23 ديسمبر، 2024 8:01 ص

فرصة تأريخية أمام هيئة النزاهة

فرصة تأريخية أمام هيئة النزاهة

قبل بضعة اشهر كتبت مقالاً بشأن إمكانية التصويت لرئيس هيئة النزاهة وتثبيته، في حينها قلنا ان الأمر يحتاج إلى معجزة، في ظل التجاذبات السياسية، والمحاصصة الحزبية، التي باتت علامة فارقة في البلد لكنه ليس مستحيلاً، واليوم بتقديري قد حصلت المعجزة، وبات بالإمكان التصويت عليه كرئيس أصيل بفضل ضغط الجماهير، فضلا عن أنه نتاج الحالة الجديدة، ولم يُلوث بأدران حكومة الفساد السابقة.
وعلى الرغم من إدراكنا أن مدة الأشهر الستة الماضية من تولي الياسري ليست كافية لأجل أن يُعلن عن إكتمال ملفات تم التحقيق بها بعد استلامه الإدارة، لأن اية قضية تحتاج إلى وقت طويل حتى تُحسم لصالح المتهم أو ضده.
ولكي تستثمر هيئة النزاهة التفويض الجماهيري الكبير، لابد لها من انجاز اربعة ملفات، الملف الأول: إعادة النظر ببعض موظفي الهيئة ممن تحوم حولهم شبهات فساد، وإعادة قراءة سيرهم الذاتية، والكيفية التي تمكنوا عبرها من تملك شقق سكنية لهم ولإخوانهم في مجمع الصالحية، وشارع حيفا وغيرها من المجمعات، مستغلين علاقاتهم مع الدوائر التي تعود لها هذه الشقق، وهذا استغلال وظيفي.
الملف الثاني هو تجاوز أخطاء الإدارة السابقة في توجيه التهم بهدف الإسقاط السياسي كتعبير عن مرض أو حقد اصاب البعض منهم أو إرضاء للآخرين، وأمامي امثلة مفبركة حكيت ضد الشبيبي، ومحمد توفيق، ومستشار رئيس الوزراء الحالي مظهر صالح الجبوري، والعكيلي وغيرهم ممن طويت ملفاتهم أو ستطوى ملفاتهم بحسب مؤشرات.
الملف الثالث: هو فتح ملفات لشخصيات كبيرة بات الجمهور العراقي مقتنعا انهم سراق، وتحوم بشأنهم شبهات فساد، وأن ما أعلنته هيئة النزاهة قبل أيام في المؤتمر الصحفي، لم يكن سوى الإشارة إلى شخصيات تم التحقيق معها من قبل الادارات السابقة، ولمسنا زيادة في فتح القضايا الجديدة، وربما سنشهد قريبا فتح ملفات أخرى مهمة كما علمت من أطراف مهمة تتابع قضايا الفساد في العراق، ولو شرعت هيئة النزاهة بمساءلة بعض الرؤوس فأنها ستحصل على تفويض من الشعب يوازي التفويض الذي حصل عليه العبادي.
الملف الرابع: الابتعاد عن متابعة القضايا التافهة التي لاتقع ضمن اختصاصها أو متابعة موظفين يختلفون سياسيا مع بعض الرموز سواء في هيئة النزاهة أو في دوائر أخرى.
إذاً بتقديرنا، تلك اربع خطوات مهمة أمام هيئة النزاهة يمكن لها ان تحصل على التفويض، الاولى تنظيف هيئة النزاهة من الذين يعملون على تسييس الملفات وفبركتها، وتضييع الوقت الكثير على ملفات تضر ولا تنفع، والخطوة الثانية هي البدء بفتح ملفات كبيرة لسياسيين كبار، والخطوة الثالثة تجنب متابعة القضايا بهدف الإنتقام كما حصل مع آخرين، والخطوة الأخيرة تجنب القضايا التافهة، والمخالفات البسيطة، وبعكسه فأني أجزم أن عراقيل ستواجه عملها حتى لو صوت البرلمان لصالح الياسري، وننتظر أخباراً من هيئة النزاهة بقرارات جريئة منها تنظيفها من الذين تملكوا العقارات، هم واشقاؤهم واقرباؤهم في مناطق سكنية، وإبعاد المدراء غير الأكفاء الذين ثبت انهم لايصلحون للعمل الوظيفي في أدنى مراحله.