22 ديسمبر، 2024 9:01 م

فرح مزيف

فرح مزيف

لا بد من وجود الأمن والسلام في سوریا والعراق والسعودیة وأفغانستان، كي یسود الأمن داخل حدود إيران”. و”إذا لم تتمتع هذه الدول بالأمن والاستقرار، فإن أمننا مهدد وسيكون تقدمنا ورفاهیتنا بمثابة الأمر الصعب”.، کلام فيه الکثير من الدقة و الصواب، أدلى به سفير إيران السابق في الهند و باکستان على خلفية الاحداث و التطورات المأساوية الدامية في سوريا والتي قال هذا السفير السابق أيضا بأن”مقتل 300 ألف شخص وتهجير ونزوح 12 مليونا آخرين في سوريا، لا يولد إلا الكراهية والعنف، وسيكون هناك 10 ملايين عائلة سورية متضررة تعيش الكراهية والبغضاء، وهذا يحتاج لحل على مدى عقدين من الزمان”، وبطبيعة الحال فإن هذا الرأي الذي ينطلق من داخل إيران يعبر في واقع الحال عن رأي و موقف أغلبية عظمى من الشعب الايراني التي لاتشاطر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الايرانية فيما إرتکبه و يرتکبه من أخطاء تأريخية لاتغتفر بتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة و التي زرعت کل أسباب الموت و الکراهية و الشقاق و الاختلاف فيها.
مراجعة دقيقة للتحرکات المريبة للنظام الايراني في دول المنطقة عموما و في العراق و سوريا، توضح ماقد تسببت به المخططات الايرانية في هذين البلدين من مآسي و مصائب لاحصر لها و ماخلفته و تخلفه من آثار و نتائج بالغة السلبية بحيث أوصلت البلدين الى حافة التجزئة و التقسيم بفعل الافکار و الرٶى المسمومة التي يبثها عملاء هذا النظام في البلدين و بسبب من النشاطات و التحرکات الخبيثة و الاجرامية لقائد و موجه التطرف الديني و الارهاب في البلدين و المنطقة قاسم سليماني، وإن مظاهر الغبطة و الفرح التي يعرب عنها قادة و مسٶولي هذا النظام على مايجري في حلب يجسد في حد ذاته ذروة وحشية و همجية هذا النظام و معاداته ليس لشعوب المنطقة فقط وانما للإنسانية کلها، ذلك إن نظام يرقص على أشلاء جثث أطفال و نساء و شيوخ حلب المتناثرة بفعل إجرام قواته و قوات النظام السوري و الطيران الروسي الارعن، هو نظام لايمکن إعتباره مطلقا منتميا للإنسانية لامن قريب ولامن بعيد.
اليوم، إذ يبادل قادة و مسٶولي النظام البرقيات و التهاني بمناسبة جرائمهم و مجازرهم اللاإنسانية في حلب و يعتبرونها بمثابة”عيدية”بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي هو في الحقيقة براء منهم و من ممارساتهم الوحشية، فإن من الواضح جدا إن هذا الموقف لايعکس أبدا عن رأي و قناعة الشعب الايراني و التي عبرت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بوضوح عنه عندما أعلنت ضمن بيان خاص لها بهذا الصدد:” ان حلب هي ايقونة خالدة للصمود وللمقاومة وانها مصدر الهام لجميع شعوب المنطقة والاحرار من أجل التخلص من الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعملائها. ان هذا النظام يعد مصدر الأزمة في المنطقة والمسبب للمجازر في سوريا وله أكبر الأدوار في إنماء داعش وتمددها وديموميتها. فان السلام والهدوء في المنطقة لن يتحققان الا من خلال قطع الدابر لهذا النظام بصورة كاملة عن هذه المنطقة.”، وبطبيعة الحال فإن آثار الاقدام الهمجية في حلب ستبقى ماثلة و سيدفع قادة هذا النظام ثمن کل الجرائم رغما عن أنوفهم، وإن الفرحة الحقيقية للشعب الايراني و شعوب المنطقة ستکون يوم سقوط هذا النظام و ذهابه الى الجحيم غير مأسوفا عليه.
 [email protected]