6 أبريل، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

فرصة الفرج 

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعيش الشعب العراقي منذ سنين عدة ازمة سياسية قد بلغت اليوم اوجها وتعقدت بعقد تاهت رؤوس خيوطها واختفت فيها الحلول ووصل الامر الى ما وصل اليه اليوم من فجوة كبيرة جدا قد تقاس بالسنين الضوئية بين الشعب والمسؤول وذلك بسبب فشل الحكومة في ان تمنح الشعب شيء من امنياته او ان تضع بين عينيه بصيصا من النور او ان تشعره بانها جادة في العبور به من النفق المظلم الذي وضعته هي فيه فانتفض الشعب غاضبا يدعو الى الاصلاح والتغيير على مبدأ( الشلع قلع ) مبدا التغيير الجذري ودعا السيد الصدر الى ذلك ايضا وأيد وساند الحراك الشعبي فكانت الجماهير تملأ شوارع المحافظات والعاصمة تهتف بكلا كلا للفساد والطائفية وكلا لكابوس المحاصصة وطالبوا الحكومة بأن تتشكل الحكومة من تكنوقراط مستقل ليس له صلة بالاتجاهات والكتل السياسية فلبى السيد مطالب الشعب وشكل لجنة خبراء لتضع اسماء الحكومة التكنوقراطية التي يطالب بها الشعب وترك حكومة المحاصصة التي عطلت مسيرة التقدم في البلاد والتي عزا اليها رئيس الوزراء فشله ووصفها بان تقف عائقا امام تحقيق مشاريع الحكومة المهمة فاتجه الحراك الجماهيري نحو الاعتصام فكان هناك اعتصاما منظما حول المنطقة الخضراء وقربها من اروع صور المطالبة السلمية للشعوب وكان الصدر احد المعتصمين بعد استطاع الدخول اليها وكان هناك تحديا لكل مظاهر الفساد الاقليمي والعالمي في العراق من مافيات وعصابات ومليشيات كل هذا كان من أجل الضغط على الحكومة وتنفيذ مطالب الناس وانهاء الفشل المستمر للحكومات الذي دفع ثمنه الفقراء والمحرومين من ابناء الشعب فوقف الساسة بين مؤيد في الظاهر وبين واقف على التل ينتظر اين تميل الكفة فهو يميل وبين رافض متعنت متزمت لا يبالي لهموم الناس ومشاكلهم فكانت هناك شبه استجابة سياسية لانهاء الاعتصام الذي حاصر المنطقة الخضراء واربك الكثيرين من السراق والفاسدين ولكن ماجرى اليوم من التاكيد على العودة الى المحاصصة السياسية والطائفية وتقديم قائمة باسماء سياسية الى البرلمان ليحلوا بديلا عن اسماء اخرى والتوقيع على وثيقة لا تحترم مشاعر اغلب الشعب العراقي سبب انقساما حادا في الطبقة لسياسية وما يظهر منه تمردا على التعليمات السياسية والمطالبة بتنفيذ ما وعدوا به الشعب العراقي فكانت هناك هزة سياسية بمقدار يفي بتدمير البناء او الهرم الحكومي الموجود على سطح السلطة ان كانوا جادين ومخلصين ليس لهم نوايا اخرى فخداع الشعوب من أكبر الخطايا والذنوب فتذمر الناس من جديد وهاجوا بردود فعل وطنية تدعوا الى احترام الشعب وعدم العودة به من جديد الى هاوية اخرى قد تكون محرقة للجميع فتظاهروا واعتصموا في كل محافظات العراق لكن في هذا المشهد الشعبي غاب عنه خطاب الصدر المباشر للجماهير فقط كانت هناك عبارات لعلها قريبة منه جدا وهي تفوض الشعب بالرفض والتصدي لمشروع المحاصصة المقيت او لعل هذا الغياب يعبر عن ان هناك حساب ومواقيت لخطواته وقراراته ولا زال الشارع ينتظر والوضع قد ينفجر انها فرصة الفرج ان استغلت بحكمة ووطنية واخلاص واستثمرها الشعب بقوة وارادة وتحدي الشعب امام مسؤولية تحديد المصير (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) حتى يغيروا ما بانفسهم من خوف وتردد وخنوع وذل ومهادنة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب