قال الرئيس الاميريكي في اخر كلمة له قبل تكليف العبادي لرئاسة الوزراء ان الشيعة فقدوا فرصة تاريخة لبناء بلدهم والانتصار على الارهاب وتقديم نموذج متميز من الادارة والتأثير في مكونات الطيف العراقي فضلا عن فقدان الشيعة للدعم والتعاطف الدوليين واظهارهم اعلاميا وشعبيا بمظهر المستبدين وسراق المال وافتقادهم للقيادة السليمة الرشيدة.
خطاب اوباما لم يأتي من فراغ بل جاء تعبيرا عن قناعة تامة تولد لدى الرأي العام والقادة السياسيين في اروبا واميريكا عن طريق نجاح الماكنة الاعلامية التي كانت تهدف الى ترشيح رسالة سلبية عن الحكومات التي جاءت بعد 2003.
والمتابع اليوم لخطاب الصحف الاوربية المشهورة والمقالات التي تكتب فيها يلحظ بوضوح تحول دراماتيكي كبير في طبيعة الخطاب الاعلامي لكتاب الاعمدة والمانشيتات التي تتصدر الصفحات الاولى في الصحف العالمية.
دولة فتية البنيان والخبرة محاطة في جوٍ اقيلميا غير مريح وتتمركز فيه صراعات الدول الكبرى واطرافها في المنطقة لابد ان تكون حذرة في التعامل مع هذا الجو الاقليمي المشحون بالشد الطائفي والصراع الاقتصادي.
صناعة الاعداء وفقد الاصدقاء وتراكم المشكلات من دون حل هي سمة واضحة لسياسي الدول النامية وهذا مايسعد الدول الكبرى ويسهل تنفيذ خططهم واغراق بلداننا في مشكلات لها بداية وليس لها نهاية .
تقديري انه نجح لحد كبير في خلق اجواء مشحونة طائفيا في العراق فلم يعد الاكراد حلفاء دائمون للشيعة ولم يعد الشيعي يثق في السني وبات التركماني يتوجس خيفة من الكردي والمسيح غادروا بلدهم ونقلوا صورة سلبية عن الاسلام وارتبط الارهاب به.
ولم يهتم سياسيوا البلد بالدبلوماسية الشعبية واستبدلوها بسياسات ارتجالية مبنية على خيال وتصورات غير منطقية مما افقدنا الكثير من المحيط المؤازر والمؤيد للتحول الديمقراطي في العراق.
اعتقد ان الفرصة مازالت بيدنا لاعادة العراق الى محيط التأييد الدولي وكسب ثقة الجمهور في ذلك المحيط واعادة بناء صورة ذهنية جديدة على الرغم صعوبة ذلك لكنها ليست مستحيلة لاسيما بعد موجة الترحيب الدولي الكبير بتكليف الدكتور حيدر العبادي رئيسا للوزراء وهذا سيتبعه تأييد سياسي محلي ملموس من الفعاليات السياسية لتأثره بالاجواء العالمية ، واني اشبه هذا الترحيب العالمي الجديد بموجة التأييد في عام 2003 وعلينا استغلال هذه الفرصة وكما يقول الامام علي” ع ” ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين “