19 ديسمبر، 2024 2:21 ص

فرح ديمقراطي لا عصمة.. وجودنا قائم على تصويب الاخطاء

فرح ديمقراطي لا عصمة.. وجودنا قائم على تصويب الاخطاء

· بعض الاخفاق ضروري كي ندرك قيمة النجاح
·  التعبئة الاقليمية شكلت حاضنة مضادة للعراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقتضي مهنيتنا الاعلامية محاصرة من يداهم الوطن تأكيدا لجديتنا في استثمار الممكنات المتوفرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنتقل العالم من الكولنيالية الى رؤوس الاموال، بعد خيبة رجال الدين في محاكم التفتيش الاوربية، وتداعي خلافة الرجل العثماني المريض؛ صرنا وجها لوجه مع تسارع فتوحات العلم، وفي مقدمتها ثورة الاتصالات الفائقة.
المواطن العراقي عبر عن فرحته بالتحول من الديكتاتورية الى الديمقراطية، في 9 نيسان 2003، بالتفاعل مع معطيات الوطن، من شعور مخلص يبلغ حد احتضان الشرطي لإرهابي مفخخ يبعده عن الآخرين ويموتان معا.. الشرطي شهيدا والارهابي الى سقر.
يحدث هذا بالرغم من كل التعبئة الاقليمية التي شكلت حاضنة مضادة للبعثية والقاعدة، اسفرت عن “داعش” وما تخلل ذلك من تفجيرات ألغمت السلام بالموت داخل المدن، وفانفرط شريان الحياة، راعفا في افكار ماضوية واراء سلفية واحقاد اثنية، استنفدت جزءا كبيرا من تفاصيل الجهد العام، من دون ان تنتهي الى منجز عملي.
وبكلام اوضح، لو أثبتنا ارجحية هذا الخليفة على ذاك، فكم محطة توليد كهربائية ستنشأ من ذلك، مع ان الخلفاء الراشدين الاربعة.. عاشوا واستشهدوا في سبيل الله، من دون ينشب بينهم اي خلاف، فكلهم فنوا ذواتهم في رسالة السماء التي حملها محمد “ص” الى الارض.. إسلاما.
كم معملا وعلاجا للامراض المستعصية ومساكن وطعاما للفقراء ستسفر عن التقهقر الفا واربعمائة عام الى قضايا لا وجود لها، إنما دست على تاريخنا وتمثلها الوعي الهش والعقل الساذج وذوو النوايا المشوبة بالأغراض “البراغماتية” على حساب امن الوطن ورفاه الشعب.
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، يقول الحديث النبوي الشريف، ما يوجب علينا العمل من مواقعنا، لترصين التجربة الوطنية في البناء الديمقراطي لإرادة العراقيين بحياة تتمتع بثراوتها من دون منغصات…
وهنا يقفز دورنا كإعلاميين، في بلد عمد حريته بالموت، استخلصها من مخالب الطغاة والتكفيريين ومهووسي الحروب والوالغين بالدم، يتوعدوننا بخطم ذي انياب مسعورة، يتمظهر مرة بالبعثية وأخرى بالقاعدة وثالثة بسيناريو صدره لنا “الأشقاء!” العرب: “قتل العراقيين لتحريرهم من الامريكان” مع انه يتعايش مع المحتل في بلده.
نتبنى في “السومرية” منهجا مدروسا للاعلام الحر في العراق، لبناء موقف توعوي، يجبب عمليا على الاسئلة المفتوحة لدى المواطن البسيط، أجوبة تخدم الواقع الراهن، وتسهم بحل معضلاته العالقة.
فثمة قضايا سهلة تعقدت!!! الامر الذي يستقز المواطن ويستغله أعداء العملية السياسية، لتمرير مصالحهم الشخصية والفئوية، بإداعاء الدفع عن حقوق الشعب بالخدمات والامان و… شواغر كثيرة، كان بامكان السياسيين حسمها بدل الاموال المتبعثرة ايدي سبأ.
سيادة العراق تتألف من الارض والانسان والحكومة، للارض احكامها من حيث الموقع، واشكالاته، ومكامن الثروات التي جرت علينا بلاوٍ، وانسانه مختلف مع ذاته لا يطيق تصالحا مع المحيط، لا ولا حتى المعتقد “قلوبنا معك وسيوفنا عليك”.
أما الحكومات المتعاقبة منذ 2003 فلا عصمة الا لله، والضغط عليها يتوزع بين مناح عدة، آت من مشارب غير متوقعة، اعاقت تنفيذ المشاريع وأبطأت من الاندفاع المتوقع، في الاصلاح، لبلد ذي اقتصاد مهول.. يشير للمنجزات بعصا سحريا: كن؛ فتكون.
لكن بعض الاخطاء ضروري؛ كي ندرك قيمة الصواب، الا ان المشكلة تتفاقم بتراكم مسبباتها منذ تألبت ارادات ساذجة في ثورة العشرين، يحثها دهاة يجيدون التخطيط لجعل الطرف الآخر يدافع عن مصالحهم، فتقدم الحكم لملك سعودي، على طبق من ذهب، وراح الثوار يترجونه؛ كي يرضى باقصائهم وجني ثمار ثورتهم له وحده، محجمين عن المشاركة في الحكم وكتابة الدستور والتصويت عليه.
وعتى العسكر على الملوك، بعد ان أسسوا عراقا مثاليا، وعاث الضباط ويلات في البلاد؛ احرارا بطيشهم والناس مستباحون…
العراق الان، بغياب الكهرباء وتهافت البنية الامنية، يدفع ضريبة عقود من الاخطاء تحتاج وقتا وجهدا اكبر من ظروف وقوعها؛ كي تمحي!
وجيب ليل وخذ عتابة!
تقتضي مهنيتنا الاعلامية، محاصرة من يداهم أمان الوطن، ويعيق المشاريع الخدمية، دعما لمصداقيتنا وتأكيدا لجديتنا في استثمار الممكنات المتوفرة لدينا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات