عندما اختطفت انتابتنا احتمالات بشان الافراج عنها ونيلها لحريتها وان لا يصيبها مكروه،وانقسمنا بين قائل انهم سيصفونها في ظل الانفلات الامني وضعف الاجهزة الامنية او انها ستغيب لفترة غير معلومة اسوة بزملاء ما زالوا في عهدة المجهول وندرة المعلومات عنهم . غير انه مع حملة التضامن الواسعة التي بدات من لحظة الغدر بها واتساعها بشكل لم يسبق له مثيل وتشديد الضغوط في كل الاتجاهات رجحت امكانية الوصول اليها ومحاصرة الارهابيين ، وانها لن تكون مغيبة مثل زميليها الناشطين جلال الشحماني وواعي المنصوري ، ولا تصبح عملية الاختطاف نسيا ولغزا مع هذا التضامن من كل حدب وصوب .. وايضا ليس بامكان المأجورين تبرير ما لا يبرر .
مساء الافراج عنها كبر الامل بان نفرح بافراح بيننا مرة اخرى وتحرر من براثن المجرمين ، حينما تحدث رئيس الوزراء عن ان من اختطفها جهة “سياسية – جرمية “، فكانت هذه المعلومة بثت قدر من الطمأنينة ..
يشعر الواحد منا نحن الذين تضامنا معها ، بل من اجل انفسنا ، بالزهو والفرح الغامر والانتصار والاعتداد بالقدرات مهما بدا حجمها انها ستفعل شيئا ، ستلقي حجرا لا يحرك الماء الراكد فحسب ، وانما يغيير مجراه .. كي ننتشل البلاد من الواقع المر ومنع تكرار المأساة مع اي منا ، فما عاد البغاة يخشون شيئا فهم فسروا صمتنا قبولا بما يرتكبون ، ففي وضح النهار وعلى روؤس الاشهاد او في منتصف الليل ملثميهم عندهم الامر سيان لا يشكل فرقا لارتكاب موبقاتهم ، ليس لنا الا ان نحقق وحدتنا لبناء دولة المواطنة ، دولة القانون والمؤسسات من دون مجال فيها لهؤلاء .
والغريب ان شله من الحاقدين والاقلام المأجورة والمروجة للارهابيين واعداء الحرية والديمقراطية حاولت ان تثير” شوشرة ” لاضاعت اثر الجريمة وحجبها بغربال حكاية من الخيال المريض ، فقد زعموا ان الواقعة لم تحدث وهي دبرت اختفائها ولغرض في نفسها !!
لاحظ كيف تيبست الظمائر وماتت لا لشيء سوى انها ليست محسوبة على ضفافهم ومن غير ملتهم ومن تيار اخر يدعو الى الاصلاح الجذري والنزاهة والعدالة والمساواة وبناء الدولة المدنية .
على اي حال ليس بمستغرب ان يكون مدادهم منذورا للدفاع عن الظلم وتبريره ومناوئة بناء عراق مستقر وآمن لا مصلحة لهم فيه ، ستطاردهم لعنات الخزي وخيبة الرجاء منهم.
اليوم عادت زميلتنا ، ولكن القضية لم تنتهي ينبغي ان يتواصل النشاط بنفس الهمة لتقديم الجناة الى القضاء ليقتص من فعلتهم ومن العار الذي حاولوا ان يلحقوه بشعبنا وتجربته .
هذه الحادثة تحفز على تشكيل منظمة او لجنة من المتطوعين الناشطين والمهتمين بالموضوعة باسم ” افراح” تتابع قضايا المخطوفين والذين يتعرضون الى انتهاك حقوقهم .
ان حماية الحريات المدنية التي نص عليها الدستور مسؤولية جميع المواطنين على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية واي انتماء انتموا .