نووي عابر للقارات كانت أمريكا قد نصبتها في الكويت باتجاه الإتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة … هذه الصواريخ وقواعد إطلاقها كانت مفككة ومهيأة كي تشحن الى الولايات المتحدة يقال أن قدرة الصاروخ الواحد تعادل آلاف القنابل النووية من التي ألقيت على اليابان !…

وعندما أبلغت القيادة العراقية بالأمر تم وضع خطة لإخراجها من الكويت ونقلها الى داخل العراق لأن الأمر لم يكن ممكن مع استمرار المراقبة بالأقمار الصناعية فكانت الخطة بأن يقوم الجيش العراقي بعملية تكون شبيهة بالصدمة تشغل العدو وتحول مراقبة الأقمار الى ساحة المعركة فكانت عملية الالتفاف واحتلال مدينة (الخفجي) في الاراضي السعودية وأثناء اشتعال المعارك في الخفجي تم نقل الصواريخ الى داخل العراق.

 

الرابط التالي لأحد المواقع الالكترونية التي تناولت هذا الخبر. والروابط الثاني والثالث حول تغييرات امريكية في قيادات الترسانة النووية.

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=24620

 

http://www.alkoutnews.net/31694

 

http://arabic.rt.com/news/643670-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D8%AD/

 

ولو رجعنا بالذاكرة الى فترة الحصار وفرق التفتيش للأمم المتحدة سنجد أن هذا يحل الكثير من الألغاز عن تلك الفترة فالعراق فتح أبوابه للمفتشين لأكثر من عشر سنوات وكان المفتشون يؤكدون على خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل لكن أمريكا كانت تصر على أن العراق لم يتعاون… فما المقصود إنه لم يتعاون…؟!

فالملف النووي أغلق بالإجماع حيث تم التأكد من أن العراق ليس لديه قدرة نووية… والملف البايولوجي يعتبر أمرا تافها فالسلاح البايولوجي يمكن صناعته في أي مختبر،… والملف الكيمياوي لا يمكن للعراق أن يتلاعب به لأن المواد تستورد من الخارج وعندهم قائمة بالمصدرين وبالأرقام الدقيقة عن كل ما دخل للعراق من المنشأ وفي هذه الحالة يتم حساب الكمية التي صنعت زائد الكمية التي لم تصنع بعد فوجدوا الأرقام مطابقة…

لكن المشكلة أن أمريكا كانت تصر على أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل طبعاً هي تقصد الصواريخ وكانت الشفرة الرمزية لها في الإعلام هي (الأسرى الكويتيون)… فكان الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته يرددون باستمرار عبارة (الأسرى الكويتيين) وبعد ذلك تطورت الأمور وجاءت أزمة وزارة الزراعة ثم القصور الرئاسية ولكن كل المحاولات باءت بالفشل ولم يعثروا عليها… أخيراً حسموا أمرهم وقرروا الدخول الى العراق وأن يبحثوا بأنفسهم عنها فكان الاحتلال.

وحتى هذه لم يفلحوا فيها وحتى التحقيقات مع رموز النظام السابق لم توصلهم الى شيء فالدائرة السرية المقربة من صدام ليس فيها أحد ممن له منصب في الدولة أو يظهر في الإعلام (دائرة صفوة الصفوة) وهؤلاء هم من يقود العمليات العسكرية للدولة الإسلامية وهم من يمتلك (الأسرى الكويتيين) أي الصواريخ المفقودة من الكويت… لذلك نرى أن أمريكا تتحاشى الصدام مع التنظيم وتتجنبهم ما استطاعت لذلك سبيلا ولكنها في نفس الوقت تبحث عن حل لهذا الأمر الذي يهدد أمن إسرائيل بل والعالم ولو أقدمت على تصرف طائش ستكون النتيجة كارثية…!!

وقبل عدة أسابيع أعلن الرئيس (أوباما) بأنه سيضطر لأستخدام قوات برية حتى لو لم يوافق الكونغرس على ذلك في حالة أن تنظيم الدولة الاسلامية يمتلك سلاحا نوويا…!! وهذا أول تصريح لمسئول أمريكي يربط بين مقاتلة تنظيم الدولة وامتلاكه لأسلحة نووية. وكما في الرابط التالي:

http://arabic.cnn.com/world/2014/11/18/usa-obama-army-isis

ومع كل هذه المؤشرات إلا أنه لا يمكن التأكد مما تخفيه أجهزة المخابرات الدولية والأمريكية إلا بمراقبة الأحداث القادمة التي قد تكشف عن حقائق مذهلة لم تكن تخطر على بال أحد. … ولله الأمر من قبل ومن بعد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب