22 ديسمبر، 2024 8:51 م

من خلال معرفتي به بعد ان عملت معه لمدة ثلاث سنوات في مجلة الاسبوعية ومع فريق المجلة الذي عاش تفاصيلا جعلته كالأسرة الصغيرة ، اكاد اوقن بأن الاستاذ مصطفى الكاظمي الذي عرفته صحفيا واصبح الآن رئيس مجلس الوزراء لن يزعل مني لو صادف وقرأ مقالي هذا ، فأنا لن اكتب عنه كرئيس مؤسسة عرفته جادا ومثابرا ومتعاونا بل كرئيس وزراء في العراق الذي ينتظر منذ اشهر طويلة تشكيل حكومة عراقية مقبولة ومهضومة من الداخل والخارج ، فقد تعبنا كثيرا ونحن نراقب تعاقب المرشحين على هذا المنصب الذي بدا منحوسا ، لأن كل من بلغه بشق الانفس وجد نفسه مدانا كما حصل مع عادل عبد المهدي او عاجزا كما حصل مع محمد توفيق علاوي او غير مرغوب فيه كما حصل مع عدنان الزرفي ..وهذا يعني ان المنصب غدا تحديا كبيرا لمن يصل اليه وفرصة جديدة للمواطن العراقي ليحلم من جديد بحكومة أقل خيبة وفسادا وبأيام مقبلة أفضل ..
أقول هذا لأن الاستاذ الكاظمي الذي لم يكد يصبح رئيس وزراء حتى انبرت الاقلام لتكتب عنه مابين مؤيدة ومستبشرة خيرا أومنتقدة لكل سلوك منه ان كان في الماضي أوالحاضر لابد لها ان تنتظر ماسيصدر منه وكيف سيواجه كل التحديات التي واجهت من سبقه وهل سيخضع لتاثيرات الاحزاب واسلحتها الفتاكة ام سيبرز اسلحته الخاصة ويتغلب عليهم ويصدر قرارات تصب في صالح الشعب وتمنحه الثقة بحكامه ، تلك الثقة التي لم يحظ بها يوما مع كل الحكومات السابقة بدءا بمن كان يضع ابناءه في التيزاب او يدفنهم في مقابر جماعية وانتهاءا بمن ترك شبابه عرضة للرصاص الحي والاعتقالات والاختطاف في ساحات التظاهر او جنوده عرضة لرصاص داعش ومؤامرات الحواضن ..
في واقعنا ، وعندما تدخل عروس الى منزل جديد تحاول ان تكسب كل افراده فتطيع الكبار وتخدم الزوج وتداعب الصغار ، وهكذا يبدأ الجميع بامتداح كل فعل تقوم به وكأنها ملاك هبط من السماء ليحول واقعهم الى الافضل ..ذات مرة ، امتدحت امرأة كنتها الجديدة فقيل لها : انتظريها لفترة وقد تغيرين رأيك : انها ( فرة عروس ) ..
ولأننا صرنا نخشى ان يصبح واقعنا عرضة لتجارب قد تنجح او تفشل ، وصرنا نخشى ان يكون كل فعل ايجابي يصدر من رئيس الوزراء الجديد هو ( فرة عروس ) وكل فعل سلبي هو بداية لتلاشي حكومة جديدة ، فان علينا ألا نسبق الاحداث ونؤيد او نعارض بل لنتلزم جانب التفاؤل وننتظر الخير كعادتنا مع كل أزمة نمر بها ، فنحن شعب يهوى الحياة ويعشق الأمل لكننا لم نجد من يعبد لنا طريقه لذا علينا ان ننتظر ..وننتظر فقط ..