على الرغم من ان نسبة كبيرة من الشعب العراقي قد سمعوا او قرأوا ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) قال في حديث مروي انه « انتهزوا فُرص الخير فإنّها تمرّ مرّ السحاب » الا انه مع شديد الأسف فقد ضيع الشعب العراقي وخصوصا شيعة اهل البيت الكثير من الفرص التي لو استغلت لما وصلنا الى هذا الحال ومن هذه الفرص :
الفرصة الأولى : ظهور السيد الشهيد محمد باقر الصدر كمرجع ديني يجمع بين العلوم الدينية والعلوم الإنسانية والى درجة تفوق حد التصور بحيث لم تشهد الحوزات العلمية الشيعية نظيرا له فلم يكن المدافع عن النظرية الشيعية فحسب وانما كان المدافع عن احقية الإسلام في قيادة المجتمع امام الاستعمار الماركسي والمد الالحادي ولكن مع الأسف فان الشعب العراقي لم يغتنم هذه الفرصة وراحت ادراج الرياح .
الفرصة الثانية: بروز السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر كمرجع ديني يحمل لواء الإصلاح في الحوزة العلمية واعادتها الى جادة الصواب والوقوف امام الاستعمار الهدامي الملعون ومن يقف ورائه ورفعه شعار(الحوزة والاستعمار ضرتان لا يجتمعان) ولكن مع الأسف أيضا فشل الشعب العراقي في اغتنام هذه الفرصة وضاعت كسابقتها .
الفرصة الثالثة: تصدي السيد مقتدى الصدر لقيادة البلد سياسيا ودينيا بعدما تخاذل الجميع وسكت الجميع وركن الجميع أمام الاحتلال الأمريكي البغيض وقيام السيد بتأسيس جيش الامام المهدي (عج) للوقوف بوجه المحتل واذنابه ولكن مع الأسف ايضا ضاعت هذه الفرصة .
الفرصة الرابعة : على الرغم من التحديات التي كان يواجهها السيد مقتدى الصدر من الداخل ومن الخارج ومن داخل المذهب ومن خارج المذهب ومن داخل الحوزة ومن خارج الحوزة وداخل التيار ومن خارج التيار الا انه تصدى للوقوف بوجه الحرب الطائفية ومحاولة قوى الإرهاب تفتيت الشعب العراقي وجعله لبنانا ثانيا ومع ذلك أيضا لم يحسن الشعب العراقي استغلال هذه الفرصة .
الفرصة الخامسة: بعدما انحرف المسار الديمقراطي وتغول الارعن المالكي واستهتاره بمقدرات الشعب العراقي تصدى السيد مقتدى الصدر وفي حركة لم
يشهدها التاريخ الشيعي قديما وحديثا وهي حركة سحب الثقة عن الارعن المالكي وإعادة الحق الى نصابه ولكن أيضا لم يتم التعامل مع هذه الحركة بإيجابية وضاعت وضاع بضياعها فرصة كان بالإمكان الاستفادة منها .
الفرصة السادسة .
بعد ظهور المدى الوهابي البغيض بثوب جديد اسمه (داعش) بسبب التصرفات الرعناء للمالكي وضياع اكثر من محافظة عراقية وتهجير الالاف من المواطنين وقتل المئات منهم انبرى السيد مقتدى الصدر ليؤسس تنظيما عسكريا يقف بوجه هذا البلاء اسماه (سرايا السلام) وبدلا من ان ينخرط كل أبناء الشعب العراقي في هذه السرايا شرقوا وغربوا فكانت النتيجة تفاقم الأمور وتعقيد حلها وبذلك ضاعت أيضا هذه الفرصة .
سأكتفي بهذا العدد من الفرص والا فالقائمة تطول وأتمنى من الشعب العراقي وان يلتفت الى ما سيأتي من الفرص ويحسن التعامل معها قبل فوات الأوان ولات حين مندم .