23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

فرح دوسكي .. وعشتار ملاحم حب تموزية متجددة

فرح دوسكي .. وعشتار ملاحم حب تموزية متجددة

عشتار آلهة الحب رمز الحياة والتجدد والانبعاث الصورة الجميلة للنمو الحقيقي للمرأة الانسان .. نبع يجري بلا موانع او مصدات فهي واهبة العشق السرمدي الذي لا يزول ..
هي الآن في عالمنا المعاصر حين يذكر النقاء او النماء فلا بد ان يكون رمزك عشتار .. وحاول الكثير من الشعراء والكتاب ان يرسموا ملامحها بطرق مختلفة لكنها عذبة دائما.. ومنهم الشاعرة العراقية فرح دوسكي .. التي حملت بين جملها الشعرية اجمل كلمات الحب الاسطوري وهي تبحث عن نقاء دائم له ..
من يحب لا يكره ومن يبحث بجد وعمق عن معاني اصيلة للحب .. سيصل حتما وتتحقق نبؤات ان قوى الخير والسلام منتصرة لا محال رغم موجات الظلام التي تعم احيانا.
ونرى الروعة والانبهار هو في تقاسم حب تموز بين فرح دوسكي وعشتار .. بعشق الهي ليس فيه زله.. هنا تكمن ازلية معنى اجمل له هذا تموز الفارس الاله ذو الرجولة المتقدة فتقول:
تموز ..
يامن تحبك عشتار
لن تفلت من وثاقي ..
اشتبك بي
غدوا ورواحا
ليحفر المسمار
على الواح
سومر وبابل
امتداد تاريخي تحمله لنا دوسكي وهي تدعو تموز لمزيدا من الحب الملحمي الذي لا يشبه حب آخر بصورة مثالية هي تؤمن بها..ليس فقط بلغة الجسد وانما بكل لغات ووسائل العشق..بمشروعية مقبولة او غير مقبولة وهنا المشروعية ان يقبل بها المجتمع الذي يسن قوانين تكبح جماح الحب الذي لابد ان يكون متحررا دائما
تموز ..
تعال نمارس العشق
سرا وجهرا
ليكتمل السرور ..
امنح نصفي المخصب
هدهدات الكون ..
فبيني وبينك
رائحة الغزل البابلي
طقوس الحب واحدة هي الانتظار بلهفة وصوله لذروته بلقاء ابدي يتجاوز الاطر التقليدية ..
يكتسح البكاء والحزن من خلال تحليقه في عالم لايعرف الخيانة والمرواغة والمزاجية .. هو تواصل روحي من خلال ادوات الجسد والروح معا وذلك نراها حين تدعو ملهمها تموز ان يمنحها كل ما عنده من قوة وجبروت الحب ..
تموز ..
خذني حيث مخدعك
اصلي ..
ايها الاسد العريس
دعني اقبلك
لينبت العشب عاليا
على ضفاف دجلة والفرات
يكتسح المروج في حجرك المقدس
الاستثنائية حتى في الحب ..هي ليس كغيرها هناك عوالم لم تكتشف في شخصيتها وانوثتها ..سر ليس خطير ولا صعب المنال لكن يحتاج الى الايمان بإرادة حتمية ان ذلك الحب لا بد له من نتائج محصلة تجعلها تشعر بالنشوة والسعادة ..
انا لستُ امرأة تؤمنُ بعسل الكلام
تؤمنُ ببذرة في الهواء
لغزوي فارس يعرف سر النار ..
ومن يعرف سر النار عرف مفاتيح الحياة ..
بين فرح وعشتار فواصل زمنية فقط .. لكنه عشق واحد اسمه تموز الذي لم يمت .