تكثر المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان مشابه لعنوان هذا المقال، ” إعلان فرصة عمل” حتى يتزاحم الشباب في التعليقات و تكثر الإشارة للخريجين العاطلين عن العمل، فيصدم الشباب بالعدد المطلوب أو الجنس المطلوب فيعودوا يجروا أذيال الخيبة.
بعد ستة عشر سنة دراسية يدرسها الطالب العراقي و يمر فيها بالكثير من الضغوطات سيما في مرحلة السادس الإعدادي الذي يشكل منعطف كبير في حياة الكثير من الطلبة، و بعدها الجامعة فمنهم من يختار التعليم الحكومي أو الأهلي، والجميع لديه أمل في الحصول على وظيفة و يعمل و يخدم في دوائر الدولة بتخصصه الذي تمناه البعض و فرض على بعضُ آخر، ولكن في سياسة التقشف و الواسطات و المحسوبية قضي على أمل و حلم الكثير من الشباب و أصبح الجميع يتسكع في صفحات الفيسبوك بحثاً عن فرصة عمل ليعتاش عليها هرباً من الفراغ الكبير في حياته.
اليوم آلاف الخريجين يشعرون بالندم لما قدموه من تعب و جهد في الدراسة خلال السنوات السابقة، حيث لا يجدوا امل في عملهم أو تعيينهم، فما أن تعلن الوزارات العراقية عن تعيينات يتسارع الجميع لتقديم طلباتهم ولكن… يكثر الضغط على المسؤول في الوزارة لتعيين ( اخيه، أبن عمه، صديقه، أو لمصالح سياسية) و ( الطامة الكبرى) أصبحت التعيينات تباع علناً وفق تسعيرة محددة سلفاً فإحدى الوزارة طلبت مبلغ ( دفتر ونص) أي ما يعادل 150 ألف دولار فمن لديه هذا المبلغ هل سيفكر في التعيين؟
اليوم على الحكومة إن كانت عاجزة على توفير فرص عمل للشباب عليها أن تجد البدائل وهي كثيرة فأما أن تقوم بتنشيط القطاع الخاص و تشجيعه الذي سيقلل حتماً من البطالة، أو فرض رقابة شديدة على التعيينات للحد من الواسطات و الرشوة التي نخرت جسد الدولة و أصبح الرجل الغير مناسب في المكان المناسب و أصبحت مؤسسات الدولة في حالة يرثى لها بسبب الواسطات و المحسوبية.
في الالتفاتة الأخيرة… جميع الشباب لديهم حلم العمل و الزواج و الاستقرار وهذا لا يتحقق في هذا الوضع الذي جعل الشاب العراقي يفكر في أشياء اكبر من عمره و يحمل هموم كبيرة في بلد يطفو على الذهب الأسود و أبناءه يستجدون العمل, فلا تلوموهم إن انخرطوا في جماعات غير شرعية قد تثير المشاكل لاحقاً فاحتووهم قبل أن تخسروهم.
اودعناكم…