14 أبريل، 2024 6:11 م
Search
Close this search box.

فرحة الزهرة وارهاصات العشرين من صفر

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعتاد المسلمون الشيعة الاحتفال بمقدم شهر ربيع الاول حيث التاسع منه موعدا لما يعرف عند العوام ب (( فرحة الزهرة )) فيتبادلون التهاني فيما بينهم ، في حين كانت الصبية ومنذ اربعينيات القرن الماضي يطوفون الشوارع ويهزجون باهازيج كان اشياعهم الكبار يلقنوهم بها لما كانوا يشعرون من مظلومية حينها من قبل حكام تلك الحقب ..في حين ان حقيقة تلك المناسبة التي عزوها الى مرويات كثر نسبت للسيدة الزهراء كونها فرحت يوما ما ، لا اصل لها ، وجميع ما ذكر فيها من احاديث لاسند معتبر فيها .
هناك قصص ومرويات شاكست الدليل مع الواقع في سبب تسمية المناسبة بالعيد او الفرحة وخص اسم الزهراء عليها السلام ، ذكرها عباس القمي صاحب كتاب ” مفاتيح الجنان ” وجميعها لا وجه للاعتداد بها فهي مرويات هزيلة وغير متثبت بصحتها ” من احب الاطلاع اكثر عليه مراجعة مبحث للشيخ اليعقوبي بهذا الشأن ” .
بتقديرنا المناسبة هذه ما هي سوى خروج من جو الحزن والحرمان الذي توجب على الشيعي ان يعيش ايامه بسواد المناسبة وهول الفجيعة ومكانة ومنزلة الشهيد عند الله في كسب الاجر …
فالشيعة الموالين بعد ان لبسوا السواد واقاموا المآتم الحسينية وجلدوا اجسادهم وادموا رؤوسهم زلفى وقربى للذبيح في شفاعته نزعوا اليوم كل جلباب الحزن ليأجلوه الى موسم القدوم في السنة الاخرى ..
فرحة الزهرة هي في الاصل فرحة لكل من عاش المحرومية طوال شهري محرم وصفر ، فالظاهر ان الشيعي يقاوم اشتهاءات نفسه الامارة بالسوء في اجترار الملذات من رغباته الخاصة ، فتجده يغادر انتشاءة خمرته التي تعودها في لياليه الملاح ، ليركن قنينة شرابه في قبو المنزل او تحت اسرة النوم لكيلا تزوغ عليها عينه ليمنع انسكابها بفمه بانتشاءة السكر ” شكد خطيه ” .
لا يقتصر مجانبة الشيعي للشراب فحسب بل انه يتمنّع عن مزاولة الجنس مع عشيقاته ليأتي الفرج لزوجه التي طالما عاشت الحرمان في اوقات اشتهاءها لتلك الفضيلة لتنهل بعدها من رحيقه وتستمريه بشبع فلطالما كان سقياه لها شحيحا في اغادير العبث وخلال الايام العادية .
المرابون في ذينك الشهرين ، هم ايضا يعيشون ايام وجع وكمد فايراداتهم المالية تقتصر على جباية ما كان يتعامل به قبل حلول محرم واما عند الشهر فلا ربا جديد بل ان اغلبهم يجلس في المآتم ويرتاد المواكب ويبذخ العطاء سواء بالتبرع او بطبخ القيمة وفيما السواد لايفارق ملبسه وحتى انقضاء زيارة العشرين من صفر .
لا يوجد هناك اختلاف كبير عند الشباب عن سواهم ، لا بل العكس هم اشد نفاقا من كبار السن بيد ان نفاقهم هذا ظاهريا على اقل تقدير بمعنى انهم يمارسون رغباتهم بذات النهم سواء كممارسة حقيقية او من خلال اطفاء نيران الوهج عبر ميديا التواصل ، واما من له شغف سماع الموسيقى والاغاني فاغلبهم اما يجافيها بفرض سياط الاهل او لا يذهبون الى سماع القصائد الحسينية خصوصا تلك التي تتحدث عن لوعة الفراق والعذاب فيعكسها على ما يمر به من ضيم البعاد والفراق عن معشوقه فلا تستغرب من انتشار نغمة قصيدة الرادود باسم الكربلائي ( اخاف من اعوفك بعد ما اشوفك .. اذا ماتجيني اقدر ظروفك .. طويلة رحلتي .. واخاف برجعتي ..بعد ما اشوفك ) .
حال السياسيين الشيعة الفرحين بمقدم ربيع الاول هو الاخر له نصيب في سلوكياتهم الحسينية مع انهم فاقوا الجميع من حيث النفاق واستثمارهم لمناسبة عاشوراء سواء من خلال بثهم المقررات العاشورائية ومشاعرها عبر الفضيات التي يملكونها وطيلة الشهرين وتغطيتهم الكاملة للمسير الحسيني مع انهم بذات الوقت لم يكفوا عن الكذب او دق اسفين بين فراقهم السياسيين وشن حملات تسقيط بعضهم للبعض الاخر هذا من غير عقد الصفقات التجارية وبكل انواعها ولربما فضيحة اختيار رئيس مجلس النواب العراقي لا تزال عالقة في الذاكرة العراقية .
وكم كان جميل ادائهم الحسينية في محرم الحرام حيث قصورهم اتشحت بالسواد وباتت منزلا مباركة لاقامة المجلس الحسيني ، ومنه علينا ان لا نستغرب مشاهدة احدهم حاملا صينية بقلاوة او يقف يوزع فلافل او يتحول هذا الحوت السياسي بقدرة قادر من ملتي ملياردير الى شاورمجي تلهب النار “خدوده الجريئة ” .
لابد والاشارة من ان المجتمع العراقي كباقي المجتمعات المسلمة ،فيه السيء وفيه الصالح ، وصلحاء بلادي كثر والبسطاء منهم ممن يمارس الشعائر الحسنية بنية خالية من الرياء كثر ايضا ، ولربما بفعل وجود تلك الملايين من البسطاء المغيبة فكريا كانت سببا في تمدد السياسي المنافق وصعوده الى اعلى المناصب في الدولة العراقية ، فكيف بعد هذا سيسمح امثال هؤلاء بنشر العلوم المعرفية بين العامة فلمتنور لايعتد بعد هذا بأي خرافة ولن ينخدع بسلوكيات هؤلاء المستثمرين للدين .
هناك عتب على المؤسسة الدينية في تنوير العامة ومقلديها من ان تجعل من شيعة ال البيت يمارسون طقوسهم الدينية وبما لا يخالف تعاليم السماء السمحة وان لا تدعوا الى الفتنة بين الناس وحثهم على عدم ايذاء الذات الانسانية بفتيا صريحة فلا العقل ولا المنطق يسوغان ممارسة الاذى ويسبب اساءة للمذهب الذي تمذهبوا به ويهون منه امام المخالفين ، فكثير من المشاعر الحسينية التي باتت تمارس الان سواء كدخيل او عرف يحتوي على الكثير من الاساءة للقضية الحسينية والى الرسالة التي اراد الحسين ايصالها للامة . فهلا اصغيتم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب