18 ديسمبر، 2024 8:56 م

فراسة السياسة وفروسية السياسي

فراسة السياسة وفروسية السياسي

عجيب غريب امور قضيه !   كل هذه العجائب والغرائب في العراق وساستنا يتصارعون أمام الكاميرات  ويتبادلون الاتهامات   كل منهم يحمل الأخر مسؤولية الإخفاقات والنكبات والآهات التي تصيبك يا عراق . السيد الرئيس يتهم السيد الرئيس والسيد الرئيس يرد على الاتهامات بأقسى العبارات  هذا يدعوا لاجتماعات وذاك يدعوا لعدم الاستجابة ويرد الأخر  بشتى التبريرات . الكل يدعو لمقاطعة الطرف الأخر ولعبة جر الحبل  بين الشد والشد مستمرة  وقطعوا أحبال المودة وأكثروا من العقد حتى بات حبل الوصل اما مقطوعا او معقودا بعقده التنكيل بالأخر. السياسة فراسة أيها السادة  والفراسة نوعان  هيه الفراسة ( بكسر الفاء )التي تمنح صاحبها الرأي الصائب بالتفريق بين الحق والباطل بين الصادق والكاذب   ويكاد ان يرى الأشياء مكاشفة وهذا نوع من أنواع الإيمان الرباني وهذه الفراسة تختلف عن الفَراسة (فتح الفاء )  الذي هو حذق ركوب الخيل او الفروسية وما أجمل أن يجمع المرء بين الفضيلتين معاً ،فيكون فارساً مغواراً شجاعاً ومتفرساَ في اٌن واحد. ويشتركا الاثنتين معا في كثير من المواصفات الإنسانية منها الشجاعة والحلم والصبر والعفو عند ألمقدره ودرء الفتن  وصدق في الحديث ووفاء في العهود واحترام للمواثيق . ان بناء الفراسة كبناء الولاية و الإمارة والسياسة منها  ما يولد مع الإنسان كصفات فطريه قابله للتطوير والتطور ومنها ما يكتسب بالعلم و التجربة والتعلم . ان الفراسة أيها الساسة هي مكاشفة النفس ومعاينة القلب والتقرب من ما هو في الغيب والنظر بعين إيمانيه  تستشرف المستقبل وتحدد المخاطر وترسم طرق النجاة . فاين ساستنا من فراسة المكاشفة والمعاينة والتفرس ؟.ان ما يحدث اليوم من تناحر في السلطات والإكثار من المناكفات ألسياسيه والتناطح الإعلامي بين زعماء الكيانات جعلنا في حيرة من آمرهم وكيف لنا ان نصفهم  او نثق بهم  ؟ فتبادل التهم بينهم افقد ثقة المواطن بهكذا ديمقراطيات … ديمقراطيات الدم والعنف والتضليل . ان تبادل التهم في مابينهم لايعفي أي منهم من وزر الدم العراقي المسفوح مع انهم جميعا شركاء في القرار وشركاء في المسؤولية . ايها الساسة نوابا كنتم ام وزراء شرقيين ام غربيي الولاء فاعلموا إنكم ليس أغلى من هذه الدماء ألجاريه وان الطفل الذي يستشهد بسبب هذه الأحداث هو شاهد على فشلكم جميعا , لم يعد باستطاعتنا ان نعطي المزيد من نذور الدم العراقي من اجل هذا السياسي او ذاك لقد أعطينا الكثير ألكثير من الدماء والأبناء وصعدت الأرواح الى السماء تشكوا  جحودكم ونكرانكم وتجاهلكم لهذا الشعب والوطن . أيها السادة ان السياسة فراسة بفتح فائها  ومن ضمن ما تعنيه تحلي الفارس  بالخلق الرفيع والشهامة  والشجاعة و المروءة وقد كان الفارس في قديم الزمان لا يتقدم على معيته بل أفضلهم من يكون ساعة الوغى في ألمقدمه وساعة الرخاء في ألمؤخره  وان أمروه  عليهم صار خادمهم وعاملهم . ان تبادل التهم بين الكيانات ومحاولة تعطيل او تأخير القرارات في هذا الوقت بالذات يعني عدم الاكتراث وضعف في الإدارات وديمومة للازمات . كنتم سابقا ايها الساسة تدفعون الشعب للمشاركة في ألعمليه السياسية وما ان وطئتم الصناديق وامتطيتم مفاتيحها حتى بتم انتم تتخلون عن ناخبيكم .انه من المعيب على الساسة ان يتناحروا والشعب ينحر ومن المخجل ان يتبادلوا التهم وهم متهمون من قبل الشعب بإراقة دمه واستباحة كرامته . اليس  فيكم  من فارس..؟ لينتخي لهذه الصرخات  ويتنازل عن بعض المسميات  والامتيازات . اليس فيكم من يتقي فراسة هذا الشعب المؤمن الذي بات يعرف كل شيء ؟  يا لمأساتنا  و يا لبؤس ساستنا وقصر نظرهم  السياسي فقبل ان يلتقوا بناخبيهم التي لازالت اصابعهم موسومة بالبنفسج ليشكروهم ويعاهدوهم على مواصلة  برامجهم وتحقيق شعارات حملاتهم الانتخابية  وقبل ان تعلن النتائج الرسميه  بدأت  المساومات السياسيه والسفرات الاقليمية والجلسات الترفيهية لرسم سياسة ترقيعية جديدة لا تحقق طموح الناخب ولاتلبي حلم الوطن  . انها من الامور المخجله ما بتناقله الاعلام من عقد الصفقات ودفع الرشاوي  لتشكيل الكتل و الحكومات . ايها الساسة يا من تعتقدون بان المواطن في سبات اقول لكم بان المواطن بات يعرف ويسمع ويشاهد  ويعرف من الذي سيفوز بأصوات ناخبيه ومن الذي سيزور او يتلاعب ومن الذي اشترى أصواتا لأسماء لا وجود لها  وان مواطننا بات يعرف الارقام السريه للصناديق المغلقه وانه متمسك بمفاتيحها وحافظ لأرقامها  اما من حاول ان يشتري اصوات الناخبين فنقول له انك تصلح في سوق النخاسه ولا يمكن ان تعد من الساسة .
[email protected]