22 نوفمبر، 2024 5:15 م
Search
Close this search box.

فرصة ثمينة أمام المجتمع الدولي

فرصة ثمينة أمام المجتمع الدولي

بعد إنتفاضة الشعب الايراني التي بدأت منذ 15 نوفمبر2019، والتي أعقبت إنتفاضتا الشعبين العراقي واللبناني، فإن الجدل الكبير الذي کان يدور في مختلف الأوساط السياسية الإقليمية والدولية بشأن كيفية التعامل والتعاطي مع ملف النظام الإيراني والذي کان دائما يصل دائما إلى طرق مسدودة أو مفترقات طرق لا تؤدي إلى محطات نهائية واضحة ومعروفة، فإن هذه الانتفاضات عموما وإنتفاضة الشعب الايراني العارمة خصوصا، قد جاءت لتٶکد وتثبت بأن أفضل وأجدى طريقة للتعامل مع هذا النظام هو الوقوف بوجهه ومواجهته وإن على المجتمع الدولي أن يبادر لإغتنام هذه الفرصة الاستثنائية بدعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والوقوف الى جانبه في هذه الانتفاضة لأن ذلك الطريق لحل کافة مشاکل وأزمات والاوضاع السلبية القائمة في بلدان المنطقة بسبب من هذا النظام.
في ظل التطورات والمستجدات الحالية في إيران والعراق ولبنان، فإن التعامل مع ملف النظام الإيراني وفق القنوات السياسية والاقتصادية ووضع سيناريوهات لما يجب أن يكون في إيران بدون رؤية موضوعية وعلمية وعملية بمثابة تعامل بصورة فوقية وانتقائية مع واحد من أهم وأخطر وأكثر الملفات الإقليمية حساسية، والمشوار الكبير الذي قطعه هذا النظام مع كل أشكال الضغوط والعقوبات السياسية والاقتصادية وتأقلمه معها، يمكن اعتباره بمثابة نوع من الالتفاف على تلك السياسات والنجاح في امتصاص تأثيراتها المرجوة، ذلك أن التغيير من الخارج من دون تهيئة أرضية مناسبة وخصبة في الداخل، يعتبر بمثابة بناء قصور وعمارات في الهواء أو كمن يصيد الهواء بشبك، لذلك فإن ضرورة قيام المجتمع الدولي بمراجعة حساباته والمحصلات والنتائج التي حصل عليها من وراء انتهاجه تلك السياسات التي تعامل بها مع ملف النظام الإيراني، صارت مسألة ملحة جدا تفرض نفسها بقوة، خصوصا أن هناك بدائل موضوعية مناسبة جدا يمكنها تعويض تلك السياسات وحل الإشكاليات والألغاز من دون لف أو دوران وبكل انسيابية خصوصا وفي ظل إستمرار الانتفاضة الايرانية الشجاعة، وإن طرح مسألة الاعتراف بنضال الشعب الايراني من أجل الحرية لايمکن أبدا عزلها أو فصلها عن مسألة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للمعارضة والشعب الإيراني وأنها البديل الوحيد المناسب لهذا النظام القمعي الاستبدادي خصوصا وإن دورها مشهود من حيث الاعداد لهذه الانتفاضة وإندلاعها بوجه النظام وإن قيام المجتمع الدولي بهذه الخطوة، يمکن إعتبارها أكثر المسائل قوة وحيوية وتأثيرا في المشهد السياسي الإيراني ودفعه باتجاه مخاض التغيير الحقيقي وسقوط النظام.

أحدث المقالات