7 أبريل، 2024 5:11 م
Search
Close this search box.

فرحة الوليد البنغالي لم تتم في  بلدي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وانا اطالع هوايتي في متابعة الأخبار الغريبة والنادرة التي تتنافس بها بلدان العالم المتطور اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا طالعني خبر تسابقت عليه جميع وكالات الأنباء العالمية والمحلية في صفحاتها الرئيسية مفاده ولادة نمر من أندر أنواع النمور في العالم والذي يسمى بالنمر البنغالي في حديقة حيوانات متنزه الزوراء في بغداد وهو من السلالات الفريدة والمهددة بالانقراض في العالم كله, حيث يعد الوليد البنغالي الرقم (200) من بين أنواعه في المحميات الطبيعية في العالم ,وما يثير الانتباه والاستغراب ان هذه الولادة لا تحدث في اغلب بلدان العالم وأكثرها تطورا واهتماما بالحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض والتي تجري التجارب العلمية والأبحاث الجينية من اجل زيادة أعداد هذه الحيوانات وان حدثت فأن تلك الدولة تعتبر ذلك تقدما وانجازا كبيرا لها لما بذلته من جهد علمي وطبي في ذلك  , لكنها حدثت في العراق وبصورة عفوية وطبيعية وبدون إجراء تجارب علمية وطفرات واختلافات وراثية .وأنا اقرأ الخبر في احد الوكالات العالمية الذي كان عنوانه (ولادة نمر من أندر أنواع النمور في العالم في حديقة حيوانات بغداد ) ,شعرت بفرحة وراحة وسعادة  وقلت مع نفسي الحمد لله فهذه الوكالة الخبرية التي تضع في كل يوم في مقدمة أخبارها أخبار الانفجارات والقتل والفساد والإرهاب الذي يحصل في بلدي وضعت اليوم هذا الخبر لكي يبقى العراق حاضرا بين بلدان العالم الأكثر تطورا وعلما ونموا ولكي اشعر أنا ومن يتابع الأحداث بالسعادة والراحة من الأخبار اليومية المؤلمة الدامية التي يتألم منها بلدي الغالي وظلت تلك الراحة والطمأنينة تراودني طوال اليوم متحدثا بذلك الخبر لكل من يصادفني او التقيه ,حتى جاء اليوم التالي لكي يعود الحال كما كان عليه وتعود أخبار بلدي المؤلمة إلى صدارة الصحف والوكالات والفضائيات حيث كان خبر اقتحام سجني أبو غريب والتاجي من قبل الجماعات المسلحة وفرار المئات من المطلوبين و المسجونين بتهم الإرهاب والانتماء للقاعدة من ابرز الأخبار في جميع الوكالات العالمية والمحلية والذي احتل مكان خبر الوليد الأندر في العالم  حيث ذهبت فرحة ذلك النمر البنغالي الذي شغلت ولادته العالم مع الإرهاب الذي يعصف في بلدي منذ عشر سنوات متسائلا مع نفسي إلى متى يبقى هذا الإرهاب الأعمى ينخر بجسد العراق حاصدا أرواح الكبار والصغار لا يفرق بين احد منهم والى متى يبقى الداعمون له لا يريدون الاستقرار لنا ولا يريدون من العالم إلا أن يسمع عنا الأخبار السيئة والمدمرة التي لا تحدث إلا في البلدان المتصارعة والمتأخرة ومن هم المسئولون عن إيقاف هذا المسلسل الذي لازالت حلقاته مستمرة في العرض الدموي الموحش المفجع و المبكي أما حان الوقت أن يقف عرض هذا  المسلسل الذي مل وسئم العراقيون من متابعته ومشاهدته يوميا ومن تجرعه بمرارة قاسية وكبيرة وهل سيأتي اليوم الذي ستنهي فيه هذه الأخبار وهي تتصدر الصفحات الرئيسة للصحف والوكالات والفضائيات …. متى يا عراق ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب